نتنياهو يتلاعب بكل من دونالد ترامب وجو بايدن: تعديل مقترح لـ ١٧٠١ ليلائم اسرائيل

هو الاستحقاق الرئاسي الأميركي الذي يتحكم في مستقبل الشرق الأوسط الجديد ومفاوضات وقف الحرب على غزة، إذ يستغل رئيس حكومة العدو بنيامين نتنياهو حاجة مرشحَيْ “الديموقراطيين والجمهوريين” الى أصوات اللوبي اليهودي ويتحكم بهما.

وتقول مصادر قيادية لموقع “لبنان الكبير” إن نتنياهو يتلاعب بكل من دونالد ترامب وجو بايدن لأن مستقبل المنطقة يحدد رئيس الولايات المتحدة الجديد، فإذا استطاع بايدن إنجاح مفاوضات “الخرطوشة الأخيرة” في الدوحة وتمكن من أن يسلك باتفاق الهدنة في غزة، تنجح كامالا هاريس في الانتخابات، أما إذا فشلت المفاوضات وسارت المنطقة على طريق الحرب الكبرى فسينجح ترامب ويعود الى البيت الأبيض. لذلك فإن يومي الخميس والجمعة حاسمان وسيحددان توجه المنطقة، هدوءاً أم تصعيداً.

وانطلاقاً من أن المرحلة المقبلة سيكون لـ “اليونيفيل” دور كبير فيها، تحدث المبعوث الأميركي آموس هوكشتاين عن ملف التجديد لقوات الطوارئ الدولية في زيارته الأخيرة الى بيروت، ووضع الأميركيون بعض التعديلات على الصيغة الأساسية، التي أثارت ريبة الرئاستين الثانية والثالثة، وأحالها الرئيسان نبيه بري ونجيب ميقاتي الى وزير الخارجية عبد الله بو حبيب في إطار موقف رسمي موحّد: لا عودة الى الوراء والقرار رقم ١٧٠١ يبقى كما هو وكذلك مهام قوات “اليونيفيل”.

وفي معلومات خاصة لموقع “لبنان الكبير”، فإن مشروع قرار التجديد لـ”اليونيفيل” الذي يُبحث في مجلس الأمن حالياً بتعديلاته الجديدة، يحاول من خلاله الأميركيون تمرير واحدة من أخطر التعديلات، ويضغطون على الفرنسي للسير بها، وهي استبدال مصطلح “وقف الأعمال العدائية” كما هو وارد في القرار ١٧٠١ الصادر عام ٢٠٠٦، بمصطلح “تخفيض التصعيد العسكري”. وهذا ما يعني عملياً تهرّب المجتمع الدولي من وقف إطلاق النار وإعطاء الحرية للإسرائيلي في شن الاعتداءات وتوجيه الضربات العسكرية حينما يريد ومنحه غطاءً دولياً باستئناف حربه. وهذا ما لن تقبل به الدولة اللبنانية، إذ كان واضحاً الرئيس بري أمام زواره الفرنسيين وغيرهم من الأميركيين، أن “التجديد لليونيفيل يكون وفق الصيغة المعتمدة، كما هي ومن دون أي تعديلات”، ولاقاه الرئيس ميقاتي وكذلك الوزير بو حبيب.

وتقول مصادر سياسية رفيعة لموقع “لبنان الكبير”: بدل أن يتحول وقف الأعمال العدائية الى وقف دائم لإطلاق النار، يحاول الأميركي العودة بنا الى الوراء وتحويل وقف الأعمال العدائية الى تخفيض التصعيد العسكري. على الرغم من أن الأميركي وعدنا عام ٢٠٠٦ بتعديل مصلح “وقف الأعمال العدائية” وتحويلها الى “وقف لإطلاق النار” خلال ثلاثين يوماً، الا أن هذا الوعد الأميركي بقي كلاماً في الهواء ولم يُنفّذ بعد ١٨عاماً على انتصار تموز.

أما اليوم وبعد انحياز المجتمع الدولي العلني الى إسرائيل، فلا يمكن للدولة اللبنانية أن تتساهل في رسم معالم المرحلة المقبلة، ومن ضمنها تحديد مهام “اليونيفيل”. وتقول مصادر سياسية رفيعة لموقع “لبنان الكبير”: إن هذه التمريرة الأميركية لا يمكن أن تمر، لأنها تغيّر كل القواعد وتبدّل كل المعادلات، إذ حينها سيُعاد النظر في الموقف اللبناني الرسمي، الملتزم بوقف الحرب في الجنوب فور وقف إطلاق النار في غزة، والذي لا يمانع في زيادة عديد الجيش و”اليونيفيل” وتعزيز قدراتهما. أما وفقاً للصيغة التي تُبحث حالياً في مجلس الأمن، فلا إمكان لقبولها لبنانياً ولن يتم السكوت عنها لأنها تحول قوات “اليونيفيل” من مراقبين لعدم إطلاق النار وحفظة للأمن والسلام، الى مراقبين لنوعية الضربات الاسرائيلية، وهذا يعني تغيير في جوهر مهمة “اليونيفيل”، الذي لن يكرّس رسمياً ولا على صعيد المقاومة. وإذا كان الديموقراطي (بايدن-هاريس) يريد كسب النقاط الرئاسية على ترامب، فلن يكون على حساب المقاومة وشهدائها الذين خطوا معادلات الردع بدمائهم.

رواند بو ضرغم- لبنان الكبير

مقالات ذات صلة