خاص شدة قلم: منطقتنا على صفيح ساخن: هل نكون أمام جحافل جرارة باتجاه العراق ثم الأردن ؟!

مشهد غريب وكأنّنا أمام استعادة لأربعينيات القرن الماضي.. ودهاء غربان أوروبا مقابل غباء العربان أو “سجيّتهم الممهورة بالسذاجة”..

في ذلك الزمن خدع الأوروبيون الملك فيصل ووعدوه بحكم الأمة العربية بعد سقوط الإمبراطورية العثمانية “المارقة”.. فكانت النتيجة اتفاقية “سايكس بيكو” التي مزّقت شرقنا الأوسطي إلى دويلات.. ومنحت “أرض المحشر والمنشر” فلسطين لمن لا يستحق بناءً لـ”وعد بلفور” المشؤوم..

أرى وكأنّ التاريخ يعيد نفسه بوجوه مختلف.. فالإمبراطور “التركماني” رجيب طيّب أردوغان اتفق مع الصهيونية العالمية.. لإسقاط “النظام السوري” على أيدي “الإخونجيين” أتباعه.. المغادرين لـ”حظيرة الإرهاب القاعدي ثم الداعشي المصنوع أمريكياً”.. تزامناً مع تحقيق الأسطورة الصهيونية بـ”دولة إسرائيل الكبرى” الممتدة من النيل إلى الفرات مع أجزاء من الخليج العربي..

بالمختصر.. سقط النظام وكل ما سيأتي قد لا يكون أفضل من إجرام “حزب البعث” المتكشّف يوماً تلو آخر.. لكن “صفقة القرن” الترامبية لم تختف بل عُلّقت.. وأراها اليوم تعود وعلى عجل.. ليس لتهويد فلسطين.. بل لإسقاط حركات المقاومة في المنطقة ككل من جهة.. ولتوسّع الشيطان الإسرائيلي ومدّ هيمنته على مختلف المعمورة العربية..

يعني ذلك أنّه حتى حلم رجب طيب أردوغان بالتوسع في سوريا لن ينال منه إلا القليل.. لأن الأسطورة الصهيونية حلمها السيطرة على بلاد الشام ككل.. ومن كان يقول أنّنا أصبحنا في زمن نهاية “الكيان الصهيوني” أصبح اليوم تحت التراب.. وأرانا أمام تحقق نبوءة التوسّع الصهيوني.. على مرأى من العالم المتفرّج بصمت و”هبل”.. أو أغلب الظن باتفاق من تحت الطاولة وإلا لما كانت جبهة لبنان “قد عُلّقت مؤقتاً”..

أحجار الدومينو التي بدأت تتهاوى مع “طوفان الأقصى”.. جرفت في طريقها غزة وأجزاء من الضفة الغربية.. مروراً بلبنان والتوسع في جنوبه.. والسرعة المهولة في إعلان سقوط اتفاقية “فض الاشتباك” الجولانية.. بمجرّد سقوط نظام حكم الأسد السوري.. والتوسّع الرهيب في الأراضي السورية.. حتى وصل الصهاينة إلى مشارف دمشق.. لا يُبعدهم عنها إلا 20 كلم ليس أكثر.. فهل نكون أمام سقوط “عاصمة الأمويين” كثالث عاصمة عربية بعد القدس وبيروت تسقط تحت نير “نجمة داوود”..

مشهدية غير واضحة.. فرح بالحرية حق لكل سوري عاني وقاسى الأمرّين.. لكن الخوف من بدء الانتقامات الطائفية والتجاوزات التي ستجر ابرياء.. والخوف الأكبر من الوجه البريء الذي يظهره “الجولاني” الأمر الناهي بالأرض السورية.. وهو نفس الوجه الذي أظهره “الإخوان المسلمون” حتى وصلوا إلى كرسي الرئاسة المصرية.. لكن وضع سوريا أشد وأدهى.. فهل نكون أمام جحافل جرارة باتجاه العراق ثم الأردن.. وتحقق “ماسونية الصهاينة” نبوءتها وتستعمر منطقتنا العربية.. وسط صمت عربي كي لا نقول تواطؤ ومؤازرة.. لأن “الصاحب ساحب” وإنْ كرّت السبحة فإنّ الخوف على “تهويد عروبتنا”..

مصطفى شريف- مدير التحرير

مقالات ذات صلة