“الحزب” مكشوف أمنياً وقياديّوه في مرمى اسرائيل: تفاصيل مذهلة في موقع “الما”!
ليس سهلاً ما يتعرّض له “حزب الله” منذ 8 تشرين الأول من اغتيالات لقياداته العسكرية التي تستهدفها اسرائيل بسهولة تامّة، معتمدة على تفوّقها العسكري التكنولوجي ومخابراتها واختراقها لبيئة “الحزب”، وكان آخرها الصيد الثمين فؤاد شكر الذي يعتبر أحد كبار مستشاري الأمين العام حسن نصر الله وهو المسؤول عن جميع العمليات العسكرية لـ”الحزب”.
ومن الواضح أن بنك الأهداف الاسرائيلية يُركّز على وحدة “الرضوان” التي يُقال انها تشكّل نخبة مقاتلي “الحزب” ويقدّر عدد عناصرها بـ2500 مقاتل مُدرّب ومجهّز لاختراق الحدود نحو شمال اسرائيل، وهذا ما يُبرر مطالبة حكومة الحرب الاسرائيلية بتطبيق بند أساسي في القرار 1701، يقضي بتراجع عناصر “الحزب” 10 كيلومترات عن الحدود.
لكن وحدة “الرضوان” أُنهكت في هذه الحرب الاستنزافية من دون أن يُتاح لها القتال الذي أعدّت له، إذ بادرت اسرائيل منذ تشرين الأول 2023 الى عمليات اغتيال قادة هذه الوحدة ومسؤوليها، والسؤال الذي يطرح نفسه ليس عمليات تصفية هؤلاء إنما كيف تعلم اسرائيل هوية القياديين والمسؤولين الذين لا يعرفهم الشعب اللبناني، بل ربما مهماتهم الأمنية تقضي بأن يبقوا بعيدين عن الأضواء إلا في الحلقة الضيّقة لـ”الحزب”؟ هذا ما يطرح المزيد من التساؤلات حول تعرّضه للإختراق من الداخل، ولا شيء مستبعداً بأن هناك نخباً في “الحزب” على علم بهوية القياديين العسكريين ومهامهم وخصوصاً في إطار وحدة “الرضوان”، وليس معروفاً إذا تمكّن “الحزب” من كشف هؤلاء “المخبرين” في تنظيمه الذي يجب أن يكون العمل فيه سرياً.
ويكفي أن يدخل المولجون بأمن “الحزب” إلى موقع “الما” التابع للمخابرات الاسرائيلية، ليكتشفوا أن هذا الموقع ينشر منذ بداية الأحداث تفاصيل مذهلة عن تركيبة “الحزب” بكل أقسامه بدءاً من مجلس الشورى وأعضائه، مروراً بالمجلس التنفيذي ومجلس الجهاد وصولاً إلى الوحدات المقاتلة مثل وحدة بدر، وحدة النصر، وحدة الجليل، وحدة عزيز، وحدة الرضوان ووحدة الحرب البرمائية.
أما الخطر في الموضوع فهو نشر الهرمية التنظيمية في وحدة “الرضوان” مع قيادييها ومهامهم وصورهم، وحتماً تبدأ بقائد الوحدة وسام طويل وقائد منطقة بنت جيبل عباس محمد رعد وقائد منطقة هجير علي أحمد حسين وقائد جبل دوف حسن محمود صلاح والقادة الميدانيين خليل جواد الحشيمي واسماعيل علي الزين ومحمد خليل عطية وحسن ابراهيم عيسى… هؤلاء استهدفتهم اسرائيل وقتلوا في الحرب الأخيرة! ويبقى قائدان ميدانيان في وحدة “الرضوان” يذكرهما الموقع الاسرائيلي وهما لا يزالان حيّين: محمد مصطفى شوري وعلي محمد الدباس، إضافة إلى استهدافها عشرات العناصر من وحدة “الرضوان” وغيرها من الوحدات المقاتلة.
لكن موقع “الما” لا يكتفي بذلك، انما يلقي الضوء على كل مسؤولي “الحزب” السياسيين بدءاً بأعلى الهرم أي رئيس مجلس الشورى حسن نصر الله وهو حتماً الهدف الأقصى الذي هدد الاسرائيليون مراراً وتكراراً باستهدافه ونائبه نعيم قاسم. ولا يكتفي الموقع الاستخباراتي الاسرائيلي بالشخصيتين الرئيسيتين في مجلس الشورى إنما يستعرض أسماء أعضاء المجلس وصورهم ومهماتهم مثل رئيس المجلس القضائي الشيخ محمد يزبك، رئيس المجلس السياسي ابراهيم أمين السيّد، رئيس المجلس التنفيذي هاشم صفي الدين ورئيس الكتلة البرلمانية النائب محمد رعد.
ويبدي موقع “الما” اهتماماً بالمجلس التنفيذي الذي يرأسه صفي الدين ونائبه الشيخ نبيل قاووق ويضم وحدات عديدة يذكر فيها وحدة الارتباط والتنسيق برئاسة وفيق صفا. ويدخل الموقع في تفاصيل مجلس الجهاد الذي يرأسه نصر الله نفسه ويضم الأعضاء: صفي الدين، حسين خليل، عباس روحاني، وفيق صفا، إبراهيم عقيل، فؤاد شكر، علي دعون، عبد الهادي حمادي، عباس حركن، حسن عز الدين ونبيل قاووق.
ومن الواضح أن المعلومات عن “الحزب” وتركيبته وكل أعضائه الأساسيين والثانويين حتى الذين يتولون مهمات غير أساسية، منشورة كلّها في مواقع أميركية، وهذا ما يُعزز فرضيّة أن “الحزب” مكشوف أمنياً، بل ان المخابرات الاسرائيلية وربما الأميركية بإمكانها ملاحقة هؤلاء أكانوا عسكريين وسياسيين واستهدافهم في مقراتهم كما حصل لفؤاد شكر مؤخراً، وهذا ما يزيد في ارتباك “الحزب” الذي يبدو عاجزاً عن حماية نفسه.
ولم يعد سراً أن اسرائيل لديها طائرات مسيّرة متطوّرة جداً، تستخدم فيها صواريخ دقيقة جداً. كما تستخدم مقاتلاتها الحربية في استهداف قياديي “حزب الله” في منازل وجدوا فيها أو منازلهم الخاصة، إضافة إلى انتشار جواسيس وعملاء ومندسين يقومون بتسريب المعلومات الى الاسرائيليين. ومخابراتها لا تتوقّف عن رصد تحركات المسؤولين في “الحزب” وجمع المعلومات عنهم، بل تستخدم تقنيات الذكاء الاصطناعي وما إلى ذلك. ولا بد من الاعتراف بأن اسرائيل اليوم تمارس ما تبرع فيه ولا يُمكن لأي مراقب موضوعي إلا أن يعتبر أنها منتصرة، فيما “الحزب” يقاوم بالحد الأدنى ويتسبب لها في أذى نسبي في مناطق الشمال، لكن ذلك لا يُقارن بمشاهد الدمار في الجنوب اللبناني والخسائر البشرية الكبيرة من عناصر “الحزب” والمدنيين.
كل ذلك، يُمكن لـ”الحزب” أن يتجنّبه إذا طبّق القرار 1701، وتوقّف عّما سمّاه “جبهة إسناد” غزة التي لم تفد الفلسطينيين بشيء، بل أضرت بلبنان من دون جدوى لغاية في نَفس إيران!
جورج حايك- لبنان الكبير