جعجعة من دون طحين: الرئاسة مؤجلة إلى العام المقبل… و”الخماسية” ثنائية!
يمكن اختصار كل الحركة الديبلوماسية والسياسية التي تدور حول الملف الرئاسي، بأنها جعجعة من دون طحين.
فالجعجعة ليست جديدة والطحين لم يخرج بعد، والسبب يعود إلى أن كل الملفات أصبحت مرتبطة ببعضها البعض بصورة وثيقة حتى أن هناك من عاد إلى الغمز من قناة النظام وما إذا كان يمكن انتخاب رئيس الجمهورية السادس بعد الطائف في ظل النظام الحالي، أي لم يعد السبب فقط التذرع بالجبهة الجنوبية والحرب فالأخيرة أتت عطفاً، ولو بدرجة عالية، على عدة أسباب شكلت عائقاً منذ البداية، ويصلح التذكير بأبرزها وهو، عدم وجود مرشح توافقي ينال قبول جميع الأطراف الممثلة داخل البرلمان أو الأغلبية، وتراجع الاهتمام العربي والدولي بموضوع حسم الملف الرئاسي، وهذا يضاف إلى الانقسام المسيحي – المسيحي بالدرجة الأولى والمسيحي – الاسلامي حول الخيارات المطروحة… فمن أين سيأتي الرئيس؟
يقول مصدر سياسي رفيع لموقع “لبنان الكبير”: “لا تتوقعوا رئيساً للبنان في المدى المنظور، أقله قبل شهر ونصف الشهر، وكل ما نسمعه هو ضغط أميركي منزوع الآليات والوسائل، وحتى لو فصلنا غزة عن الملف أو قلنا ذلك، فالأميركي لن يتمكن من لعب دوره المباشر أو ممارسة الضغط المطلوب، قبل الانتخابات الرئاسية الأميركية، وحتى الآن سياسته حيال هذا الملف: دبروا حالكم بس انتخبوا رئيس… وكل ما عدا ذلك هو لعب بالوقت الضائع. أما اجتماع الرياض فليس جديداً، هو اجتماع مكرر وعوامله هي نفسها، وقد جرى تسليط الضوء عليه كونه أتى بعد جمود كبير أصاب الملف بفعل التصعيد الذي حصل في لبنان والمخاطر التي بلغت ذروتها والعطلة الصيفية”.
ويؤكد المصدر أن المعنيين بالمداولات السياسية لم يسمعوا من “حزب الله” أي ربط بين الرئاسة وانتصاره في الجنوب، ولنفترض أن الموضوع هكذا، ما هي المكاسب التي سيحقّقها “حزب الله” من هذا الأمر؟ يسأل المصدر، كاشفاً أن “القوات اللبنانية” أبدت استعدادها في جلسات مغلقة للسير بأي أسم آخر غير سليمان فرنجية، وفي النهاية لن يتم التوافق إلا على اسم يطمئن له الثنائي، وهذه الأمور كلها أخذت حيزاً كبيراً من النقاش ولن يحصل فيها تطور إلا عند وضعها بصورة واضحة على الطاولة، والطاولة تعني حواراً، والحوار مرفوض حتى الآن من أكبر كتلة مسيحية هي “القوات اللبنانية”.
وحول دور المملكة، يقول المصدر: “في النهاية لا يمكن للسعودية أن تبقى هكذا، فلا بد أن يأتي الوقت وتنخرط بصورة مباشرة وكبيرة، فالسياسة المتبعة حالياً تجاه لبنان لن تدوم طويلاً، ودور السعودية مهم جداً في الملفات الاقليميّة ولبنان أساسي فيها، ولا يمكن فصله عن سوريا والعراق وايران والمنطقة، وهذا الكلام ليس شعراً إنما حاجة جامعة وتقر مختلف الأطراف بهذا الدور. وعندما يحصل هذا التحول فقط يمكن توقع اختراق كبير في ملف الرئاسة، وعدا ذلك أوهام”.
و”الخماسية” بالنسبة الى المصدر هي ثنائية: أميركا والرياض، وطالما لا موقف ولا قرار منهما بلعب دور ضاغط ومباشر سنبقى ندور في الحلقة المفرغة نفسها.
اجتماع “الخماسية” السبت
إذاً ماذا ستحقق اللجنة الخماسية في اجتماعها المرتقب يوم السبت المقبل؟ تتقاطع المعلومات عند غياب المؤشرات التي توحي بأن لدى “الخماسية” شيئاً ما جديداً سيطرح، أو اتفاقاً على مقاربة أو مبادرة جديدة، فهذا اللقاء بحسب تقاطعات عدة مصادر هو متابعة وملاقاة لإعادة إحياء خريطة طريق رئيس مجلس النواب نبيه بري، على الرغم من أن إشارات خجولة بدأ الحديث عنها تتعلق بالاسم الثالث مع القول إن من المبكر طرحه بصورة جدية، وهناك مقدمات وتراكمات يجب أن يسلكها هذا الاسم وليس أن يسقط فجأة. وهذه التراكمات طريقها بداية الحوار وبالتواصل مع سليمان فرنجية نفسه وبعد ساعات عمل متواصلة بإدارة ناظم خارجي، وهذا الناظم شروطه قرار أميركي وعدم ممانعة سعودية.
ستأتي اللحظة التي يصطف فيها الجميع عندما يتخذ الأميركي قراراً بموضوع الرئاسة في لبنان… هي قناعة لدى المعنيين ومن ينتظر سقوط الطرف الآخر لينقض على قصر بعبدا، واهم.
ليندا مشلب- لبنان الكبير