نتنياهو يرفض وقف النار قبل “القضاء على حزب الله”

إنها الجلسة الرابعة التي يعقدها مجلس الأمن الدولي لبحث التطورات العسكرية المتصاعدة في لبنان. لم تنجح الجلسة في اتخاذ قرار ينصّ على وقف إطلاق النار. عقدت الجلسة بناء على طلب فرنسي، لكن باريس لم تنجح في إقناع الولايات المتحدة الأميركية بإصدار قرار، وبدت المفاوضات متعثرة خصوصاً أن واشنطن أشارت إلى حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها وحماية أمنها، وأن الطريق الوحيد لوقف إطلاق النار معروف، وهو انتاج تسوية سياسية في لبنان تكسر هيمنة حزب الله، والذي يفترض أن يتخلى عن سلاحه في الجنوب وعن مواجهة إسرائيل. سعت فرنسا أيضاً لإعادة إصدار بيان رئاسي فرنسي أميركي وبمشاركة دول أخرى يدعو إلى وقف إطلاق النار في لبنان من دون ربط ذلك بالوضع في غزة.

1701 الحلّ الأنسب
وأشار مندوب لبنان هادي هاشم، إلى أن “أي مساعي ديبلوماسية لم تنجح حتى الآن في وقف إطلاق النار”. وقال هاشم: “ما زالت آلة القتل مستمرة في قتل اللبنانيين والقصف الإسرائيلي مستمر بالرغم من كل دعوات وقف اطلاق النار”، مضيفاً: “ما هي الغاية من استهداف الصحافيين وعمال الاغاثة والطواقم الطبية؟”. وطالب هاشم مجلس الأمن بإدانة اختراق إسرائيل للحدود اللبنانية واصدار قرار فوري بوقفه، مشيراً إلى أن “القرار 1701 الذي يتمسك به لبنان بالكامل يبقى الحل الأنسب”.
كما ذكر أن “القصف الإسرائيلي أخرج عدة مستشفيات عن الخدمة وقطع معبر المصنع الرابط بين لبنان وسوريا”، لافتاً إلى أننا “ما زلنا بعيدين عن تأمين كافة الاحتياجات لإغاثة العائلات التي نزحت نتيجة قصف إسرائيل الممنهج للمناطق السكنية”. وأكد أن “لبنان يدعم المبادرة الأميركية الفرنسية لوقف النار 21 يوماً، كما انه مستعد للحل الديبلوماسي”، مضيفاً: “مخطئ الجانب الاسرائيلي في كسر القرار 1701”.

وقف النار
وشهدت جلسة مجلس الأمن، دعوات إلى وقف فوري للعمليات الإسرائيلية في لبنان. وقال مندوب فرنسا بمجلس الأمن: “نحن بحاجة إلى وقف فوري ودائم لإطلاق النار في لبنان”، مضيفاً انه “يجب احترام سيادة لبنان وسلامة أراضيه”. كما شدد على انه “يتعين على كل الأطراف الإقليمية أن تمارس ضبط النفس وتعمد إلى التهدئة”. بدورها، رأى وكيلة الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون السياسية أن “النزاع المدمر في لبنان والهجمات المكثفة في سوريا والعنف المحتدم في غزة والضفة الغربية المحتلة يشير انسياق المطنقة إلى حرب شاملة”.

كذلك، أكد مندوبة المملكة المتحدة بمجلس الأمن أن “الدبلوماسية وليس العنف هي السبيل لإنهاء دوامة العنف في المنطقة”. كما اكد ان “الاعتداء على قوات حفظ السلام في لبنان أمر غير مقبول”. أما مندوب روسيا فاعتبر أن “إسرائيل والولايات المتحدة يعملان على تغذية نيران التصعيد في منطقة الشرق الأوسط”. من جهته، اعتبر مندوب موزمبيق بمجلس الأمن أن “الأحداث الجارية في لبنان مرتبطة بالحرب الإسرائيلية الحالية على غزة”. من جانبه، اعتبر مندوب اسرائيل في مجلس الأمن داني دانون أن قرار الحرب اتخذه الأمين العام السابق لحزب الله حسن نصرالله داعياً الحزب إلى الانسحاب إلى ما وراء نهر الليطاني.

أهداف محدّدة
وأكد البيت الأبيض، أن “الولايات المتحدة تواصل إجراء محادثات مع إسرائيل بشأن عملياتها العسكرية في لبنان”. وشدد على، أن “لإسرائيل الحق في الدفاع عن نفسها”، مشيرًا إلى أن “العمليات العسكرية الإسرائيلية في لبنان محددة الأهداف”. كما دعا البيت الأبيض، إلى “الحل الدبلوماسي باعتباره السبيل الأمثل للمضي قدمًا”، مؤكدًا “ضرورة إعادة المدنيين إلى ديارهم على جانبي الحدود”.

ونقلت هيئة البث الإسرائيلية عن مسؤول أن إسرائيل مستعدة لبدء محادثات لصياغة تسوية في لبنان وقالت إن: “بايدن طالب نتنياهو بإنهاء العملية العسكرية في لبنان بأقرب وقت ممكن، داعياً إياه إلى التوصل لاتفاق سياسي. لكن نتنياهو أبلغ بايدن أن هناك فرصة نادرة لتحقيق إنجازات عسكرية وسياسية في لبنان، مشيراً إلى أنه يرغب باتفاق أكثر استدامة مع لبنان. وأضافت الهيئة أن نتنياهو أبلغ بايدن بأنه لن يوقف العملية الغسكرية قبل القضاء على حزب الله. كما أشارت هيئة البث إلى أن بايدن أعرب لـ نتنياهو عن معارضته الهجوم على المنشآت النووية أو النفطية الإيرانية، ولكنه فهم أن إسرائيل تريد رداً أكثر أهمية مما يرغب به.

المدن

مقالات ذات صلة