رد “الحزب” على ضربة الضاحية: مفاجأة من العيار الثقيل!

هو الانتظار، سيد المشهد والعين على هلال المحور، لتنفيذ رد “ثلاثة بواحد” أو ثلاثة ردود… “حزب الله”، ايران واليمن.

كل مستلزمات الحرب جاهزة، ولكن الحرب نفسها متنكرة لواقعها، مع تأكيد لم يتراجع على الرغم من كل التصعيد، وهو أن “لا أحد يريد توسيع الحرب”، فماذا يعني هذا الكلام؟

في منطق الأمور العسكرية والأمنية والسياسية، فان لبنان لن يتعرض إلى عدوان واسع من العدو، عسكرياً لأن جيشه منهك بعد ١٠ أشهر من القتال، أمنياً، لأنه اتضح ولأول مرة في تاريخه أنه مخروق أمنياً، وعدد وافر من منشآته تحت مرمى “حزب الله”، وسياسياً لأنه بالنسبة الى العالم على الرغم من الدعم الكبير الذي لا تزال اسرائيل تنعم به، فإنها هي من اعتدت بخروجها عن قواعد الاشتباك وضربها الضاحية، و”تحرشت” بايران باغتيال اسماعيل هنية على أراضيها بينما كان بامكانها أن تنفذ العملية في أي مكان آخر .

اما في مسار الجنون والتهور، فاحتمال العدوان قائم ولكن ليس على غرار ما حصل عام ٢٠٠٦ خصوصاً إذا استدرج بنيامين نتنياهو الدول الكبرى وفي مقدمها أميركا إلى حرب وجود ضد ايران التي تهدد الكيان في العمق.

السيناريوهات وضعت على الطاولة ولكل احتمال سيناريو مرافق له، الكل أعدَّ العدة والطبول قرعت، مع تفاوت في القلق بدا متأثراً بالهرع الديبلوماسي الذي يسابق مخاطر الانزلاق.

بالنسبة الى ايران، يقول مرجع سياسي رفيع لموقع “لبنان الكبير”، ان لا وجود لمقايضات، والقرار اتخذ، وصمّت عنه الآذان، أما الأمور الأخرى فمنفصلة تماماً.

وفي لبنان، يكشف المرجع أن أربع جهات دولية، تواصلت عبر وسطاء مع “حزب الله”، للتخفيف من حدة الرد، أو التريث لأن هناك مسعى جدياً للتوصل إلى اتفاق في الأيام المقبلة، وكان الجواب: “الحزب مش عالسمع”.

ويؤكد المرجع أن لا مكان للمقايضة لا في ايران ولا عند “حزب الله”، فإذا حصل اليوم وقف إطلاق النار في غزة، وهذا يبدو حالياً بعيد المدى، لن يغيّر شيئاً من قرار الرد، والاتفاق إذا حصل سيترك أثراً على طبيعة الرد وليس على الرد بحد ذاته، وسيخلق دينامية معينة، فيأخذ منحى رد اعتبار على مستوى الاعتداء من دون أن يترك ذيول إشعال حرب ولا أحد أصلاً يريد إشعالها. أما إذا لم يحصل وقف لاطلاق النار، فجواب الجهات الدولية والديبلوماسيين على سؤال: هل تستطيعون الضغط على نتنياهو لوقف عدوانه ووحشيته ولجمه؟: لا أحد يضمن نتنياهو، والكل يقر بصعوبة التوصل إلى اتفاق وقف النار حالياً في غزة، والكلام الأميركي لا يزال بالونات حرارية وأصلاً لم يتحدث أحد مع “حماس” عن مبادرة.

يضيف المرجع: تعيين (يحيى) السنوار، على عكس ما قرأه البعض، لا يعقّد الأمور، ومن الآخر لا أحد يملك قوة الضغط على اسرائيل سوى الولايات المتحدة، والأميركي يرسل رسائل عبر أكثر من جهة إلى طهران، لكن الايراني لا يسمع، ولم يعطِ أي جهة تطميناً واحداً، على عكس ما حصل في ١٣ نيسان، عند الرد الأول، فهو يدرك أن مجرد فتح النقاش حول المقايضة يعني أن رده انتهى ولم يعد ذا معنى، ويضعف موقفه، وهذا لن يحصل، حتى اذا توصلوا إلى اتفاق حول غزة قبل التنفيذ.

في الداخل ينتظر أن يكون رد “حزب الله” كبيراً وموجعاً وغير تقليدي، والعدو وصلته معلومات عن قوة هذا القرار وتماسكه لذلك يجيب الوسطاء بأن رده سيكون أيضاً موجعاً وكبيراً، وهكذا يصبح مسار الأمور رهن الرد الاسرائيلي على رد “حزب الله “. التهديد جدي، يقول المرجع، مع استبعاد سيناريو الاجتياحات من الطرفين، فلا تستقلوا بقدرة “حزب الله” على الدخول إلى الجليل، وهذا الأمر ممكن أن يحصل خلال ربع ساعة، إذا قدّر الجدوى. لكن المرجح أن تكون عمليات أمنية أو عسكرية بنمط مختلف… من دون استبعاد “العين بالعين” أي اغتيالات.

ستكون مفاجأة من العيار الثقيل، يختم المرجع، ومعه ستدشن مرحلة جديدة، اما جلوس الجميع إلى الطاولة، وهذا احتمال ضعيف حالياً، وإما سلوك منعطف تصعيدي مفتوح وبلا أفق.

ليندا مشلب- لبنان الكبير

مقالات ذات صلة