نهاية مبكرة للموسم السياحي: الحفلات وحدها لا تغير واقع السياحة… والنسبة الأكبر من المغتربين غادرت!
منذ ١٠ أشهر ولبنان يعيش حرباً بكلّ ما للكلمة من معنى على جبهته الجنوبية، ولكن بعد التصعيد الأمني الأخير واستهداف إسرائيل الضاحية الجنوبية لبيروت وما تلاه من ترقب لرد “حزب الله” على هذا التطور الخطير، ومن إرباك في حركة الطيران من وإلى لبنان، وإلغاء رحلات لشركات أجنبية واستدعاء البلدان رعاياها تحسباً للأخطر وعودة المغتربين، يمكن اعتبار الموسم السياحي انتهى في لبنان مع حزمة من الخسارات تجاوزت الـ ٣ مليارات دولار هذا العام.
ولم تقتصر الخسارة على الموسم السياحي، المتنفس الوحيد المتبقي للبنانيين اقتصادياً وحسب، إنما لحقت أيضاً بالمغتربين أنفسهم الذين سرّع بعضهم عودته إلى الخارج بفعل التطورات، واضطر إلى دفع مبالغ مضاعفة لتأمين مقاعد على متن شركات الطيران.
يؤكد الأمين العام للمؤسسات السياحية في لبنان جان بيروتي أنّ “الحركة السياحية تأثرت بما يجري في لبنان والمنطقة، والأضرار كبيرة في القطاع السّياحيّ الذي انهار منذ بدايته”.
ويقول في حديث لموقع “لبنان الكبير”: “الخسائر وصلت الى ٣ مليارات دولار ونصف المليار، لذلك نحن بحاجة إلى اعادة جدولة لمدفوعاتنا حتى نستطيع استعمال الـ Cash flow والمحافظة على موظفينا والدورة الاقتصادية، ومن هنا نطالب رئيس مجلس الوزراء نجيب ميقاتي بدعوة المجلس الأعلى للسياحة مع القطاع الخاص للتشاور في هذا الموضوع، لأن ما نريده هو الصمود”.
ويلفت بيروتي إلى أن “قطاعي الفنادق والمطاعم تراجعا إلى ما دون الـ ٤٠ في المئة، وقطاع المسابح تراجع أكثر من ٥٠ في المئة، وجميعها أرقام طبيعية في ظل ظروف الحرب التي يعيشها لبنان الذي خسر موسمه السياحي، ولو توقفت الحرب اليوم لن نستطيع العمل قبل ربيع ٢٠٢٥، فكل الشركات قامت بنقل حجوزاتها الى أماكن أخرى”.
أما رئيس اتحاد النقابات السياحية ونقيب أصحاب الفنادق بيار الأشقر فيشير الى أن “لبنان منذ أشهر يعيش حالة حرب، وبالتالي الطلبات المتكررة لرعايا الدول العربية والغربية بمغادرة لبنان إزاء الظروف الصعبة وتصاعد التوتر الأمني أثرت بصورة كبيرة على هذا القطاع الذي تراجع أكثر من ٦٠ في المئة، فالحرب هي العدو الأول للسياحة في العالم”.
ويضيف: “حاولنا بشتى الطرق إحياء الموسم السياحي من خلال جهودنا لإقامة حفلات ومهرجانات في عدة مناطق ومقاومة الظروف الاستثنائية والحرب، وعلى الرغم من نجاح بعضها لكننا لم ننجح، فالحفلات وحدها لا تغير واقع السياحة، والنسبة الأكبر من المغتربين غادرت لبنان خلال فترة قصيرة جداً بسبب التهديدات”.
لبنان الكبير