العدو يفشل في كسر المقاومة في الخيام وشمع… وينتقم من المدنيين في بيروت والبقاع والجنوب!

بأيّ طريقة، يحاول جيش العدو الإسرائيلي إحداث اختراقات علّها تمكّنه من تطوير عملياته الهجومية في محاور التقدّم في المنطقة الحدودية، سواء في القطاع الشرقي أو الغربي، وتحديداً في محاور الخيام ودير ميماس والبياضة. لكنّ وقائع الميدان تشير إلى أن كل المحاولات، حتى مساء أمس، قد جرى احتواؤها والتعامل معها، أو حتى إجهاضها مُسبقاً، رغم أن العدو يعتمد كل يوم تقريباً مقاربة تكتيكية مختلفة لحركة قواته.

في محور الخيام، استهدفت طائرات العدو، مجدداً طريق النبطية – مرجعيون عند نهر الخردلي، بعدما استهدفتها قبل يومين وعمل الجيش اللبناني والـ«يونيفل» على إعادة فتحها. كما حافظت قوات العدو على تمركزٍ لها عند مدخل بلدة دير ميماس الشمالي، حيث أقامت ساتراً ترابياً عند المفترق المؤدّي إلى كفركلا وبرج الملوك والقليعة. ورغم تراجع تحرّكات العدو في دير ميماس، بعدما انسحبت جرافة ودبابة، إلا أن دبّابات أخرى بقيت في تموضعاتها بين كروم الزيتون وقرب الدير غربي البلدة. وقصفت مدفعية العدو حافّة البلدات المشرفة على المنطقة، في أرنون وقلعة الشقيف ويحمر، بشكل متواصل، بهدف تأمين تحرّكات الآليات العسكرية من تل النحاس باتجاه دير ميماس، وبالعكس. وبعد رصد ‏تحركات لقوة من جيش الاحتلال تحاول التسلل باتجاه بلدة دير ميماس، اشتبك المقاومون، من مسافة قريبة، مع القوة المُتسللة عند الأطراف الغربية للبلدة، وأوقعوا أفرادها بين قتيل وجريح، وقد عمد العدو إلى سحب الإصابات من منطقة الاشتباك تحت غطاء ناري ودخاني كثيف، علماً أن محور التقدم هذا ليس محوراً رئيسياً بحدّ ذاته، بل الهدف منه هو قطع الدعم عن الخيام ومحيطها، حيث يجري الهجوم الرئيسي.

ولم تنجح قوات العدو في إحكام سيطرتها على الخيام، ولا تزال مجموعات المقاومة تتصدّى لها في الأحياء الجنوبية والشرقية. وتسيطر قوات الاحتلال على غربي الخيام، أي السهل ومنطقة الشاليهات، كما نفّذت محاولات التفاف جديدة، من جهة نبع إبل السقي، باتجاه الأحياء الشمالية للمدينة، عبر دفع عدد من الجرافات والدبابات انطلاقاً من وطى الخيام. وبذلك، يحاول العدو عزل مدينة الخيام ومحاصرتها، ومنع تعزيز المقاومة فيها، ويراهن على استشهاد المقاومين أو نفاد ذخائرهم، بعدما كان قد ترك لهم ممرات للانسحاب، إلا أن أياً منهم لم ينسحب، ما دفعه إلى إعادة قطع هذه الممرات خوفاً من استغلالها لإدخال تعزيزات. وحتى مساء أمس، كانت مدفعية العدو تواصل استهداف المدينة بالقذائف من عيار 155 والقذائف الفوسفورية، إضافة إلى استهداف تلة الماري المجاورة. كما جدّدت الطائرات الحربية غاراتها على المدينة. ومع تصدّي المقاومين داخل المدينة لمحاولات التوغل، تعمد المقاومة إلى استهداف قوات العدو من خارج المدينة بصليات صاروخية مكثّفة وبأسراب المُسيّرات الانقضاضية.

 

وفي محور شمع – البياضة، تواصلت المعارك التي تخوضها المقاومة في الجبّين حيث تمّ تدمير دبّابة ميركافا بصاروخٍ موجّه، وفي شيحين ومجدل زون وأطراف شمع وطيرحرفا، للتأثير على محاولات العدو المتكرّرة للسيطرة على البياضة. ومنذ منتصف ليل أول أمس، حاول العدو عدة مرات التقدم إلى البياضة، من جهة غرب طيرحرفا ووادي حامول، حيث تعرّضت قواته في تلة إرمد لاستهدافات مكثّفة. كما صدّ المقاومون محاولة توغّل بين شمع والبياضة، ودمّروا دبابة ميركافا غربي بلدة شمع، ودبابة أخرى عند الأطراف الشرقية لبلدة البياضة. ومساء أمس، هاجم المقاومون تموضعاً لقوات من جيش العدو عند الأطراف الشمالية الشرقية لبلدة البياضة، بالأسلحة الرشّاشة والصاروخية، واستمرّت الاشتباكات عدة ساعات.

وأعلن العدو عن مقتل جنديين وإصابة 12 بينهم حالة حرجة، خلال 24 ساعة، في معارك جنوبي لبنان. كما أعلن مستشفى رامبام في حيفا، استقباله عدة جنود أصيبوا في القتال في لبنان. وواصلت المقاومة استهداف العمق المحتل، حيث استهدفت مرتين، قاعدة شراغا (المقر الإداري لقيادة لواء غولاني) شمالي مدينة عكا المُحتلّة، بصليات صاروخيّة. وفي إطار ‏سلسلة «عمليّات خيبر»، قصفت للمرّة الأولى موقع مشمار الكرمل للدفاع الجوّي والصاروخي، الذي يبعد عن الحدود اللبنانيّة 40 كلم، جنوب مدينة حيفا، بصليةٍ من الصواريخ النوعية. كما تابعت استهداف المستوطنات الشمالية برشقات صاروخية على امتداد يوم أمس.

‌‏ومقابل عجز قوات العدو عن تحقيق إنجازات كبيرة في الميدان، يعمد العدو الى تكثيف غاراته الجوية التي تستهدف المدنيين والآمنين. وارتفع عدد شهداء غارة البسطة الفوقا في بيروت، إلى 20 شهيداً، و66 جريحاً. كما تبيّن كذب مزاعم إعلام العدو، حول تنفيذ عملية اغتيال في المنطقة، حيث نفت مصادر أمنية ذلك بشكل كامل. أما في صور، فقد استهدفت طائرة مُسيّرة أربعة صيادين كانوا على شاطئ الخيم البحرية، ما أدى الى استشهاد اثنين منهم، وإصابة الآخريْن. وفي شمسطار في البقاع، استُشهد ثمانية أشخاص، من بينهم أربعة أطفال، وأصيب تسعة آخرون في غارة معادية. وفي بلدة رومين في النبطية، نفّذت طائرات العدو غارة أدّت إلى استشهاد خمسة أشخاص وإصابة ثلاثة آخرين بجروح، بينهم اثنان في حال حرجة.


الاخبار

مقالات ذات صلة