سلام «نتش» من كل حصةٍ وزيراً له: هل تبدأ «جرافة» نواف «اجتثاث» المستقبل؟

لا يتصرف رئيس الحكومة نوّاف سلام كـ«عابر طريق» في الحياة السياسيّة. الآتي من خارج الصالونات السياسيّة التقليديّة، وعلى عربة ما يُسمّى الإرادة الدوليّة، يبدو وكأنه لن يضيّع الفرصة التي انتظرها أعواماً. لذا، وضع أجندة وفق قواعد تشبهه سيُنفّذها على الأرض، وهو الذي يعرف جيداً ما يُريده الدّاخل والخارج، ويفهم تماماً تركيبة «السيستم» اللبناني.

وبناءً على المتغيّرات الكبيرة، يريد بناء الهيكل الذي يراه مؤاتياً لعهده الجديد. وقد ظهر ذلك جلياً في تركيبة الحكومة. صحيح أنّه لم يتهوّر إلى درجة القفز فوق «فيتوات» الطوائف الأُخرى، إلا أنّه «نتش» من كل حصةٍ وزيراً له. لكن ما يُريده تظهّر أكثر في اختيار الوزراء السنّة.

فلم يترك لمن أفرزتهم الانتخابات النيابيّة الأخيرة ولمن يمتلكون حيثيّات شعبيّة، بغضّ النّظر عن حجمها، أن يختاروا وزيراً واحداً، بل تقصّد بعث الرسالة باكراً: أنا الزعيم السنّي الفعلي، من دون أن تثنيه هجمات نواب سنّة عليه ولا ملاحظات دار الفتوى على بعض الأسماء. «جرافة» سلام تسير من دون عراقيل، وما يُريده هو حيثيّة وحالة سياسيّة حقيقيّة تقيه التحوّل إلى «حسّان دياب 2»، من دون أن يعني ذلك نسخ تجارب أصحاب البيوتات السنّية التقليديّة وزعمائها، وإن كان هو نفسه ينحدر من واحد منها، إذ إن للرجل تجربته وفريقاً سياسياً متعطّشاً للحكم برعاية خارجية.

لينا فخر الدين- الاخبار

مقالات ذات صلة