فراق بين القيادة و”المشاغبين”: هذه رواية “التيار” لانتفاضة باسيل!

مرّ التيار الوطني الحر خلال الأيام الإخيرة في “مخاض تنظيمي” أدى إلى خروج بعض نوابه من صفوفه، إما بالإقالة وإما بالاستقالة، بعد مرحلة طويلة من التجاذب الداخلي، الصامت حينا والصاخب حينا آخر، والذي انتهى بالفراق بين القيادة و”المشاغبين”، فما هي قصة انتفاضة جبران باسيل على الستاتيكو الذي كان سائدا في التيار؟

بينما يعتبر مؤيدو “الحركة التصحيحية” انها تأخرت كثيرا وان رئيس التيار النائب جبران باسيل طوّل باله زيادة عن اللزوم على “المتمردين”، ينبه آخرون الى ان الاسماء التي اصبحت خارج التيار الحر هي وازنة وكانت من علاماته الفارقة وبالتالي فإن ابتعادها او ابعادها سيفضي الى إضعافه وإيجاد شرخ في “بيئته الحاضنة.”

وفي انتظار تبيان مفاعيل عملية “التنقية” او “التكرير” التي بادرت اليها القيادة البرتقالية، تؤكد مصادر مطلعة في التيار ان ما جرى هو “المخاض الإلزامي الذي من شأنه تقوية صفوفنا على الرغم من الألم الناتج عن الاضطرار الى اتخاذ قرارات حاسمة في حق زملاء كانوا رفاقا لنا قبل ان يختاروا الافتراق عنا حتى وهم في الداخل.”

وتضيف المصادر: صحيح اننا خسرنا عددا من النواب لكننا ربحنا التيار، وصحيح ان تكتل لبنان القوي تقلص عدديا لكنه أصبح أقوى لانه صار أكثر انسجاما مع نفسه.، متسائلة: ماذا يفيد ان يكون عدد أعضاء التكتل 19 نائبا اذا كان أربعة منهم لا يلتزمون بقراراته ولا يتقيدون بخياراته الاستراتيجية؟

وتتابع: عندما تتخلى عن شخص محسوب عليك وهو عمليا ضدك، فهذه لا تكون خسارة بل مكسبا.

وتعتبر المصادر ان ليس طبيعيا ولا مقبولا ان يحصل تشويش وتمرد على سياسات التيار، من قلب صفوفه كما كان يجري سابقا، “علما انه وعلى الرغم من النتوءات المتزايدة، فإن جبران باسيل بالغ في تحمل هذا الوضع النافر، ومحاولة احتوائه بالتي هي أحسن، سعيا الى إبقاء خط الرجعة مفتوحا أمام من ذهبوا بعيدا في التمايز والتباين، الا ان الكيل طفح مع إصرار هؤلاء على سلوكهم من دون مراعاة مقتضيات الالتزام الحزبي”، تبعا للمصادر.

ولا تستبعد المصادر ان تكون هناك جهات خارجية قد عمدت الى الاستثمار في “مجموعة المخالفين” داخل التيار لزيادة الضغط على العماد ميشال عون والنائب جبران باسيل بسبب خياراتهما السياسية العابرة للحواجز الطائفية والمتعارضة مع مصالح لاعبين كبار، لافتة إلى أنه خلال ما سميت ثورة 17 تشرين انقلب بعض النواب الحلفاء على التيار آنذاك بغية شد الخناق اكثر فأكثر على عون وباسيل، “واليوم يتكرر السيناريو نفسه انما ابطاله هذه المرة هم من أبناء البيت، ولذا كان لا بد من التصرف بحزم وفق ما تقتضيه الأصول التنظيمية بمعزل عن العواطف، قبل أن تتفاقم مخاطر هذه الظاهرة النافرة.”

وتلفت المصادر البرتقالية إلى أنه كان لزاما على باسيل ان يبادر الى انهاء تلك الظاهرة في هذا التوقيت، “لأنه لو لم يفعل ذلك لكانت “القنبلة الموقوتة” ستنفجر بين يديه لاحقا وستتسبب بأضرار أكبر.”

وتشدد المصادر على أن التيار بات يملك الآن قدرة أكبر على الاستمرارية والتطور بعدما ازاح العبء الذي كان يثقل كاهله، “كذلك بات بمقدوره خوض الاستحقاقات الوطنية والمعارك السياسية بثقة إضافية لان ليس هناك أسوأ من مواجهة التحديات والاختبارات في ظل ضعف او اهتزاز في الخطوط الأمامية، كون النواب المفصولين او المستقيلين كانوا يشغلون مراكز اساسية سواء في التيار ام في مجلس النواب.”

وتستغرب المصادر استفاقة مغادري التيار على الشكوى من الدكتاتورية والتفرد، في حين انهم “أخذوا راحتهم” في التمايز والاختلاف خلال سنوات طويلة، من غير ان يقمعهم احد، متهمة اصحاب الشكوى بأنهم هم الذين كانوا يتعاملون بفوقية مع زملائهم، وكأن هناك تياري درجة أولى وآخر درجة ثانية.

عماد مرمل- الجمهورية

مقالات ذات صلة