الحرب لم تبدأ… وقدرات المقاومة الحقيقية لم تظهر بعد؟

قد لا يذكر كثير من اللبنانيين ذلك، ولكن ما حصل في اليومين الماضيين، حدث منذ ١٨ عاماً في حرب تموز 2006، موجات من القصف طالت قرى عدة، وتصريحات اسرائيلية عن قصف منصات الصواريخ وتدمير قدرة “حزب الله” الصاروخية بنسبة ٩٠٪؜ (في حينه)، بينما اليوم يقول الجيش الاسرائيلي إنه دمر نصف قدرة الحزب الصاروخية، وشلّه عسكرياً باستهداف قادته، ولكن كيف ستكون الجبهة واقعياً؟

الجميع يسلم بأن الجيش الاسرائيلي متفوق تكنولوجياً، ويعلم قدراته التدميرية بسلاح الجو، ولكن هذا لا يكفي لحسم معركة، إذا أرادت تل أبيب تنفيذ أهدافها بإبعاد “حزب الله” فعليها إرسال جيشها براً، وهذا ما يتمناه الحزب المحترف بحرب العصابات عقدة الجيوش النظامية. وتقول مصادر ميدانية لموقع “لبنان الكبير”: “ما زلنا في البداية، وقد تراجعت تصريحات المسؤولين الاسرائيليين عن تدمير نصف قدرات المقاومة الصاروخية، لأن قادة الجيش والاستخبارات عندهم يعلمون جيداً أن قدرات المقاومة الحقيقية لم تظهر بعد، هم يتبعون النهج التاريخي القديم – الجديد نفسه، تدمير وقتل لمحاولة إضعاف بيئة المقاومة، وتحريضها ضدهم، تكرار لأخطائهم نفسها في كل الحروب السابقة مع المقاومة، وحتماً مصيرهم الفشل في استعمال الاستراتيجية نفسها”.

ولا تنفي المصادر تلقي الحزب ضربات قاسية، إلا أنها تشدد على أن “المقاومة ليست قائمة على شخص أو اثنين أو ثلاثة، وكما قال سماحة الأمين العام السيد حسن نصر الله بعد استشهاد القائد عماد مغنية: لقد تركَ خلفهُ عشرات الآلاف من المُقاتلين المُدرّبين المُجهّزين الحاضرين للشهادة، وبالتالي مهما كانت الخسارة كبيرة، جسم المقاومة لا يهتز، بل قد يكون أقوى وأشرس من قبل”.

وتضيف المصادر: “في الأيام القادمة سيشهد الجميع قوة المقاومة، والتحضيرات بدأت لإيلام الاسرائيلي، وزرع رعب الشمال مجدداً في نفوسه”.

إذا قارنا بين حرب اليوم وحرب تموز 2006، يمكن ملاحظة المشاهد نفسها، بل حتى في تموز قصف الجيش الاسرائيلي كل ما أمكنه من جسور وطرق بهدف قطع الطريق على إمدادات “حزب الله”، وشن مئات الهجمات الجوية، وادعت تل أبيب حينها تفوقها وأنها ستربح المعركة في أيام، ولكن بعد تأمين المدنيين في مراكز الايواء، بدأ الحزب ردوده العنيفة، وأمطر المستوطنات بالصواريخ، وهو وفق تقديرات استخباراتية أعلى قدرة اليوم من زمن حرب تموز، وكانت مصادره أشارت في وقت سابق لـ”لبنان الكبير” إلى أنه يتمنى التوغل البري الاسرائيلي، وهو حتماً قادم لأن “سلاح الجو لن يتمكن من وقف الصواريخ، التي ستستمر في قصف المستوطنات، وهنا تسقط أسطورة الجيش الذي لا يقهر مجدداً”.

ويبدو أن اسرائيل لا تزال تعيش هاجس “ساعر 5” التي دمرت في ثاني أيام حرب تموز، فلم تستعمل البوارج الحربية الا بعد ٣ أيام من الحرب واستمرت فقط بالهجمات الجوية.

أما بالنسبة الى الحزب، ففي هذه الحرب منذ أول يوم أصبحت مناطق مثل طبريا وحيفا تحت القصف اليومي، بينما كانت تعتبر استراتيجية في حرب تموز، وعلى الرغم من ذلك يبدو أن هدف ضربات الحزب هو نسف الرواية الاسرائيلية بأنها تمكنت من شل قدراته الصاروخية، بينما لم يبدأ بالضربات المدمرة ضد اسرائيل بعد، وقد يكون في انتظار انتظام أمور النازحين في مراكز الايواء وبعدها يبدأ الهجمات التي أعطته وصف “الرعب” في اسرائيل.

وتجدر الاشارة إلى أن اسرائيل تبدو أكثر دموية هذه المرة بحيث تخطى عدد الضحايا الـ 500 في 3 أيام فقط، بينما في تموز 2006 كانت الحصيلة النهائية لـ 33 يوماً من الحرب نحو 1200.

محمد شمس الدين- لبنان الكبير

مقالات ذات صلة