الردّ آتٍ ولا نخشى الحرب الشاملة: “عماد ٤” وصل الى الدوحة وهوكشتاين
بعد الهدهد الاول والثاني والثالث، مفاجأة جديدة لرجال المقاومة الاسلامية هزت واشنطن واسرائيل والدول الغربية والعربية والمجتمعين في الدوحة عبر “عماد 4” الذي اكد ان المقاومة بالف خير ولايمكن هزيمتها لو تجمعت كل التكنولوجيا الدولية والقدرات العسكرية من طائرات وبوارج وصواريخ عابرة للقارات وما شابه.
“رسالة عماد ٤ ” وصلت وكشفت اولا، بان الرد ات حتما ولو تأخر لاعتبارات ميدانية اوسياسية على استهداف الضاحية واغتيال القائد فؤاد شكر، وابقاء المبادرة في يد المقاومة ومنع العدو من وضع قواعد الاشتباك حسب رؤيته ومصلحته، هذه الاستراتيجية شلت اسرائيل وعطلت الكيان ورفعت منسوب القلق والخوف عنده، وأبرز دليل ما اعلنته مؤخرا العديد من شركات الطيران العالمية عن وقف رحلاتها إلى اسرائيل حتى آخر العام وخسارة مليارات الدولارات، ولايمكن لأي دولة ان تتحمل تلك الخسائر، فكيف بكيان كرتوني مثل اسرائيل ان يعيش ويبقى في هذه الحالة من التوترات، بينما في لبنان، ورغم عمليات القصف ورسائل التهديد، واصوات جدارات الصوت التخويفية، فان الدولة بقيت قائمة، وتعمل بشكل طبيعي، ومليون ونصف مغترب قصدوا لبنان ومارسوا حياتهم وتحدوا كل الغطرسة الاسرائيلية ودعموا الاقتصاد الوطني ومالية الدولة، وما شهده لبنان خلال الحرب اذهل العالم وأكد بأن الشعب اللبناني لايقهر ولايهزم مهما ” تكالبت” عليه كل قوى الارض.
الرسالة وصلت، واول من فهمها نتنياهو وقادة جيشه، وما ظهر في عماد ٤ ليس إلا الجزء اليسير من القدرات الصاروخية للمقاومة، كما كشف مدى مستوى “السرية الممتازة جدا”، التي تحيط بمكان تموضع هذه القدرات، كما عبر الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله عن هذا الأمر، وهذا ما يؤكد ايضا على سلامة ومتانة وصلابة جسم المقاومة الخالي من الاختراقات وأنه جسم معاف وسليم، و التكنولوجيا الاميركية والبريطانية والغربية لعبت الدور الاول في اغتيالات القادة والكوادر العسكرية في المقاومة، ومن الواضح أيضا أن المنشأة الموجودة في عمق الأرض ليست فقط بعيدة عن القدرات الإستعلامية المعادية، بل أيضا توفر الحماية اللازمة والكافية حيال الإستهدافات المعادية، وبالتالي فان سِرّية المكان وحصانته يتيحان تحييد هذه القدرات عن أية ضربات استباقية إسرائيلية، ويضمنان توفر استخدامها المؤكد في أي استحقاق عملياتي.
رسالة عماد ٤واضحة أيضا، وتبين حسب مقربين من حزب الله، ان للمقاومة ابتداءً وردّاً، ورسالة الفيلم بهذا المعنى، وهي، أن مراهنة العدو على ضربة استباقية للمقاومة ستكون فاشلة، وسيكون لدى المقاومة دائما كامل القدرة للرد القاسي والمدمر، هي قدرة “الضربة الثانية” كما تُسمى في العلوم الإستراتيجية، و يُظهر الفيلم أيضا، أن المنشأة مرقمة بالرقم “4”، مما يشي بأنها واحدة من سلسلة منشآت ليس معلوماً عددها الحقيقي. وربما تكشف المقاومة لاحقا عن حلقات أخرى من هذه السلسلة،
كما يُظهر الفيلم مدى الراحة العملياتية التي يعمل فيها المجاهدون تحت الأرض في المنشأة التي هي بحجم مدينة، وليس معلوماً أين تبدأ وأين تنتهي وبماذا تتصل.
رسالة الفيلم وصلت أيضا إلى مدراء المخابرات الأميركية والاسرايلية والمصرية والقطرية المجتمعين في الدوحة، والى هوكشتاين أيضا، وعنوانها، المقاومة قادرة على الصمود وقدراتها بالف خير، ولايمكن ابتزازها في المفاوضات او تهديدها، وتملك قرارها بالقبول أو الرفض.
وحسب المقربين من حزب الله، فان الرسالة من وراء عماد ٤ متعددة ايضا وأثبتت:
قدرات المقاومة لاسيما الصاروخية في اتم الجهوزية للدفاع عن لبنان.
المقاومة لاتخشى الذهاب الى الحرب بل هي مستعدة لها اذا ما قرر العدو الذهاب بعيدا في التصعيد.
ما كشف اليوم هو جزء بسيط من قدرات وإمكانات المقاومة الحقيقية لاسيما على صعيد الصواريخ الدقيقة.
خلافا للافلام السابقة من سلسلة الهدهد التي عرض فيها الأهداف التي يمكن أن تطالها المقاومة اي مراكز انتشار العدو ومعسكراته، فان شريط عماد ٤، يعرض بعضا من قدراته الصاروخية والتي هي العمود الفقري في. الترسانة المسلحة لاسيما منها الصواريخ الدقيقة التي تطال كل المواقع التي عرضها الهدهد ١_٢_٣.
شريط العماد ٤، خلف آثارا إيجابية عند كل جمهور محور المقاومة وكل اللبنانيين وادخل الاطمئنان إلى قلوبهم، ورفع المعنويات بعد المجازر الاسرائيلية والاغتيالات، فيما ترك عماد ٤، آثارا كارثية على الاسرائيليين وما ينتظرهم في حال تدحرجت الامور نحو الحرب الشاملة.
رضوان الذيب- الديار