خاص: عقدة العمر و”جوهرة الأربعين” عند المرأة !

للمرأة مع الزمن صراع وحكايات، تترجمه غالبا حينما تسألها “قدّيه عمرك”؟

قد يكون هذا السؤال اشبه بكارثة لحوّاء التي قررت أن لا تكبر، وان تبقى طفلة صغيرة بمعزل عن سنوات العمر المتراكمة في تجاعيدها ومعالم وجهها وقدّها المترهّل شيئاً فشيئاً، قبل أن تتراكم أرقاماً محسوبة على بطاقة الهوية!
 
لكن هناك نوع من النساء لا يهمّهن العمر، ويعتبرنه إضافةً قيّمة على روحيتهم الجميلة، فيعيشْن في شباب دائم، حتى ولو ناهزْن الخمسين والستين، وأؤلئك يزددْن جوهرة وتألقاً كلما تقدّمت بهنّ سنوات العمر.

فماهي قصة المرأة مع العمر؟ وهل أزمتها معه الى تراجع في ظل نمو الوعي الإجتماعي أم لا؟ ثم كم امراة مستعدة للبوح بذاك السر المثبت على هويتها؟

Checklebanon اخذ على عاتقه “المهمة المستحيلة”، والتقى عينة من السيدات وسألهن عن حكايتهن مع “العمر”، كما التقى اختصاصياً في الطب النفسي وتوقف معه عند النواحي النفسية لتقدم عمر المرأة.

“اترك التجاعيد وبلا بوتوكس”

في هذا السياق، ترى جمانة علوان ان الانسان يعيش عمره و”مابياخد عمر غيرو”، وعليه ان يعيش المراحل كما هي ويتقبلها بحسناتها وسيئاتها، لذا “انا ما بعمل لا بوتوكس ولا شي واترك التجاعيد تعبر عن مراحل عمري.

اذا لازم غيّر بغيّر

من جهتها، تقر نور السباعي بأنه من الأفضل ان نعيش كل مراحل العمر كما هي ، ولكن “اذا كنت بمطرح لازم غيّر بغيّر”، خصوصاً وان الاهتمام بالوجه يحسن من الوضع النفسي و”اذا كانوا التجاعيد لابقين بخليهن”.

وتشير نور الى ان الانسان مهما ازال التجاعيد لن يوقف العمر وليس بالضرورة ان يغير الانسان بشخصيته فكل عمر له خصوصيته وعلينا ان لا نخشاه.

قيمة للانسان

أما ناهد (فتاة ثلاثينية)، فلا ترى اي مشكلة في البوح بعمرها، تقول: “تقدم العمر يعطي قيمة للانسان، وانا لا يهمني الموضوع طالما ان الناس تجمع “انو مبينة اصغر من عمري” اما بالنسبة الى التجاعيد التي قد تظهر على الوجه فيمكن علاجها بالمراهم علما انه لا يمكن اخفاؤها على المدى البعيد.

خصوصية

وتختلف سناء خليل مع ناهد، لأن عمر المرأة هو من خصوصياتها وليس من الضروري ان تتداول به وسط مجتمع فضولي، مشيرة الى ان خوف المرأة من قطار العمر مبرر في مجتمع ذكوري لا يرحمها.

واشارت سناء الى ان اهتمام المرأة بنفسها وهندامها وتمتين حضورها في المجتمع اضافة الى استخدام الكريمات وادوات التجميل يجعل مسألة العمر ثانوية بالنسبة لأي فتاة.

إحراج

من جهتها تعتبر نهى عوض ان المجتمع هو الذي فرض على المرأة ان تتحفظ عن البوح بعمرها، فالمرأة كلما كبرت ستشعر بالحرج، الا اللواتي استطعن اثبات انفسهن في المجتمع ولا يهمهن أثر تقدم السن.

ولفتت نهى الى ان خوف النساء من التجاعيد التي ستكشف عن تقدمهن بالسن لم يعد مهماً اليوم لأن تقنيات التجميل تساهم في ارجاع المرأة سنوات الى الوراء، وتختم ساخرة “صعبة تشوف مرا تحت الأربعين بهالزمن”.

آخر هم

بدورها تقول نورما حداد (50 عاما)، وبصراحة “آخر همي العمر. المهم عيش حياتي مثل ما بحب”، وتتابع “لا يستطيع اي انسان ان يتجاهل عمره، ولكنه يستطيع وبكل بساطة ان يبقى بشباب دائم “اذا عرف كيف يعيش”.

وتختم نورما انا “ما حدا بيصدق انو عمري خمسين وهذا يكفيني، فالعمر له علاقة بالروحية، والنفسية الطيبة تبقينا في شباب دائم مهما كبرنا”.

خوف من الشيخوخة

اما وفاء نجار فرأت أن المرأة كلما كبرت كلما خافت اكثر من تقدم العمر والشيخوخة، لذا نجدها تعتني بنفسها أكثر من الرجال وتحاول دوما ان تبدو جميلة وصغيرة.

اما عن نفسها فقالت وفاء “لا اشير الى عمري امام الجميع، هناك اشخاص محددون لا اخجل من البوح بعمري امامهم، ولا اخاف من الشيخوخة، لأن كل سن له حلاوته الخاصة وطبيعته وخصائصه”.

دوافع اجتماعية .. وجمالية!

في المقابل، يشير الاختصاصي في التحليل النفسي محسن حمود الى ان خوف المرأة من العمر دوافعه اجتماعية وجمالية، خصوصاً اننا نعيش في مجتمع له مفاهيمه الخاصة عن المرأة، حيث انه كلما كانت المرأة اصغر سنا كلما كانت اقوى، بنظر المجتمع، على عدة صعد. لذا تحاول اخفاء عمرها الحقيقي. فعلى الصعيد العاطفي، معظم الذكور يبحثون عن المرأة الصغيرة والجميلة، وليس على من يطلقون عليها ظلماً لقب “عانس”! وعلى صعيد فرص العمل ايضا، لذا فإن المرأة كلما كبرت زادت صعوبة زواجها باستثناء بعض البيئات.

ويقر حمّود بأن المرأة “بتجوهر بالاربعين”، وفي مجتمعنا اليوم باتت المرأة اقوى من الرجل، ورغم ذلك لم تختلف المفاهيم التي تنظر الى المرأة نظرة ضيقة، كما ان المرأة لم تتغير في نظرتها لنفسها وفي خوفها من “تجاعيد الزمن”. لذا فإن مسألة العمر لا زالت هاجسا بالنسبة لها وستبقى كذلك.

ختاماً، مهما قيل عن عمر المرأة وتأثيره في شخصيّتها يبقى الجوهر هو الاساس، وتبقى حقيقة علمية واحدة ينبغي على النساء التوقّف عندها، وهي انكِ كلّما كبرتِ “جوهرْتِ”.. تلك الحقيقة ودونها سنوات العمر كلها تصبح هباء..

صفات المرأة الأربعينية وما احتياجات المرأة في سن الأربعين؟ - مدونة صدى الامة

خاص Checklebanon

مقالات ذات صلة