لوموند: أنقرة تقود حرب الظل ضد الكرد في أوروبا
سلّطت صحيفة “لوموند” الفرنسية الضوء على التناقض في العلاقات بين باريس والناشطين الكرد الموجودين داخل فرنسا.
وأوضحت الصحيفة أنّ هناك تعاوناً أمنياً بين باريس وأنقرة في قمع عمل الحركة الكردية على الأراضي الفرنسية. وبحسب الجالية الكردية في فرنسا، فإن فكرة شن هجوم عنصري غير منطقية، إذ لم يكن العنف العنصري تهديداً محتملاً أبداً، وهو ما يتعارض مع 40 عاماً من الوجود الكردي في فرنسا.
من جهتها، ووفق الصحيفة، تتهم الحركة الكردية فرنسا بإخفاء حقيقة تورّط تركيا في جريمة القتل الثلاثية في العام 2013. وأشارت الصحيفة إلى أنّ هيكلة هذه العلاقة (تركيا وفرنسا) تمّت منذ العام 2014، من خلال التحالف العسكري مع القوات الكردية المرتبطة بحزب العمال الكردستاني والمنخرطة في سوريا ضد “داعش”.
ولفتت “لوموند” الفرنسية إلى أنّ العلاقات التي بناها الناشطون الكرد في بيئة سياسية فرنسية، مكّنتهم من كسب بعض التعاطف، ولا سيما عند اليسار، وهو عنصر آخر “في هذه المعادلة الدقيقة”.
وذكرت الصحيفة إنّ هجوم شارع إنجين أدّى إلى قلب هذا الهيكل المعقد، وتفاقمت الأمور في أعقاب أعمال العنف التي استهدفت الشرطة الفرنسية وتدمير الممتلكات يومي الجمعة والسبت. كل هذا حصل قبل أسابيع قليلة من ذكرى الاغتيال الثلاثي في شارع لافاييت، والذي ستسبقه مسيرة كبرى في 7 كانون الثاني/يناير المقبل.
ووفق الصحيفة، فإنه في نظر العديد من الكرد، تعطي حرب الظل التركية ضد الحركة الكردية في أوروبا، تفسيراً أكثر مصداقية لما حصل في الأيام الأخيرة، وهو ما يتماشى، بحسبهم، مع العملية التركية ضد الكرد في سوريا، واستهداف الجيش التركي لحزب العمال الكردستاني في العراق.
وشرحت الصحيفة أنّ هجوم يوم الجمعة حصل في الوقت الذي كان فيه الناشطون حول مركز أحمد كايا، يستعدون لإحياء الذكرى العاشرة للاغتيال الثلاثي لقادة الحركة الكردية في 9 كانون الثاني/يناير 2013 في شارع لافاييت. ثم فتح رجل فرنسي يبلغ من العمر 69 عاماً، وفي سجله محاولتا اغتيال عامي 2016 و2021، النار عليهم.