الاله أبولو والدكتور جعجع: جميل أن يكون للقائد أصدقاء متّهمون بالخيانة العظمى!

منطق في علم السياسة لا يفهمه البسطاء

تُشير الحضارة عند فلاسفة التاريخ غالباً إلى الإنجازات الحضارية التي حققها الإنسان منذ أكثر من ستة آلاف سنة مضت في مناطق مختلفة من العالم، في ظل شروط وظروف موضوعية بعضها يتعلق بالإنسان والبعض الآخر يخص البيئة الطبيعية، بالاضافة طبعاً إلى عوامل أخرى. ويعد المؤرخ الانكليزي أرنولد توينبي أحد أهم الباحثين في هذا المجال.

بعد بحث توينبي في مجال الحضارات والتجارب الحضاريّة، وتفسير تطوّرها، بدءاً من نشأتها وصولاً إلى أوج ازدهارها وتأثير التقدم التكنولوجي فيها، وصل إلى حقيقة واحدة مفادها أن جهل الحكام في اتّخاذ القرار أدى إلى موت الحضارة انتحاراً!

وقصة الإله أبولو Apolo بوصف سقراط بـ “الحكيم”، نأتي على روايتها لاحقاً، وربما بعد المؤتمر الصحافي القادم للدكتور سمير جعجع!

بعد كل إطلالة لقائد “القوات اللبنانية” أو حزب “القوات” يأخذك “الحكيم” إلى علم السياسة وعلم الاجتماع، والأهم علم المنطق بكل أبعاده الفلسفية.

في حديثه عن الأحداث الأخيرة في الجنوب، أكد “الحكيم” موقفه الرافض لما يجري، داعياً إلى تطبيق القرار 1701 كما يريد المبعوث الأميركي آموس هوكشتاين. إلا أنه يبدو غريباً كيف فات “الحكيم”، المتابع لأدق التفاصيل، أن هوكشتاين في الواقع، ومن خلفه أميركا، لا يبحثان عن طريقة لتطبيق هذا القرار لأن هوكشتاين يشدد دائماً على ترتيبات أمنية جديدة على الحدود اللبنانية – الاسرائيلية، على غرار الاتفاق المتعلق بالحدود البحرية – أي اتفاق جديد لا علاقة للقرار 1701 به على الإطلاق. ويمكنه بسهولة التأكد من ذلك بسؤال رئيس مجلس النواب.

بعدها، انتقل “الحكيم” ليخبرنا بأن لـ “القوات” أصدقاء في الحكومة الحاليّة، وسمّى رئيسها ووزير داخليّتها، وعرّج على وزير تربيتها أيضاً، ليعود بعد لحظات الى اتّهام الحكومة بالخيانة العظمى، منطق! جميل أن يكون للقائد أصدقاء متّهمون بالخيانة العظمى!

وسأل بعد ذلك “الحكيم”: “ماذا تفعل الحكومة غير أنها صدى لما يقوم به حزب الله؟”. ويعود بعد كل هذا ليؤكد أنّه، أي حزب “القوات”، ليس في وضع الخصومة مع الحكومة، وهي حكومة “حزب الله”، والّذي هو خصمه، منطق!

وزيادة في الطين بلّة، تطرّق بعد قضيّة الوطن والجنوب والحرب الدائرة ومخاطرها على المنطقة بأسرها، إلى موضوع الوجود السوري من خلال درس في القانون الدولي، وذلك بتعريف الفروق بين النازح واللاجئ والمهجَّر أو المهرَّب عبر الحدود، طمعاً بالعمل والعيش المرفَّه في لبنان.

وكوني سألت بعض الدارسين في هذا المجال لأفهم ما قصده “الحكيم”، ولم يفهموا السؤال، فهمت أن هناك منطقاً في علم السياسة لا يفهمه البسطاء أمثالي.

انطوني جعجع- لبنان الكبير

مقالات ذات صلة