سجال إسرائيلي حول “تدمير لبنان”!

مواجهات الجنوب على حالها. في المستجدات، استهدفت غارة منزلاً في بلدة عيترون ما أدى إلى سقوط شهيد. وقد نعاه حزب الله، وهو إبراهيم شوقي سلامة “علاء”، مواليد عام 1984، من بلدة بليدا في جنوب لبنان. وتضاربت الأنباء بشأن استهداف مسيّرة إسرائيلية سيّارة على طريق عام القاسمية برج رحال، إذ بعد التداول بخبر الغارة، أعلن الدفاع المدني أن السيارة احترقت بفعل “ماس” كهربائي وليس بسبب غارة. كما شنّت مسيّرة إسرائيلية غارة بصاروخين مستهدفة أرضاً مفتوحة في محيط ساحة بلدة عيترون. وكان الطيران الحربي الاسرائيلي أغار صباحاً على بلدة كفركلا.

إلى ذلك، اندلع حريق كبير في سهل مرجعيون جراء سقوط قذيفة ضوئية قبالة مستعمرة المطلة. وقصف الجيش الاسرائيلي فجراً، أطراف بلدات رامية وبيت ليف والقوزح بعدد من القذائف المباشرة. وكان قصف منتصف الليل، جبل اللبونة وأطراف بلدة الناقورة، فيما استمر تحليق الطيران الاستطلاعي الاسرائيلي حتى صباح اليوم فوق قرى القطاعين الغربي والاوسط.

اجتماع الكابينيت غير مؤكّد
في السياق، قال الجيش الإسرائيلي في بيان، إنه “في وقت سابق اليوم، هاجمت طائرة تابعة لسلاح الجو، مبنى عسكريا كان يعمل بداخله مخرّبو حزب الله في منطقة عيترون بجنوب لبنان”. وذكر أنه “بالإضافة إلى ذلك، هاجمت قوات الجيش الإسرائيلي بالمدفعية، مناطق بليدا وكفركلا في جنوب لبنان”. وفي البيان ذاته، أشار إلى أنه “في وقت سابق من اليوم، تم استهداف طائرة مسيّرة للتجميع (جمع المعلومات) في منطقة بيت جن، من دون وقوع إصابات، ويجري التحقيق في الحادث”.
وأفادت وسائل إعلام إسرائيلية اليوم، الجمعة، بأن مسؤولين أمنيين إسرائيليين قالوا خلال اجتماع الكابينيت السياسي- الأمني، مساء أمس، إنهم لا يستبعدون إمكانية شن إيران وحزب الله هجوما “بإنذار قصير” مسبق. وأضافوا أنه “سنحاول عقد الكابينيت، لكن ليس مؤكداً أن نتمكن من ذلك”.

تدمير لبنان
وقالت صحيفة يديعوت أحرونوت في تقرير: “بغضّ النظر عما سيحدث، فمن الصحيح محاولة تحديد الخطوط العريضة لما ينبغي أن تكون عليه السياسة الإسرائيليّة في 3 ساحات رئيسية وهي لبنان، غزة وإيران. مع هذا، فإنّ تردد حزب الله بالرد يعكس نقطة ضعفه الرئيسية المتمثلة بالخوف من السيناريو الذي يؤدي إلى تدمير دولة لبنان”. واعتبر التقرير أن “أمين عام حزب الله حسن نصرالله مستعد للتضحية بالمقاتلين والسلاح، وسيكون من السهل عليه تجنيد مقاتلين بدلاً من الذين سيقتلون، ويضمن أن إيران ستزوده بأسلحة إضافية بدلاً من الذين سيتضررون. ومن ناحية أخرى، فإن نصرالله عزّز مكانتهُ كوطني لبناني، كمن يهتم بدولة لبنان وجميع سكانه، لكنه يُدرك جيداً أن الدمار والخراب في لبنان سيصعب عليه الاستمرار في الحفاظ على البلد”.

وذكر التقرير أنّ “الحرب يجبُ أن تكون ضدّ الدولة اللبنانية بكل ما يعنيه ذلك”، مشيراً إلى أنه في الوقت نفسه، ليس من الواضح على الإطلاق ما إذا كانت الولايات المتحدة ستُوافق على رؤية التدمير المنهجي لدولة لبنان. كذلك، رأى تقرير “يديعوت” أن كسب الحرب ضد لبنان سيكون عندما ينهار الأخير اقتصادياً وليس عسكرياً، وأضاف: “على سبيل المثال، فإنه من دون وقود وكهرباء، لن تعمل المُستشفيات ولن يكون هناك طعام في الثلاجات ولن تكون هناك وسائل نقل. إذا نشأت أزمة حادة في لبنان، فإنها ستؤدي إلى استعداد حزب الله لإنهاء الحرب وبشروطٍ جيّدة مع إسرائيل. مع هذا، إن أصرَّت الولايات المتحدة على فصل حزب الله عن الشعب اللبناني، فإن ذلك سيكون كارثة على إسرائيل”.

أنظمة ليزر
ونقلت وسائل إعلام إسرائيلية عن مسؤولين عسكريين قولهم: “في الشمال مع لبنان، نحن في حالة قتال، ولكن دون عتبة حرب واسعة النطاق. إذا كنا في حالة حرب هناك كما هو الحال في غزة، فإن النشاط الهجومي له أهمية كبيرة”، وذلك في إشارة إلى شنّ هجومٍ عسكريّ ضدّ لبنان. ويقول المسؤولون “إنّ الصعوبة الأكبر التي يواجهها الدفاع الجوي الإسرائيليّ تكمنُ في مواجهة الطائرات من دون طيار الصغيرة قصيرة المدى، مشيراً إلى أن أنظمة الاعتراض الإضافية بما فيها “نظام الليزر” ستكون قادرة دائماً على المساعدة وضيف المسؤولون: “عالم الليزر هو شيء تم الحديث عنه لسنوات عديدة. في الدفاع، تحتاج دائماً إلى المزيد من الأنظمة، ويمكنك تغطية جبهة الشمال مع لبنان بأكملها بمئات الأنظمة من هذا النوع من الدفاعات”.

المدن

مقالات ذات صلة