رسائل “عماد 4” بعد “الهدهد” وعلاقتها بالدوحة: لبنان ليس غزة… وحرب العصابات جاهزة؟

بعد فيديوهات “الهدهد” الذي حلق فوق المواقع الاسرائيلية، وأظهر “حزب الله” فيها قدرة استخباراتية عالية، كان هدفها تهديد اسرائيل باستهداف هذه المواقع في حال اندلاع الحرب، نشر “الحزب” فيديو تهديدياً جديداً، ولكن هذه المرة من تحت الأرض، أظهر منشأة تحمل اسم “عماد 4” على اسم القيادي الذي اغتالته اسرائيل في سوريا عام 2008 عماد مغنية، وسرّب “الحزب” الى وسائل الاعلام أنها واحدة من عشرات المنشآت، فما هي الرسالة التي أراد إيصالها عبر هذا الفيديو؟

مصادر مقربة من “حزب الله” قالت في حديث لموقع ” لبنان الكبير”: “نظراً إلى أن الاسرائيلي رفع الدوز باستهدافات عشوائية من دون أية ضوابط، قامت المقاومة باجراءات عديدة، بحيث أدخلت مستعمرات ليس فيها ثقل عسكري اسرائيلي ضمن دائرة الاستهداف اليومي، وتطورت من فكرة محاربة العسكر بالعسكر، وبدأت باستهداف أماكن إضافية جديدة، لم يتم إخلاؤها”.

وأشارت المصادر إلى أن “الفيديو يظهر للعالم كله القدرات الكبرى التي يتمتع بها الحزب، والتي لا يحتاج إلى اخفائها بين الأماكن السكنية، وبالتالي أي فيديوهات أو صور أو تلميحات الى أن الحزب أخفى موارد عسكرية بين المدنيين هي مجرد تبرير لاستهداف اسرائيل للتجمعات المدنية، وإن أقدم الاسرائيلي على هذا الأمر، يكون رد المقاومة مبرراً”.

أما في الشق الاستراتيجي، فأكدت المصادر أن “الاسرائيلي منذ بدء حرب الاسناد يركز هجماته على الأحياء المدنية، ولكن الفيديو أظهر مدن الصواريخ، وهو المصطلح الذي استخدمته ايران، واستخدم بعض المرات في وصف منشآت غزة، ولكنها قرى صواريخ صغيرة، أما ما شاهدناه في المقطع المصور فهو قرية صواريخ بناها الحزب في الجنوب، بعيدة عن دائرة الاستهداف إلا ما ندر، ويظهر الفيديو الاستدامة الوظيفية للحزب، والصبر الاستراتيجي الذي يتمتع به، عدا عن كشفه أن قوة المقاومة لم يتم المس بها أصلاً”.

ويمكن ربط الفيديو المنشور بمفاوضات الدوحة، وفق المصادر، التي لفتت إلى أن “كل ما يتم الحديث عنه حول تقدم حقيقي غير صحيح، وقد اعتبر المتباحثون في الدوحة أن هناك تقدماً لأن الطرفين وضعا شروطاً جديدة تم قبول النقاش فيها، ولكن لم يُبنَ على المفاوضات السابقة”.

وكشفت المصادر أن قطر نقلت رسالة إلى إيران قالت فيها إن الأمر يحتاج الى المزيد من الوقت، وكان الرد الايراني أنهم ليسوا معنيين بهذا الأمر، والموضوع عند “حماس”.

وقالت قطر لايران إن جو “حماس” في المفاوضات ليس سلبياً، فأعادت ايران التأكيد أن النقاش في هذا الأمر مع الحركة، أما بالنسبة الى حسابها مع اسرائيل فهذا أمر مختلف، بحيث تقرر طهران المناسب، وبالتالي لم تعطِ أي تطمينات.

وأوضحت المصادر أن “حماس” لم تعتبر أن هناك تقدماً حصل، وكل الذين يروّجون للإيجابية هدفهم شراء الوقت. الأمور ليست كما يجري تظهيرها بهذه الايجابية، فاسرائيل متعنتة بصورة كبيرة، و”حماس” ليست راضية عما يحصل.

طبعاً يبقى أن رسالة “حزب الله” الكبرى من هذا الفيديو أنه أعدّ كل ما يمكن لمواجهة اسرائيل، ولعبته الأساسية أي حرب العصابات جاهزة، و”المنشآة رقم 4″ تعني أن هناك عدداً كبيراً من هذه المنشآت، وكما قالت مصادر المقاومة سابقاً لموقع “لبنان الكبير” ان لبنان ليس غزة، وخطوط الإمداد مفتوحة بصورة كبيرة، وكان لدى المقاومة الوقت الكافي لبناء أنفاق ضخمة تحت الأرض، بل قد يكون هناك لبنان آخر تحت الأرض.

محمد شمس الدين- لبنان الكبير

مقالات ذات صلة