المجلس الشيعي يطالب “الحزب” بـ 250 ألف دولار
خلال الحرب، تعرض مبنى يقع خلف المجلس الاسلامي الشيعي الأعلى في منطقة حارة حريك للقصف، ما تسبب في أضرار جزئية في الجهة الخلفية للمجلس، حيث تصدع بعض الجدران وانهدم بعضها الآخر. ومنذ أسبوع، نشر المجلس عبر صفحته الرسمية على “فيسبوك” بياناً أشار فيه إلى أن رئيسه الشيخ علي الخطيب، تابع أعمال الترميم في مقر المجلس، لافتاً إلى أن قيمة الأضرار بلغت 250 ألف دولار. هذا الرقم الكبير أثار الجدل، لا سيما أن العارفين بحجم الأضرار التي لحقت بالمجلس يؤكدون أن الكلفة أقل بكثير.
وعلم “لبنان الكبير” أن المجلس طالب، فور انتهاء الحرب، بتعويض من “حزب الله”، الأمر الذي فاجأه، إذ إن المجلس يُعتبر مؤسسة عامة. ومع ذلك، لم يعترض الحزب كثيراً، بل أرسل لجنة كشف، وقُدّرت الأضرار حينها بحوالي 30 ألف دولار. إلا أن رئيس المجلس، اعترض على المبلغ أمام قيادة الحزب، ليتم رفع التعويض إلى 50 ألف دولار، لكنه لم يرضَ بذلك أيضاً، فقام بتشكيل لجنة خاصة بالمجلس لدراسة الأضرار وتقديرها، ليُفاجَأ الحزب بأن تقرير اللجنة حدد المبلغ بـ 250 ألف دولار، وهو ما نشر فوراً على الصفحة الرسمية للمجلس.
المثير في الأمر أن موظفي المجلس كانوا قد نشروا عبر حساباتهم على مواقع التواصل الاجتماعي صوراً للأضرار التي لحقت بالمجلس، لكنهم عادوا وحذفوها فجأة. ومن خلال تلك الصور، يصعب تصديق أن كلفة الأضرار تصل إلى 250 ألف دولار.
وبعيداً من مسألة ما إذا كان يجب على الحزب تعويض مؤسسة عامة أم لا، فقد أنفقت إدارة المجلس الشيعي في الفترة الأخيرة عشرات الآلاف من الدولارات على تأهيل مبنى المجلس وتجميله في منطقة الحازمية. ووفقاً لمعلومات “لبنان الكبير”، فإن الشيخ الخطيب يهدف إلى جعله مقراً لرئيس المجلس. ويقول مصدر من داخل المجلس إنه طُلب من الخطيب خلال الحرب، استخدام هذا المبنى وعقارات أخرى تابعة للمجلس لإيواء النازحين، لكنه تهرّب من ذلك، ولم يقدّم المجلس أي مساعدات تذكر لمن يُفترض أنهم رعيته. ولاقى هذا التصرف انتقادات كبيرة داخل الطائفة الشيعية، وكذلك من قيادة “حزب الله” وحركة “أمل”.
وكما هو حال بقية مؤسسات الدولة، يعيش المجلس الشيعي في حالة تصريف أعمال، إذ لا تجتمع هيئاته لانتخاب أعضاء إدارته، كما لم يتم اختيار رئيس جديد للمجلس منذ وفاة رئيسه السابق الشيخ عبد الأمير قبلان، ويُديره حالياً نائبه الشيخ علي الخطيب.
محمد شمس الدين- لبنان الكبير
