خاص: في لعبة “مليونية المشيّعين” و الـ Zoom in وZoom out: أين الخلل؟!

بعيداً عن الحشود والأرقام والنسب والرسائل الموجّهة.. وبعيداً عن القراءة في خطاب الأمين العام للحزب، بين مَنْ اعتبره نهاية عهد الحزب العسكري والدخول في عالم السياسة، وبين من اعتبره “فخ وتقية لتمرير زمن الضعف”..
وبعيداً عن الصور والفيديوهات التي انتشرت عبر مواقع التواصل الاجتماعي، والتي راحت تستعرض مدرجات المدنية الرياضية أو بعض مواقع أرض الملعب الفارغة من الحضور، مقابل البث الإعلامي الخاص بالحزب الذي نقل صوراً حشودية فاقت الملايين..
فإنّ عودة إلى عقدين من الزمن لا أكثر، يوم كانت البلد مشطوراً ما بين 8 و14 آذار.. أتذكرون لعبة الـZoom in وZoom out.. ومَنْ كان أوّل من سلّط الضوء عليها.. وقلّل من نسب التسونامي البشري لخصومه الرافض للوجود السوري في لبنان؟!.. طبعاً هو الأمين العام الراحل يوم كان يطل عبر الشاشات، ويزبد ويرعد بحق معارضيه..
لكن رغم الرقم الذي أطلقته “الدولية للمعلومات”، والذي لامست فيه حسب إحصاءاتها الـ900 ألف شخص.. ودون الخوض في الحديث عن الحشود “المستعربة” والفارسية، فإنّ الرسائل السياسية تبقى الأهم والأكثر وقعاً، لأنّ الحشود التي اجتمعت بالأمس تتلاشى على الفور باتجاه حياتها اليومية، وتبقى الخطابات الرنانة والكلمات ذات الوقع..
من هنا، لا بُدَّ من الاعتراف بأنّ التوقع كان بأكثر وأكبر وأضخم، وبالنتائج التحليلية بالأرقام، ومع حشد دول المحور (العراق، إيران، اليمن، وسوريي النظام)، كان العدد بمحيط الـ300 ألف مشارك أكثر أو أقل بنسبة ضئيلة، ما يعني أرقام “الدولية للمعلومات” قد تكون اعتباطية، انطلاقاً من العملية الحسابية البسيطة التالية:
تتألف مدرجات المدينة الرياضية من 50 ألف مقعد، ومساحة الملعب 7 آلاف متر مربع، لو منحنا كل متر مربع كرسيين ستكون الحصيلة 14 ألف شخص، لتُضاف إليها مساحة 60 ألف متر مربع في محيط المدينة، ليبلغ عندها الحد الأقصى للحضور 300 ألف شخص، فكيف بلغت الأرقام المليون؟!
خلاصة القول: الأمين العام يوم كان حيّاً كان قادراً على تجييش هذا الرقم وأضعافه، خصوصاً بعد الظهور الإلكتروني عبر مواقع التواصل لنجله من أجل التحشيد.. فأين الخلل “إستدركوه”!!
خاص Checklebanon