بعد هجوم “حزب الله” الأولي.. ما مصير الرد الإيراني على اغتيال هنية؟
أثار رد ميليشيا “حزب الله” فجر اليوم الأحد، الذي وصفه بـ”الأولي” بعد 26 يوماً على اغتيال القيادي فؤاد شكر بغارة إسرائيلية على الضاحية الجنوبية في بيروت، تساؤلات بشأن مصير الرد الإيراني على اغتيال رئيس المكتب السياسي السابق لحركة حماس الفلسطينية إسماعيل هنية في طهران بعد يوم على اغتيال شكر، في حين تواصل طهران توعدها لإسرائيل، وتتمسك بحق الرد، بحسب تصريحات مسؤوليها اليومية المتتالية.
وأعلن حزب الله اليوم الأحد، أنه أنهى بنجاح المرحلة الأولى من الرد على اغتيال القيادي العسكري بالحزب، بينما أكدت إسرائيل أن العملية من جانبها قد انتهت. واستمر التصعيد غير المسبوق منذ بداية الحرب بين الجانبين لساعات، أطلق خلالها الحزب نحو 320 صاروخا ومسيرة نحو مناطق متعددة من إسرائيل، بينما شنت إسرائيل نحو 50 غارة على الجنوب اللبناني، شاركت في تنفيذها نحو 100 مقاتلة حربية.
وتضاربت الروايات التي قدمها الجانبان بشأن العملية، كما لم تتضح حتى الآن طبيعة الأهداف والمواقع التي استهدفها حزب الله.
وجاءت هذه التطورات بعد ساعات من تصريح قائد الحرس الثوري الإيراني، جدد فيه تهديداته بـ “الانتقام” من إسرائيل لاغتيالها رئيس المكتب السياسي السابق لحماس في طهران.
وبحسب وكالة الأنباء الإيرانية “إيرنا”، فقد وجه قائد الحرس الثوري الإيراني، اللواء حسين سلامي، رسالة للإيرانيين، مساء أمس السبت، قال فيها إنهم سوف يسمعون “أخبارا طيبة” عن الانتقام من إسرائيل، الأمر الذي ربطه خبراء بما جرى فجر اليوم، مشيرين إلى أن إيران بدأت توجيه أذرعها للرد على إسرائيل من خلال عدة مراحل.
ورجح محللون بأن تتابع إيران توجيه محور المقاومة لتكثيف هجماته على إسرائيل، وفي مقدمتها الرد المنتظر على اغتيال هنية الذي تتهم فيه طهران إسرائيل، واعتبرته انتهاكاً لسيادتها ولا بد من رد الاعتبار.
ضوء إيراني أخضر
وفي سياق متصل، نقلت صحيفة “معاريف” العبرية عن المؤرخ الإسرائيلي عوزي رابي، رئيس مركز موشي ديان لدراسات الشرق الأوسط وأفريقيا بجامعة تل أبيب، أن إيران أعطت الضوء الأخضر للميليشيا اللبنانية لتنفيذ ما خططت له؛ ونأت بنفسها عن التدخل خشية الوجود العسكري الأمريكي.
وقالت الصحيفة، إن الضربة الاستباقية الإسرائيلية على أهداف “حزب الله”، فجر الأحد، أدت إلى “إرباك جزء مهم من مخطط الميليشيا اللبنانية”، وتركت قناعة بأنها كانت تمتلك مخططًا للانتقام لاغتيال رئيس أركانه فؤاد شكر، كما تعهدت.
ونقلت عن المؤرخ الإسرائيلي عوزي رابي أن “حزب الله” كان ينوي إطلاق آلاف القذائف، لافتًا إلى أن الحديث يجري عن عدد من القذائف أكبر من حسابات المنطقة الشمالية.
ووجد رابي أن الخلفية الأهم للمشهد الحالي هي أن إسرائيل “شنت الهجوم الاستباقي في وقت تقف فيه القوات الأمريكية في الشرق الأوسط في حالة تأهب، في إشارة إلى أن إسرائيل لديها المزيد من الثقة الذاتية للاستمرار؛ بسبب وجود تلك القوات.
ومن جهة أخرى، وفي الوقت الذي تواصل فيه إيران التأكيد على حقها في الرد على اغتيال هنية، استبعد خبراء أن يكون لدى إيران نوايا حقيقية لذلك، معتبرين أن الرد “تبخر” مجرد تجاوزه للأسبوع الأول من الحادثة، وأن كل ما تعلنه إيران منذ لحظة اغتيال هنية عبارة عن “هدير فارغ”، هدفه طمأنة محور المقاومة وحلفائها في المنطقة ومحاولة إثبات وجود “لا يسمن ولا يغني من جوع”، على حد وصفهم.
إيران غير جادة
ويرى مراقبون بأن إيران ليست لديها الجدية في الرد لعدة أسباب في مقدمتها عدم استقرار الداخل الإيراني مع وصول الرئيس الجديد مسعود بزشكيان للحكم، والأزمة الاقتصادية التي تعانيها البلاد مع ضغوط داخلية تطالب بعدم الانخراط في مواجهات مباشرة مع إسرائيل وحليفتها الولايات المتحدة.
ولعل آخر التعليقات الإيرانية على الرد هو بلاغ وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي لنظيريه البريطاني والفرنسي، أن بلاده لا تريد أن توسع الحرب في المنطقة، إلا أنها لن تتخلى عن حقها في الرد على إسرائيل، الأمر الذي اعتبره مختصون تراجعا ملحوظاً في حدة التهديدات الإيرانية.
وفسر متابعون تصريحات عراقجي بأن الرد في حال قررت طهران ذلك لن يرقى للمستوى المطلوب، مقارنة بحجم حادثة الاغتيال التي مست سيادة طهران بالدرجة الأولى ومحور المقاومة الإيراني في المنطقة ثانياً.
واغتيل هنية، أواخر يوليو الماضي، في مقر إقامته شمالي العاصمة طهران، حيث تضاربت المعلومات والروايات التي أوردتها وسائل الإعلام الإيرانية بشأن اغتيال هنية.
وقال الحرس الثوري في بيان عقب الحادثة، إنه تم استهداف هنية بصاروخ موجه يزن 7 كيلوغرامات، محمّلًا إسرائيل والولايات المتحدة مسؤولية الاغتيال.
وتوعد كبار المسؤولين في إيران، من بينهم المرشد الأعلى علي خامنئي، برد حاسم وقوي على اغتيال هنية.
أرم نيوز