بري تخلى عن فرنجية: الثلاثاء أو الأربعاء ستكون هناك أخبار حلوة”؟
“الطبخة الرئاسية لم تنضج بعد”، هذا ما يجري تداوله على لسان غالبية القوى النيابية عندما تسأل عن جديد الملف الرئاسي الذي سينهي عامه الثاني بالفراغ نتيجة تشبث كل فريق برأيه.
وفيما بات متوقعاً أن يحمل هذا الاسبوع معه الكثير من التحركات واللقاءات العلنية منها والسرية لتحريك الاستحقاق، وتحديداً بعد اللقاء السعودي – الفرنسي الذي عٌقد أواخر الأسبوع الماضي، يبدو أن تكتل “الاعتدال الوطني” سيستكمل مبادرته التي لم تلد يتيمة في الأيام المقبلة، وهو بإنتظار عودة سفراء “الخماسية” الى بيروت.
ووفق المعطيات التي حصل عليها “لبنان الكبير” من مصادر نيابية مطلعة فإن “مبادرة الاعتدال قيّد الإنضاج، في إنتظار عودة بعض السفراء الى بيروت، لعقد إجتماع معهم ومعرفة جديد المعطيات الدولية والاقليمية”.
وأشارت المصادر الى أن “لقاءات الاعتدال ستستأنف في الأيام المقبلة، ويوم الثلاثاء أو الأربعاء المقبل ستكون هناك أخبار حلوة”.
وبعد الكلام الذي جرى تداوله على لسان أحد نواب تكتل “الإعتدال” عن أن رئيس مجلس النواب نبيه بري، أصبح أكثر ليونة وخلال ترؤسه جلسة التشاور لن يبقى متبنياً ترشيح رئيس تيار “المردة” سليمان فرنجية، علق عضو تكتل “الاعتدال” النائب أحمد الخير الذي كان إلتقى الرئيس بري في الأيام الماضية، عبر “لبنان الكبير” على هذا الكلام بالقول: “الرئيس بري والثنائي الشيعي لديهما اليوم مرشح واضح، وهو سليمان بيك فرنجية، وهذا الأمر لن يتم البحث فيه مع الرئيس بري نهائياً. واليوم كلامه هو أن نذهب جميعاً الى التشاور وبه يُبنى على الشيء مقتضاه، انما أي كلام حول تخلي بري عن مرشحه أنا شخصياً لم أسمع به منه”.
وعن خطوات التكتل المقبلة تجاه مبادرته ولقاءاته التي سيعقدها، لفت الخير الى “أننا بمعزل عمن سوف نجتمع به، الأكيد سنقوم بسلسلة لقاءات واتصالات مع كل المعنيين بالملف الرئاسي ان كان على المستوى الدخلي، واللجنة الخماسية، من دون تحديد تفاصيل اللقاءات ان كانت جماعية أو فردية، على المستوى الداخلي أو اللجنة الخماسية، وبالتالي من الممكن أن نلتقي فيها كل أفراد هذه اللجنة أو بعضها في المرحلة المقبلة”.
أضاف: “نحن اليوم أكدنا تواصلنا مع أعضاء اللجنة الخماسية، التي انعقدت في المملكة العربية السعودية لنرى امكان وجود مستجدات جديدة على المستوى الدولي والاقليمي، ونحن مقتنعون تماماً بأن هناك ارتباطاً جدياً بالاستحقاق الرئاسي، وننتظر لقاءاتنا مع السفيرين الفرنسي والسعودي، لنطلع على أجواء اللقاءات الأخيرة وان كانت هناك من معطيات اقليمية ودولية يمكن البناء عليها”.
وأوضح الخير “سنرى من خلال استطلاعاتنا أجواء كل الكتل والنواب واللجنة الخماسية ان وجد أمر من الممكن أن نبني عليه، لكي نتقدم في الملف الرئاسي، أو تكون هناك خطوات تقدم في الملف، وبطبيعة الحال نرى أن هناك فرصة جدية لتمرير الاستحقاق، لأن هذين الشهرين أي ما قبل الانتخابات الاميركية اذا ما ترافقا مع هدنة في غزة، فسوف ينعكس ذلك على الداخل اللبناني ان كان في جنوبه أو كواقع لبنان ككل، ونتلقف أي فرصة ممكن أن تحصل في أي لحظة في محيطنا. واذا ما ترافقت هذه المرحلة التي تسبق الانتخابات الأميركية مع هدنة في غزة فمن المفترض أن تكون فرصة جدية للبنانيين لتمرير هذا الاستحقاق ويكون هناك رئيس جمهورية يواكب التطورات الحاصلة على مستوى المنطقة بعد الهدنة”.
وعن اللقاء الأخير مع الرئيس بري، أكد الخير أنه لمس أمراً وحيداً، “الجدية في مبادرته الأخيرة التي جدد من خلالها المبادرة التي أطلقها العام الماضي في ذكرى الامام موسى الصدر، ولكن تميزت هذا العام بخطوتين الى الأمام، وبالتالي يجب البناء عليهما عند كل الفرقاء، الأولى عندما تكلم عن أيام محدودة اي نزل عن سقف السبعة أيام، والأيام المحدودة باللغة العربية تكون ما دون الخمسة أيام، كما تحدث عن جلسة وحيدة بدورات متتالية، وهاتان نقطتان متقدمتان بخطوات الى الأمام وهذا يدل على أن هناك اهتماماً جدياً لدى بري لتمرير الاستحقاق الرئاسي”.
أما عن إصرار “القوات اللبنانية” على رفض الحوار، فقال الخير: “انا مع القوات البنانية وفريق المعارضة، في ما يتعلق بالحوار الذي يتناول النقاط الخلافية على الساحة اللبنانية، ولا يمكن أن يكون هناك حوار يتناول كل النقاط الخلافية على الساحة الا في قصر بعبدا ويترأسه رئيس الجمهورية، وهذا الأمر مُسلم به ولكن اليوم نحن نتكلم عن تشاور يتعلق فقط بانتخاب رئيس للجمهورية، وهذا الحوار لا يشمل النقاط الخلافية الأخرى التي تحتاج الى وقت طويل للتباحث ولا يمكن أن تصبح بمنأى عن الموقع الأول في الدولة اللبنانية. ونحن نؤيد فريق المعارضة والقوات في هذه النقطة ولكن اليوم حتى المعارضة أصبحت تتكلم عن تشاور من منطلق ايجابي وهذا يجب أن يُبنى عليه، وعلى كل اللبنانيين أن يتلقفوا نقاط بري”.
يبدو أن الحراك الرئاسي، عاد مجدداً وسط تشاؤم مسبق، طالما أن الجميع مُصر على موقفه، فيما تبقى الأنظار متجهة الى ما سيحمله هذا الأسبوع في طياته من تحركات قد تخرج الاستحقاق من دوامة الشغور.
لبنان الكبير