وزراء إسرائيل يرفضون الهدنة.. إصرار على اجتياح كبير للبنان!
نفى مكتب رئيس الحكومة الإسرائيلية، بينامين نتنياهو، الأنباء المتداولة حول وقف إطلاق النار، مشددا على أنها معلومات “غير صحيحة”. وأوضح، في بيان، أن الحديث يدور حول مقترح أميركي-فرنسي، “لم يرد عليه نتنياهو حتى الآن”. كما أشار إلى أن “المعلومات المتعلقة بتوجيهات مزعومة لتخفيف حدة القتال في الشمال” مشدداً على أنها كذلك “غير صحيحة”، وأضاف، في بيان، أن نتنياهو وجه الجيش الإسرائيلي، بـ”مواصلة القتال بكل قوة، وفقًا للخطط المعروضة عليه”. وشدد البيان على أن “العمليات العسكرية في قطاع غزة ستستمر حتى تحقيق جميع أهداف الحرب”.
وعبّر وزراء في الحكومة الإسرائيلية عن رفضهم لوقف إطلاق النار في لبنان ووقف الهجمات الإسرائيلية المتصاعدة، وشددوا على ضرورة استمرار الضربات العسكرية ضد حزب الله إلى حين “تحقيق نصر كامل”، في حين قال مصدر في مكتب رئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو، أن “هناك ضوءا أخضر لوقف إطلاق النار بهدف التفاوض”، بحسب ما أوردت وسائل إعلام إسرائيلية، صباح اليوم، الخميس. وفي أعقاب الدعوة المشتركة التي صدرت عن الولايات المتحدة ودول عديدة أخرى لوقف فوري مؤقت لإطلاق النار في لبنان، قال مسؤولون أميركيون إنهم يتوقعون أن يقرّر لبنان وإسرائيل “في غضون ساعات” ما إذا كانا يقبلان الاستجابة للنداء الذي يدعو لوقف إطلاق النار لمدة 21 يوما لإجراء مفاوضات في محاولة للتوصل إلى تسوية.
عملية برية
وقال وزير المالية الإسرائيلي، بتسلئيل سموتريتش، في بيان له: “المعركة في الشمال يجب أن تنتهي بواحد من السيناريوهات فقط – تحطيم حزب الله وسلب قدراته على تهديد سكان الشمال. لا يجب منح العدو وقتًا للتعافي من الضربات القوية التي تلقاها أو التهيؤ لمواصلة الحرب بعد مرور 21 يومًا. إما استسلام حزب الله أو الحرب، فقط بهذه الطريقة يمكننا إعادة الأمن لسكان الشمال وللدولة”.
بدورها، قالت وزيرة الاستيطان والمهام القومية، أوريت ستروك: “لا يوجد تفويض أخلاقي لوقف إطلاق النار. لا لـ21 يومًا، ولا حتى لـ21 ساعة. حزب الله حول لبنان إلى برميل بارود، والقرار 1701 جعل سكان الشمال رهائن ومهجرين في أرضهم. لا نكرر أخطاء الماضي، ولن نتوقف حتى نصلح الوضع”. من جانبه، قال حزب “عوتسما يهوديت” الذي يتزعمه وزير الأمن القومي الإسرائيلي، المتطرف إيتمار بن غفير، في بيان مقتضب صدر عنه، إنه “على خلفية التقارير حول المفاوضات لاتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحزب الله، ستعقد كتلة ‘عوتسما يهوديت” اجتماعًا عاجلاً خلال الساعات المقبلة”.
وادعى وزير الثقافة والرياضة، ميكي زوهار (الليكود)، أن “وقف إطلاق النار دون تقديم حزب الله أي تنازل ملموس هو خطأ جسيم يهدد الإنجازات العسكرية الكبرى التي حققتها إسرائيل في الأيام الأخيرة. آمل بشدة أن تكون التقارير غير صحيحة، ويجب علينا الاستمرار بكل قوة حتى تحقيق الحسم الواضح في الشمال”. وقال الوزير الإسرائيلي، عَميحاي شيكلي، في منشور على منصة “إكس”، إنه “لا يمكن إنهاء المعركة في الشمال دون عملية برية تهدف إلى إنشاء منطقة عازلة وإعادة تمركز قواتنا من أجل إزالة تهديد التوغل في الجليل وتجنب إخلاء المستوطنات في معركة مستقبلية. لا يجب أن نتوقف الآن”.
احتمالات الهدنة متدنية
وأفاد محلل الشؤون الاستخباراتية في صحيفة “يديعوت أحرونوت”، رونين بيرغمان، اليوم الخميس، بأنه “في أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية وفي أروقة أخرى في جهاز الأمن فقدوا كلياً الشعور بأن المستوى السياسي يعمل بشكل مسؤول أو رسمي أو انطلاقا من أسباب صحيحة”، ما يعني فقدان ثقة بالقيادة السياسية. ونقل عن مسؤول رفيع في أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية قوله حول احتمال هدنة بين إسرائيل وحزب الله من أجل إجراء مفاوضات حول وقف إطلاق نار، إن الهدنة محتملة “ربما من أجل السماح بسفر نتنياهو إلى الأمم المتحدة مع يوم أو يومين من المتعة”. وأضاف بيرغمان أن مسؤولين آخرين مطلعين على الوضع يقولون إن احتمالات الهدنة متدنية.
وأشار بيرغمان إلى أن أمين عام حزب الله، حسن نصر الله، سيوافق على تسوية سياسية مع إسرائيل، لكنه يشترط ذلك بوقف إطلاق نار في غزة واتفاق تبادل أسرى وانسحاب الجيش الإسرائيلي من القطاع، باتفاق بين إسرائيل وحماس، “وهذا أمر أقسم نتنياهو على أنه لن ينفذه، وفي هذه الحالة ستستمر الحرب، وستضطر إسرائيل إلى إرغام نصر الله على وقف إطلاق النار، وعلى ما يبدو أن هذا يلزم باجتياح كبير للبنان”.
آلة السّم
وحول المفاوضات التي بادرت إليها الولايات المتحدة وفرنسا بشأن هدنة، قال المسؤول الاستخباراتي الإسرائيلي إن “هذه ستكون من نوع المفاوضات نفسها التي أجرتها إسرائيل مع دول الوسطاء منذ تفجر صفقة المخطوفين الأولى في 29 تشرين الثاني/نوفمبر، والتي كانت لها أهداف متنوعة، وأولها هدف إسرائيل بعدم التوصل إلى اتفاق أبداً”. وبحسب بيرغمان، فإن “المسؤولين في أجهزة الاستخبارات حرصوا دائماً على احترام الوزراء، واحترام نتنياهو أيضاً، حتى عندما لم يتفقوا معه طوال سنين كثيرة جداً. لكن شيئا ما قد كُسر في هذه الحرب. وآلة السم (أي مستشاري نتنياهو والمحيطين به) يستهدفون بشدة هذه المؤسسة (الاستخباراتية) وقادتها ويلحقون بهم يأساً وإحباطاً شديدين، وهم يتحدثون بشكل نقدي وفاقد للثقة تجاه المستوى السياسي”.
المدن