«التصدّي» لموجتي إسهال وأمراض جلدية…لاسيما القمل والجرب: الخطر مستمر

تمكّنت وزارة الصحة والقائمون على مراكز الإيواء من «صدّ» موجتي إسهال وأمراض جلدية، ولا سيما القمل والجرب، قبل تفشيهما بشكل واسع بين النازحين، من خلال التشخيص المبكر والتدخل السريع وتوفير الأمصال والأدوية، « لكن لا يعني ذلك أننا في الوضع السليم لأنّ خطر انتقال الأمراض لا يزال قائماً في مراكز النزوح. لذلك يجب ألا نتراخى في المراقبة والرصد والاستجابة الفورية»، كما يقول الدكتور الاختصاصي في الأمراض الجرثومية والمعدية عبد الرحمن البزري.

ولفت إلى خطر انتشار الأمراض التنفسية مثل كورونا والرشح العادي والالتهاب المخلوي التنفسي والإنفلونزا، «مع اقتراب فصل الشتاء وانتشار الفيروسات في مراكز الإيواء، في ظل الاكتظاظ الذي يشكل أحد أهمّ عوامل انتشار العدوى»، مشدداً على ضرورة «استباق الشتاء بتوفير العلاجات واللقاحات اللازمة للمسنين ومن يعانون من أمراض رئوية». ونبّه البزري إلى خطر انتشار الأمراض الجلدية كالقمل والجرب، وكذلك الإسهال بسبب المطابخ الجماعية التي قد لا تراعي المعايير الصحية، إلى جانب الأمراض الناجمة عن قلة النظافة الشخصية، خصوصاً أن ظروف الإيواء تختلف بين مراكز مجهّزة وأخرى غير مجهّزة، ولوجود أعداد كبيرة من النازحين في غرف وحمامات مشتركة، في ظل نقص مياه الخدمة، وعدم توفر أدوات التنظيف والمعقّمات في بعض المراكز.

الاستجابة لخطر انتشار الأمراض بين النازحين تبدو «جيدة حتى الآن»، كما يصفها البزري، من خلال مسارين، الأول «ربط مراكز الإيواء بمراكز الرعاية الصحية الأولية المدعومة من منظمة الصحة العالمية بالتنسيق مع وزارة الصحة، حيث تزور العيادات النقالة مراكز الإيواء مرات عدة أسبوعياً، والتبليغ عن الاصابات لبرنامج الترصد الوبائي الذي يحيل الحالات إلى المستشفى أو تتلقى العلاج في مراكز الرعاية الصحية». ويرتبط المسار الثاني بـ«الوعي الموجود لدى المسؤولين عن مراكز الإيواء من مديري المدارس الرسمية والمتطوعين في الأحزاب والجمعيات الأهلية المدربين على حالات الطوارئ، والمخاطر التي تنتج عنها، ويتلقون المزيد من التدريبات بالتعاون مع المنظمات الدولية».

يزداد خطر انتشار الأمراض التنفسية مع اقتراب الشتاء وانتشار العدوى

من جهتها، تتابع منظمة الصحة العالمية المخاطر الصحية للنزوح من خلال «توعية الجمعيات والمسؤولين عن المراكز حول المخاطر الصحية، ووضع معايير توفير المياه السليمة لتفادي الأمراض التي تنتقل عبر المياه، وتعميمها على شركائنا من المنظمات الدولية والأهلية التي تؤمّن المياه، والدعوة إلى عدم الاكتظاظ في المراكز لتفادي الأمراض التنفسية»، بحسب مديرة البرامج في المنظمة أليسار راضي. في السياق نفسه، «نسعى لتأمين المزيد من أدوية الأمراض الجلدية والمزمنة، بعدما غادر كثيرون بيوتهم من دون أخذ الأدوية»، وتضيف أن «هناك أمراضاً يمكن تفاديها عبر التلقيح، وقد تراجع مستوى تلقيح الأطفال دون العشر سنوات في السنوات الخمس الأخيرة في لبنان لعدة أسباب، لذلك نقوم بجهود مكثفة مع وزارة الصحة لتلقيح الأطفال بحسب الروزنامة الوطنية».

****************************
خطر تفشي الكوليرا أيضاً
جاء إعلان وزارة الصحة عن التثبت من أول حالة إصابة بالكوليرا في بلدة السمونية الشمالية كـ «الصاعقة» لأنه، ببساطة، «إذا وصلت الكوليرا إلى النازحين سيكون خطر تفشيها مرتفعاً جداً»، بحسب ما أكّد ممثل منظمة الصحة العالمية في لبنان عبد الناصر أبو بكر في مؤتمر صحافي قبل يومين. وذكّر أبو بكر بموجة الكوليرا التي شهدها لبنان بين 2022 و2023، و«تحذير المنظمة من ظهور المرض مجددا في حال تدهورت حالة المياه والنظافة بين النازحين ومجتمعاتهم المضيفة»، وهو الأمر الذي يشكل تحدياً أساسياً اليوم. يُضاف إليه، «حصر حملات التطعيم العام الماضي بالنازحين في شمال لبنان، من دون أن يكتسب النازحون من الجنوب والبقاع وبيروت اليوم أي مناعة ضد الكوليرا منذ ثلاثة عقود».

زينب حمود- الاخبار

مقالات ذات صلة