خاص: بين التشييع الأضخم والتعويض على الناس.. مَنْ أوْلَى وأحق؟!

“كان” مقاوماً شريفاً؛ نعم.. قيمته الوطنية والإسلامية والعروبية “إلى زمن ما” كانت كبيرة جداً.. و”كان” قائداً تاريخياً بمعنى الكلمة الحقيقي.. إلى أنْ حاد عن “خط النضال الصادق”.. وانصاع للعمامة الإيرانية.. فتقمّص الدور الفارسي في لبنان.. وتعمّق في عباءة ولاية الفقيه..

طوال عهد قيادته لـ حزب الله على مدار 32 عاماً من 16 شباط 1992 إلى اغتيال في 27 أيلول 2024.. كانت أوضاع الحزب “ممسوكة”.. والرأي واحد يتبع قيادة واحدة هو قمّة هرمها.. فلا توزيع أدوار في العلن.. يقابله صراع أقطاب ومواجهات أجنحة في الخفاء.. وبيانات اعتذارات تتوالى عن تصرّفات غير مسؤولة..

أما اليوم وبعدما أصبح بين يدي ربّه.. وعشيّة تأبيه يوم الأحد في 23 شباط الجاري.. اليوم المشهود الذي تدق القلوب خوفاً ورهبة من لحظاته.. ويأمل نصف الشعب اللبناني أن يكون “قطوع ويمروء”.. ولا يحمل إلا تشييعاً شعبياً لقائد من حق مُريديه ومؤيديه ومناصريه تأبينه كما يليق به..

ولكن وعلى ما نرى ونُتابع ويتسرّب.. هذا التشييع يكاد يكون الأضخم والأكثر كلفة في العالم.. فيما قيادات الحزب يوم تلو آخر تطالب الدولة بالمساعدة من أجل إعادة الإعمار.. ويؤكدون أنّهم مُنهكون مالياً.. والمساعدات التي كانت تصل من إيران أو دول المحور الداعمة.. قُطعت من البوابة السورية وسُدّت أجواؤها السماوية.. وحتى بحراً لا مجال ما يعني حصار مالي ضخم وخانق!!

والسؤال مع كل ما نراه عبر الشاشات من تحضيرات.. يؤكد أنّ التكلفة تبلغ ملايين الدولارات.. في مقابل المنازل المهدّمة والناس المشرّدة والأرزاق المقطوعة والأفواه الجوعى.. كلها أليست أحق ببلسمتها؟!.. أليس من حق الناس التعويض عليهم بالنسبة التي خسروها لا أقل ولا أكثر.. في ظل ارتفاع الصرخة بأنّ مَنْ أعطيتموهم نسباً بسيطة حصلوا عليها “بطلوع الروح”.. بينما الاستنسابية في توزيع المساعدات سيدة الموقف.. وهناك مَنْ أغدق بالنِعم مقابل مَنْ حُرم حتى ثمن ألواح الطاقة.. أو حتى ترميم باب رزقه المُدمّر والذريعة الأفضلية للإيواء.. والحجّة الأكبر التي أصبحت “لازمة في كلام مجالسكم”.. التهديد بإغلاق أبواب “القرض الحسن”.. فهل مَنْ عاقل يخبرنا ماذا يجري؟!

خاص Checklebanon

مقالات ذات صلة