خاص شدة قلم: على “الثنائي” نسيان التهديد والتخوين.. اليوم غير مبارح!!

على ماذا يُراهن “الثنائي الشيعي” في لبنان؟!.. غريب أمر هذه الجماعة “ما تربّوا” مما عشناه ولا نزال نعيش تداعياته.. “ما تربّوا” من آلاف الضحايا وأكثر منهم من المعوّقين والجرحى.. “ما تربّوا” من الخراب والدمار.. “شو بدهم بعد ” حتى يسعون إلى عرقلة التأليف الحكومي.. والتلويح بمقاطعة الاستشارات النيابية غير الملزمة!!

في كل مرّة يتسوّلون الأزمات إلى البلد ويسحبونها سحباً إلينا.. مرّة نقلوا الصراع السوري ومرّة نقلوا الصراع الفلسطيني.. ومرّة عاثوا فساداً بتدخّلهم في الإمارات والكويت واليمن وساندوا معارضي الحكم في السعودية.. حتى وصلوا إلى مساندة نظام الهارب بشّار بترويج المخدرات والسموم إلى الدول العربية.. ونحن في كل مرّة ندفع الثمن من قطع للعلاقات العربية.. وحصار أميركي وانهيار اقتصادي وما إلى هنالك.. حتى حملوا الحرب إلينا على كفوف الإسناد..

يا أهل الله أصبح على “الثنائي الشيعي” فهم أنّ لكل زمان دولة ورجال.. وزمانهم انتهى وبدأ عهد جديد يختلف كلياً عمّا عشناه سواء من خلال فرض سطوتهم بقوة السلاح “وما 7 أيار 2008” عنّا ببعيد.. ولا باستجرار حروب الآخرين عنّا أيضاً ببعيدة “ولو كنت أعلم”.. ولا ننسى طبعاً “عهد جهنم” الذي فرضوه بقوّة الأمر الواقع فأخذونا إلى أسوأ انهيار عرفته دولة.. وثالث أضخم انفجار في العالم وبيروت شاهدة وأهلها شهداء.. ودماؤهم ما زالت تطلب الثأر!!

اليوم عهد جديد.. رئيس جديد من رحم الشعب و”الشرف والتضحية والوفاء”.. لكن ليس على قاعدة “إميل لحود ولا ميشال عون”.. اليوم رئيس حكومة من رحم القانون والقضاء.. علّنا نخرج بالبلد من أزماتها السوداء إلى بقعة ضوء تكون بداية مرحلة جديدة لانطلاق الوحدة الوطنية بالمعنى الصحيح..

يدّعون إقصاءهم وخداعهم ويُطالبون بتسوية حكومية يتسلطون من خلالها على الحكم الجديد.. ألم يكفهم ما فعلوه على مدى السنوات الماضية من خلال بدعة “الثلث المُعطّل”؟!.. ألم يكفهم إغلاق مجلس النواب لأشهر طويلة بناءً لرغبة “الاستيذ”؟!..

اليوم لا تسويات.. اليوم لا تدوير زوايا.. اليوم فليفز الأفضل.. واليوم بدء مرحلة جديدة كلها أمل بتطبيق “اتفاق الطائف” كاملاً.. وأهم البنود القضاء على التحاصص الطائفي.. وليحل في المكان المناسب مَنْ يستحق دون فرض أو إملاء..

أما ادعاءهم بأنّ الرياض وواشنطن وباريس نقضت ما اتُفق عليه من أجل الوصول إلى انتخاب العماد جوزاف عون رئيساً للجمهورية.. وأمعنت هذه الدول بالخداع من خلال وصول القاضي نوّاف سلام إلى التكليف بتأليف حكومة العهد الأولى.. فهذا لا يمكن وصفه لا بالنقض ولا بالخداع.. بل ما هو إلا إرادة شعب وإنْ تماهت مع إرادة دول الخارج..

إرادة شعب ملَّ الوجوه التي اغتنت وملأت كروشها ووسّعت عروشها من المال العام والخاص.. على أمل أنْ ينصب رئيسا الجمهورية والحكومة المشانق لكل مَنْ سوّلت له نفسه من أرباب مصارف وسياسيين في نهب مال الناس.. كما شنق كل مَنْ ساهم في إرهاب الناس وسرقة الأمن والأمان منهم.. فهل يفهم الكل ماذا يعني التغيير؟!..

مصطفى شريف- مدير التحرير

مقالات ذات صلة