خاص: إلى الشيخ “نعيم قاسم” انتهى زمن الاستقواء…”معسكركم كش ملك”!

“مجنون يحكي وعاقل يسمع”، ليس من باب الشتيمة أو الإهانة، لكنه واقع الحال الذي يمكن إسقاطه حرفياً على نسبة كبيرة مما ورد في اللقاء التلفزيوني الأول للشيخ نعيم قاسم منذ تولّيه منصب الأمانة العامة لحزب الله بُعيد اغتيال سلفه.

فبعيداً عن أي مغالطات، وبعيداً عن الكثير من النقاط التي تجافي الواقع، وتؤكد انسلاخ الحزب وبيئته عن واقع الأمور، لاسيما حديثه عن المواجهة والقوة وما إلى هنالك من استقواء لشد أزر البيئة وشحنها عاطفياً بأنّ “الراعي وإنْ غاب فالقطيع مستمرون”.

لكن النقطة الأبرز والتي كُنّا لنتقبلها لو صدرت عن رجل في الشارع، أو إنسان ليس في موقع قرار أو مسؤول، إلا أنّها صدرت عن “الأمين العام شخصياً” بما يحمله هذا المنصب من “دور نراه إلى اليوم أوسع بكثير من قدرة قاسم على القيام بأقل مهامه”..

كان نوعاً من السذاجة، كي لا نقول الغباء أو الاستغباء، أن يعلن عدم قبول حزبه لمبدأ “حصرية السلاح بيد الجيش اللبناني وقوى الأمن الداخلي”، في مقابل “استمرار المقاومة لحماية لبنان من إسرائيل.. وكلام رئيس الجمهورية حول حصرية السلاح لا نعتبره موجّهاً لنا”.

ثم توجّه إلى مَنْ وصفهم ب “البعض في الداخل اللبناني” مُهدّداً بأنّ حزبه “يصبر لأن الدولة مسؤولة، ولا يعني ذلك أن الأمور سوف تظل على هذا الوضع”، ومُدعياً بأنّ “الدولة اللبنانية مسؤولة عن إعادة الإعمار لأن إسرائيل اعتدت على مواطنين لبنانيين.. وعملية الإعمار جزء لا يتجزّأ من عملية الإصلاح والإنقاذ، من دون إعمار لا إصلاح وإنقاذ”.

هذه النقاط، ولا سيّما موضوع حصر السلاح بيد القوى الأمنية الوطنية الرسمية، أنتم المعنيون به أولاً وأخيراً، أنتم المقصودون بالحديث عن السلاح المتفلّت وسلاح المخيّمات أو سلاح التكفيريين، أي إصبع تختبئ خلفه عن واقع الحال، فتعيش الحُلُم الذي يجافي الحقيقة، ما من دويلة ستتحكّم بالدولة بعد اليوم، انتهى زمن الاستقواء ولا عودة إلى عبارات التهديد والوعيد، “ارحمونا وهدّوا اللعب”.

ثم حين تربط إعادة الإعمار بالإنقاذ، نسألك: هل الدولة اللبنانية اتخذت قرار “جبهة الإسناد”؟!.. هل الدولة اللبنانية فتحت باب جهنم على شعبها ورمت بهم في أتون عدم تكافؤ قدرات حربية؟!.. هل الدولة اللبنانية تنعم بفائض إيرادات ولا تعرف كيف تصرفها، لذلك ستوفرها لإعادة الإعمار؟!، الدولة منهوبة على عينك يا تاجر وأنتم “شركاء في خراب” هذه الدولة!!

خلاصة القول، الدولة غير مُلزمة بأي دعم ومساعدة لكل من يعتبر أن ما جرى “فداء لفلان وعلان” ويرفع شعارات “الويل والثبور وعظائم الأمور”، وقرار حصرية السلاح الهدف الأساسي منه هو “ضبط” سلاح حزب الله بخفيفه وثقيله إلى معسكرات الدولة، بدلاً من أن يتنعم به العدو الإسرائيلي، أو يدمّره لأنّه أصلاً في موازين تسلّحه ليس أكثر من خردة بالية، مقابل ترسانته العسكرية الضخمة!!

عُد إلى أرض الواقع يا شيخ نعيم، و”ما بقى تعلّي كتير”، أنت وبيئتك أدرى الناس بأنّكم أصبحتم فقاقيع هواء سرعان ما تجرفها الرياح، لكنّكم تكابرون وتستخدمون أسلوب الشتم والانتقاص من الآخر كـ”الشتلة علي مرتضى”، الذي انحدر كلامه إلى أدنى مستويات التخاطب مع الآخر، بينما بعض الأبواق الأخرى عادت لتطل عبر الشاشات لتشتم وتتوعّد وتنتقص، مجافين الحقيقة المُرّة “معسكركم كش ملك”!!

خاص Checklebanon

مقالات ذات صلة