إيران تفاوض على رأس اللبناني… وتقف مع “الحزب درة التاج” بالعواطف!
إرتفعت حالة التأهب القصوى في لبنان، وبلغ التصعيد أوجه في اليومين الماضيين، في مختلف المناطق اللبنانية، فيما غابت إيران عن الواجهة مجدداً وكأنها باتت بعيدة عن دعم “حزب الله”، مع العلم أنه أحد أذرعها المهمة في المنطقة، اذ تبدلت الأهمية الايرانية وأصبحت لحساباتها الخاصة والضيقة الأولوية القصوى، وباتت تُرتب وتُهندس علاقاتها مع الجانب الأميركي من أجل تسيير أمورها مع الدول الغربية.
ولعل اللافت في ظل كل هذه التطورات، ما جاء على لسان الرئيس الايراني مسعود بزشكيان، من أن “حزب الله لا يستطيع مواجهة إسرائيل بمفرده، ولا يمكنه أن يقف بمفرده أمام دولة تدافع عنها وتدعمها وتغذيها الدول الغربية والدول الأوروبية والولايات المتحدة الأميركية”.
وأثار هذا التصريح الكثير من الأخذ والرد، خصوصاً لدى الفئة التي تعتبر أن إيران لم تعد تريد مساندة الحزب.
“الحزب”: لقراءة النص الأصلي
وفي هذا السياق، شددت مصادر مقربة من “حزب الله” في حديث عبر “لبنان الكبير” على وجوب “قراءة النص الأصلي للرئيس الايراني وليس الترجمة المُفبركة”، مشيرة الى أن “تقدير المساندة مباشرةً يكون بحسب مجريات المعركة، كما في حرب تموز التي لم نحتج فيها الى مساندة ايران وهزمنا اسرائيل”.
فياض: إيران تخلت منذ بداية الطوفان
وقالت الكاتبة والأكاديمية منى فياض لـ”لبنان الكبير”: “ماذا كنا ننتظر من الايرانيين؟ فمنذ بداية طوفان الاقصى، كان واضحاً أن إيران تخلت وقالت إنها لم تكن تعلم، وقامت بكل التصريحات اللازمة كي لا تتورط في الحرب مع إسرائيل، مع العلم أن حماس كانت الطرف الذي ينفذ سياساتها وتدعمه بالبروباغندا والسلاح والأموال وتخلت عنه بسهولة. وطبعاً لن تتخلى عن الحزب طالما ورّطته في هذه الحرب، لكي ترفع أسهمها في المفاوضات مع أميركا. واليوم لبنان يحترق كله والحزب يتعرض لضربات قاصمة، وكان يعتقد أن إستعداداته قادرة على محاربة إسرائيل، ولكن الأخيرة لديها التقنيات اللازمة وتدرك أنها اذا اجتاحت برياً، فالحزب منذ العام 2006 يهيئ الأرضية”.
وأوضحت أن “إيران تستخدم البشر وقوداً، خامنئي إستعمل اليافعين أي الأطفال ما دون 18 عاماً كساحات ألغام مع صدام حسين”، متسائلةً: “اذا ضحى بشبابه ألن يُضحي باللبنانيين أو السوريين أو غيرهم؟ وبالتالي كل النصائح التي وجهت الى الحزب لكي ينتبه ولا يُعادي بيئته اللبنانية وأن يحافظ على خطوط العودة لم يقم بها منذ العام 2006 حتى اليوم، والمشكلة الحاصلة أن إيران إستفادت علناً من حرب لبنان وتفاوض على رؤوسنا اليوم مع أميركا”.
واعتبرت فياض أنه “اذا كان هناك أحد ينتظر من أميركا أن تضغط على إسرائيل كي لا تستمر بضرب حماس أو حزب الله، فهو مخطئ، لأن أميركا لديها حذر من إيران وتمددها والأوروبيين يشعرون بخطرها، وبالتالي نجحت إيران في وظيفتها بتخريب البلدان العربية المحيطة باسرائيل”، مؤكدة أن “ما يهم إيران هو التفاوض على رأس اللبنانيين، تريد المحافظة على حزب الله، والولي الفقية لديه إستراتيجية وتكتيك تراجعي مقبول وصبر، والآن على الحزب أن يطبق سياسة الولي الفقيه، الذي يُطبقها في إيران وأن يتراجع، ومن المفترض أن يتخذ موقفاً وأن يحافظ على ما بقي في بيئته التي كانت تعيش بسلام وطمأنينة منذ العام 2006، واليوم لم تعد هناك حماية ولا عمار، وبالتالي الحزب في مأزق”.
ورأت أن “الأفضل للحزب أن يوقف الحرب اليوم، كي لا يخرب البلد ككل، خصوصاً وان إسرائيل لن تتوقف عن عدوانها الذي لا يُكلفها شيئاً، وبالتالي آن الأوان ليعود الحزب الى بيئته ويعتذر ويعترف بخطئة”، مشددة على أن “إيران حصلت على ما تُريد واليوم باتت مستعدة لمناقشة النووي”.
الأمين: إيران تسند الحزب عاطفياً
اما المحلل السياسي علي الأمين فاعتبر أن “ايران تقف مع الحزب بالعواطف وتدعو له، وكل يوم تقول انها لا تريد محاربة اسرائيل وأي مساندة للحزب تأخذنا الى حرب مع اسرائيل، وبالتالي هي تقول لا يمكنني دعمك عسكرياً، على الرغم من أن الحزب يسمى درة التاج الايراني في المنطقة، وقدم خدمات لايران لم يقدمها أحد، من قمع الثورة السورية الى الحرب في العراق، والى داعش وموضوع اليمن. وكل هذه الخدمات التي قدمها، لم تصل إيران الى مرحلة أن تدعمه عسكرياً أو أن تدافع عنه انطلاقاً من مفهوم وحدة الساحات”.
وقال: “الفرصة المناسبة الآن اذا قام فيلق القدس بدوره، ونفذ الخطوة الأخيرة لتحرير القدس طالما أن اسرائيل هددت بفتح معركة على غزة ولبنان، وهذه فرصة لفيلق القدس لكي يحرر القدس”. ولفت الى أن “واقع الحال يرى أن المصلحة الايرانية المباشرة أهم من أي شيء آخر. واذا كانت مساندة حزب الله تعرض ايران لأذى ما من اسرائيل، فهي لن تسانده عسكرياً”.
وأشار الى أن “إيران في هذه الحرب تحاول أن ترى كيف ستستفيد من عدم دعم الحزب لتمرره في المفاوضات مع أميركا، وعندما ذهب بزشكيان الى واشنطن كان مترافقاً مع كلامه، الحوار مع أميركا والصداقة التي من الممكن أن تنشأ بينه وبين الشعب الأميركي. وبالتالي أوراق عدم المساندة تستفيد منها ايران مع اسرائيل من أجل تحصين نفسها من أي مخاطر، وتحاول تطوير العلاقة مع أميركا وأن تصل الى إزالة العقوبات عنها، وهناك مسار واضح وأولوية لايران من أجل تطوير علاقتها مع الغرب، وهذه الأولوية عينها تمنع ايران من التدخل لدعم الحزب”.
لبنان الكبير