خاص شدة قلم: طهران ضحكت علينا بصواريخها.. و”المساطيل” نشروا الأجواء رصاصاً!

مهزلة أو مسرحية أو فيلم إيراني بإخراج أمريكي.. هذا ما شهدنا عليه ليل أمس عبر الشاشات.. موثقاً القصف الإيراني للكيان الصهيوني بمئات الصواريخ.. لكن المفارقة أنّ الحصيلة لم تكن أكثر من قتيلين وبعض الجرحى الذين لم يتمكنوا من الاحتماء..

“أنا بدّي أقصف اليوم.. خبّروهم لينزلوا على الملاجئ”.. هذا هو السيناريو الأقرب إلى المنطق رغم النفي الإيراني.. طهران أبلغت واشنطن بالعملية التي لا يمكن وصفها إلا محاولة “لحفظ ماء الوجه”.. خاصة بعدما ارتفع الصوت من داخل البيئة الشيعية في لبنان.. وتوالت الاتهامات للقيادة الإيرانية بالتخلي عن حزب الله وتركه وحيداً في الميدان..

أما “مسخرة المساخر” فهي “3 بواحد”.. بيان يحمل نصّاً غبياً أو لعلّه استغباء الجمهور “الممانع”.. ويصف العملية بأنّها الرد الأقوى على اغتيال إسماعيل هنية، حسن نصرالله وآخرين.. ما يعني ضربة شاملة كاملة “خلص صفّينا الحساب.. ولبنان يصطفل بحزبه وحربه..

والأغبى من المستغبين هذا الشعب المسطول.. الذي سارع إلى إطلاق الرصاص وتهويل الناس “غير الآمنين” في منازلهم.. أيُعقل أنّه في عمق معمعة الحرب.. وفيما الصواريخ لا تفرّق بين الكولا والشويفات والجناح وترسم حزام نار حول المناطق “اللي ما إلها لا ناقة ولا جمل” في هذا الصراع.. ويأتيك المبتهجون ورصاصهم.. فلا يسعنا إلا أن نقول لهم “حسبنا الله ونعم الوكيل فيكم”.. ضحكت عليكم إيران و”لفّتكم تحت باطها”.. افتحوا عيونكم لستم أكثر من أرقام في حربها.. بل ما أنتم إلا أوراق مفاوضاتها مع الأمريكي في ظل اقتراب الانتخابات الرئاسية الأمريكية..

بالمختصر نحن كلبنانيين “أبرياء من ألعاب الفرس”.. اليوم على موعد مع رد إسرائيلي لا أحد يعرف آلية بطشه إلى أي حد ستصل.. خاصة مع ظهور أن حرب المخابرات والجواسيس خرقت لبنان في الأعماق.. ولا يكاد يمر يوم إلا ويُستهدف فلان ويُغتال علان.. نتيجة وشاية من عميل وخبرية من مخبر.. والأبرياء الذين فقدوا نعمة الأمان يدفعون الثمن دون سواهم..

“طهران – واشنطن – تل أبيب” شبكة ثلاثية ملعونة لم تجلب لنا إلا العار والموت والدمار.. شبكة ثلاثية أوصلتنا إلى الانهيار معيشياً واقتصادياً، وسياسياً وحتى أمنياً.. “حلّوا عن سمانا” لأنّ أتباعكم يعيثون فساداً في البلد لأي فئة انتموا.. سواء النازحين المستقوين والمتبجحين برفع رايات الحزب أو المسلحين الذين يقتحمون الأملاك الخاصة.. ومن جهة أخرى لصوص السياسة والاقتصاد اللبنانيين من المتأمركين.. الذين أوصلونا إلى الدرك الأسفل وسرقوا جنى العمر.. وطبعاً لن أفتح المجال أمام الحديث عن عملاء الإرهاب الصهيوني لأنّه باب أوسع من أن نغوص فيه!


مصطفى شريف- مدير التحرير

مقالات ذات صلة