هذه استراتيجيّة حزب الله في الجنوب: ماذا عن تنفيذ عمليات اسر؟
على وقع المبادرات السياسية المعطلة والمجمدة، في ظل انشغال العالم بالضربة «الاسرائيلية» المتوقعة ضد طهران ورد الاخيرة، تستمر المناورة الميدانية وعمليات جس النبض على طول الجبهة الشمالية، خصوصا القطاع الشرقي، وسط ضخ «اسرائيلي» غير مسبوق، وصل حد الترويج لحصول عملية اقتحام لقوات الرضوان وصلت فيه الى داخل كريات الشمونة، دون ان تعرف الاسباب وراء عملية الالهاء تلك.
مصادر مطلعة على مسار العمليات القتالية كشفت، انه في الوقت الذي يسعى فيه جيش العدو الاسرائيليالى وضع ثقله العسكري، للتقدم والسيطرة على التلال المشرفة على المستوطنات، من كفركلا والعديسة ومارون الراس ويارون وعيترون، بوصفها نقاط «حاكمة وحيوية»، لمنع عناصر الحزب من استهداف سهل الحولة في الجليل الأعلى من جهة، وغالبية مستوطنات الشمال من جهة اخرى، وفي وقت يحاول فيه حزب الله تحويل المعركة الى نظامية، لا قتال عصابات، مستندا إلى «طبيعة الأرض الجغرافية وعدم قدرة الجيش «الإسرائيلي» على السيطرة على الشريط الحدودي»، بعدما تمكن من نشر قوات كبيرة من فرقة الرضوان على طول جبهة القطاع الشرقي.
وتابعت المصادر بان الحزب يملك ترتيبات دفاعية كثيرة واحتياطات سوقية وإستراتيجية وتعبوية، قد تكون مكلفة لاي عملية توغل «إسرائيلية» في ظل نوعية الأسلحة التي يمتلكها، متوقفة عند النقاط التالية:
– قدرة حزب الله على المناورة بشكل كبير نتيجة الطبيعة الجغرافية لجبهة القتال، والتي يستغلها الى اقصى درجة.
– مرونة حركة وحداته القتالية، القادرة على التنقل بشكل سريع وكبير عبر شبكة انفاق وخنادق تم اعدادها منذ تشرين الاول الماضي مع اندلاع حرب طوفان الاقصى.
– الاكتفاء اللوجستي للقوات المقاتلة لجهة توافر كميات ضخمة من الاسلحة والذخيرة على الخطوط الامامية، وعدم تاثير استراتيجية قطع الطرقات على نقل السلاح والعتاد الى الجبهة.
– تركيز قوات الرضوان التي باتت منتشرة على طول الجبهة، بناء للتعليمات التي تلقتها على تنفيذ عمليات اسر، لما سيكون لذلك من نقطة تحول سواء على معنويات العسكريين «الاسرائيليين»، وحتى على الداخل «الاسرائيلي» الذي سيتعرض المستوى السياسي فيه لعملية ضغط كبيرة.
– اعتماد الحزب استراتيجية الكمائن والصدام مع قوات المشاة على الارض.
– الاستفادة من النقص في العنصر البشري ومن الدبابات، ووضع الجيش المنهك بشكل عام، بعد قتاله لاشهر عديدة في قطاع غزة.
– نجاح الحزب في تنفيذ مناورات ذكية لردع العملية البرية التي لم تبدأ بعد، حيث أن مسألة تحديد الأهداف تكون لناحية الأفضلية وذات الصلة بالعملية البرية.
– تركيز الحزب على اخلاء القرى من سكانها بشكل كامل.
– اعتماد نفس الاستراتيجية التي لجأ اليها عام 2006.
وتابعت المصادر بان ضباطا اميركيين وخبراء يشرفون على العمليات العسكرية التي ينفذها الجيش «الاسرائيلي»، وكان سبق وشاركوا في وضع الخطط، سواء القصف الجوي او التقدم البري، مؤمنين كما هائلا من المعلومات الاستخباراتية، حيث زار قائد القيادة الوسطى الجنرال كوريللا «تل ابيب» اكثر من مرة وعاين الحدود الشمالية، وهو موجود حاليا في «اسرائيل»، مقرا بانه حتى الساعة لا زال التفوق الجوي «الاسرائيلي» عاملا اساسيا في المعركة، في ظل غياب منظومة الدفاع الجوي، علما ان مقاتلي الرضوان استخدموا صواريخ مضادة للطائرات تطلق عن الكتف في مواجهة المروحيات.
ميشال نصر-الديار