ما المطلوب من أبناء الجنوب (“الضيوف”) ومن اللبنانيين الآخرين (المستضيفين”)؟


كتب علي الشاهين


“انطلاق موسم الشائعات والفتنة والتعديات والاستفزازات والاعتداءات والسجالات وقلّة الحياء!”، هذه العبارة نشرها كبوست أحد الأصدقاء عبر صفحته الإلكترونية أمس.


هذا البوست إضافة إلى ما ينشره البعض على صفحات السوشيال ميديا دفعني إلى التالي:


بداية، لا شك في أنّنا شعب عاطفي وكثيراً ما تلعب الغرائز بسلوكنا، إضافة إلى أن السياسيين الفاجرين عرقلوا في هذا البلد بناء مواطنة سليمة، مع دور “رذيل” لجزء من الإعلام على مستوى التنشئة السياسية والقيم والأخلاق..


الكل على مساحة الوطن مصاب ببلاء عظيم حيث ينتشر الدمار والدماء والدموع جرّاء العدوان الهمجي من العدو الإسرائيلي مع الاشارة إلى أنه وجدانياً وإنسانياً تشكل مسألة الهجرة والنزوح من البيت والضيعة ومسقط الرأس انسلاخاً للروح عن الجسد.


إنّما تأسيساً على أبعاد ودلالات ومضمون ما ذكر أعلاه، ورغم أن بعض العقلاء القادمين من الجنوب نشروا كلاماً طيّباً عن استقبالهم من قبل إخوانهم في المواطنية في مناطق أخرى، ورغم سلوك ومواقف إنسانية راقية صدرت عن أبناء وهيئات من قبل المناطق التي استقبلت القادمين.


للأسف في ذات الوقت تظهر أخبار وفيديوهات عن عبارات وسلوكيات وممارسات تصدر من الجهتين (الضيوف والمستضيفين) تجعل المراقب يتوقع السيئ والقلق والتوجّس من نتائج هذه الممارسات وتلك العبارات (الفتنة)، وكلها تتعلق بجوانب حسّاسة وهي الانتماء الديني والموقف السياسي..


عليه، يا إخوان، يا مواطني الوطن الواحد، لعن الله مَنْ يوقظ الفتنة، ليس المطلوب اليوم الدخول إلى ساحة المخاوف، بل لا بد من الجميع التحلي بالأصول واللياقات والضوابط الأخلاقية البديهية والمنطقية والفطرية التي من المفترض تواجدها عند كل فرد، والتحلي بالبُعد عن الاستفزاز كلياً، وعن الانتهازية والتصرفات غير السوية التي تحرج وتزعج وتؤذي القناعات والانتماءات.


كما لا بد من الوعي والعقلانية والذوق والدراية والفهم السليم للمسائل، وببساطة هناك أدبيات للضيف عليه أن يلتزم بها، وهناك أيضا أدبيات عند المستضيف عليه أن يلتزم بها أيضاً، فالطرفين مسؤولان عن الأمن والأمان والسلم الأهلي خصوصاً في هذه المرحلة الحساسة جداً. (الأمان نعمة لا تُقدّر بثمن، وهي نعمة غير مرئية) .


ولندع السياسة بعيداً، وليكن لها يوم آخر، حيث لا عبارات ولا شعارات ولا استفزازات، (ولكل واحد له الحرية التامة في انتمائه، إنّما حالياً لنضع هذا الأمر جانباً).


أما على المستوى العام سياسياً، من مسلمات هذا البلد لا أحد يستطيع إلغاء الآخر مهما علا شأن هذا أو ذاك، ولا بد من احترام الخصوصيات، لذلك المطلوب بشكل أساسي الوعي وحسن التصرّف والانضباط وعدم البهورة وعدم الاستكبار وأنسنة التصرّف وعدم الاستقواء والإبتعاد عن التعصّب وما شابه، حيث كل ذلك لا توصل إلى شاطىء الأمان والسلام الداخلي، بل قد يدخل البلد إلى فتن داخلية وهذا ما يريده الأعداء وهم كثر.

مقالات ذات صلة