خاص: “ميني مافيا”.. زلّة “الجديد” واقع فضح الجيل الصاعد…وعقيدة “المقاتل الصغير”؟!
ليس دفاعاً عن زلّة “الجديد” في مقطع برنامج “ميني مافيا” الذي صدم المشاهدين والمتابعين، ولا تسهيلاً لإقحام الأطفال في “صراعات الكبار”، لكنّنا نقولها وبالفم الملآن، ما عرضته “الجديد” واقع مُعاش، واقع يتربّى عليه “أطفال محور ممانع” في لبنان، يتجرّعون مع حليب الأم، الحقد وكره الآخر، ورفضه لمجرّد الاختلاف..
يرفضون الآخر لأنّه “لا يشبههم”، يرفضون النزول إلى أرض الواقع، والاعتراف بأنّ ما يفعلونه هو سرقة طفولة أجيالهم، فهل يُعقل أنْ يكون طفل بعمر الـ11 عاماً على معرفة بأنواع السلاح وأساليب استخدامها؟!، هل يُعقل أن يخضع طفل لدورة تدريب عسكري بعنوان “المقاتل الصغير”؟!، أي جيل هذا الذي يكبر على القتال والصراع والرفض وعشق المواجهة، بذريعة “عيونهم تواجه المخرز”، لا يا جماعة عيونكم أخذتها تفجيرات “البيجرز”، وأيديكم أيضاً!!
طفل يتباهى بفائض القوّة ماذا سيفعل عندما يشب عوده؟!، طفل لم يبلغ الحُلُم يتباهى بالانتصار على العدو؟، بل ويتباهى أكثر قائلاً “أنا إبن حزب الله.. واللي بفوت ضدّي بيعلق بشغلة ما بيضهر منها”!!.. بهذه الكلمات كُشف الحق على العلن وظهر الجبروت و”عهر قوة السلاح” المتجبّر على الداخل والمهزوم أمام العدو!!
أي عقيدة حياة ويقول فيها الفتى الذي لم ير من حياته الوردية ولا ربيعها شيئاً، فيردّد: “أنا بدّي حارب.. أنا بدّي استشهد” متحدياً زميله الذي بدوره لا يعرف ماذا يقول.. سوى أنْ يردّد كلام بيئته القواتية الذي تربّى عليه.. وترديد عبارات تمجيد بشير الجميّل و”التاريخ القوّاتي الأسود” دون إدراك ووعي لما يقوله.. فيما “الطفل الحزبلاوي” يعتبر أنّ ميليشياته حمت الشرف اللبناني ولولاها لكان العدو انتهك العرض اللبناني والعربي.. حتى وصل الموس إلى ذقن اليونيفل..
بالمختصر.. جيل صاعد مليء بالحقد وكره الآخر.. الأول يعتبر أن بشير يضاهي السيد حسن نصرالله لمرتين.. فيرد عليه الأرعن الحزبي “إجرو للسيد حسن بتسوى لبنان كله”..
هذا جيل يُحقن منذ الصغر ببناء سواتر وجدران عزل عن الشريك في الوطن.. ماذا سننتظر منه في المستقبل.. وما “تصريح وفيق صفا عن فيتو سمير جعجع إلا أكبر دليل” على إرث تتناقله الأجيال وسيتناقله الزمن طالما تحكم الطوائف وتتحكّم في لبنان..
والختام، رسالة إلى الزميلة كارين سلامة “إبنة المستقبل”، “إبنة لبنان أولاً”، الراقية، الوطنية، التي صرخاتك وصلت إلى العالم عند كل مفترق وأزمة، ما الدافع إلى حلقة تؤجّج الفتن، ولو كانت تنطق بلسان الواقع، لكننا شعب نحب الاختباء خلف أصابعنا، فأي مهوار هوت إليه برمجة “الجديد” لتقديم حلقة “تنزع عن الأطفال ستار طفولتهم وتحوّلهم إلى مقاتلين خلف متاريس”.. إلى متى سنبقى في خندق المواجهة والقتال والاستكبار على بعضنا البعض!!؟
خاص Checklebanon