متى يدوي أول صاروخ؟ وأين؟ وكم سيدمر؟ وهل تبتلع اسرائيل الضربة أم تصعد أكثر فأكثر؟

ليس وقت الحرب الشاملة لدى “محور المقاومة”. قد يكون هدفه الأعلى تحرير فلسطين لكنه يعلم تماماً أن هذا الهدف لا يمكن تحقيقه الآن، فعلى الرغم من كل التسلح، والتطور الذي وصل اليه، وحتى مع العديد الكبير من المقاتلين الذي يمتلكه، فهو لا يمتلك القوة التي يمكنها تحقيق هدفه بوجود الولايات المتحدة وحلف “الناتو” خلفها، وهي بالتأكيد ستتحرك لتحمي اسرائيل في حال تهديد وجودها ككيان، وبالتالي بغض النظر عن بعض المهاترات ممن يدورون في فلك الممانعة، يعلم المحور جيداً أنه لن يستطيع الفوز بالحرب الآن، وأن ردوده في كل المنزلقات السابقة كانت محسوبة بألا ينجر إلى حرب.

ولكن المشكلة ليست من المحور، بل هي لدى رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو، المجنون بالسلطة، فهو يعلم أن أي حرب مع لبنان ستكون مكلفة جداً على اسرائيل، وإن اعتبر نفسه منتصراً على غزة، فقد حقق هذا الانتصار المزعوم بعد ما يقارب سنة من حرب استخدم فيها كل قوته العسكرية، وعلى الرغم من ذلك لا تزال “حماس” قادرة على اطلاق الصواريخ ونصب الكمائن لجنوده، وحتى مع اغتيال عدد من قياداتها لم يتمكن من تفكيكها، وستعيد بناء قوتها العسكرية في وقت قصير بعد الحرب.

أما لبنان و”حزب الله” فخطوط الامداد لهما مفتوحة، بل توسعت أكثر بعد الحرب السورية، ومنذ 2006 وفور انتهاء حرب تموز، بدأ الحزب يستعد فوراً للحرب المقبلة، وقد تضخمت قوته العسكرية لدرجة، أصبح يعتبر أقوى تنظيم مسلح في العالم من جهة العديد والعتاد، وقد اكتسب خبرة هائلة في الحرب السورية، وتمكن من وضع يده على أسلحة نوعية، عدا عن تطويره أسلحة جديدة.

وتقول مصادر ديبلوماسية لموقع “لبنان الكبير”: “على عكس الشائع حزب الله براغماتي جداً، وهو يقبل بالمفاوضات، وليس هاوي حرب كما تظهر صورته، بل يفضل السلم، ولكن لديه خطوط حمر ممنوع المس بها، وهو مستعد لخوض الحروب من أجلها، ولو كانت هذه الحروب مع العالم كله، أما قضيته الكبرى، أي تحرير فلسطين فهو يعلم تماماً أن القوة العسكرية وحدها لن تحقق هذا الهدف، وهو لا يتوهم تنفيذه في القريب العاجل، علماً أنه يعمل عليه ويعرف أنه سيتمكن من تحقيقه في المستقبل”.

وبالحديث عن القوة العسكرية، تشير المصادر الى أن “الحزب يمتلك ترسانة مرعبة من السلاح، لا تمتلكها دول، بل هو أقوى من بعض هذه الدول، ووفق معاهد الأبحاث والدراسات فإن الحزب جاهز لأي حرب في لبنان، وأنفاقه قد تمتد لمئات ان لم يكن آلاف الكيلومترات، ويمتلك تأييد بيئته الحاضنة، بل حتى من العديد ممن يعارضون الحزب ويكنون عداء كبيراً لاسرائيل، ما قد يساهم في تزايد شعبيته، وبالتالي أي حرب معه ستكون صعبة ومكلفة جداً، حتى لو خاضها حلف الناتو”.

وتشدد المصادر على أن الوضع دقيق جداً في الشرق الأوسط اليوم، لافتة إلى أن “مستقبل المنطقة هو بيد نتنياهو، فهو الذي سيقرر كيف ستستوعب بلاده الرد الايراني ورد الحزب، فهل يقرر الذهاب الى حرب قد تنجر اليها المنطقة كلها، وتجر بعضاً من حلفائه اليها وعلى رأسهم الولايات المتحدة؟”.

وترى المصادر أن نتنياهو “حتى لو قرر عدم إشعال الحرب، والرد عبر خرق خطوط حمر جديدة، هذا سيدفع الجهة المقابلة الى خرق خطوط حمر لاسرائيل، ما يعني أن الرد والرد سيخيّمان على المنطقة وستستمر الأمور في الانزلاق حتى انفجار الحرب الشاملة، وبالتالي فإن السيناريو المتفائل اليوم هو ضربة ايرانية وضربة من حزب الله على قواعد عسكرية لا تتسبب في سقوط الكثير من القتلى الاسرائيليين، يبتلعها نتنياهو ويرد بضربات معنوية”.

يقف الشرق الأوسط والعالم على حافة الانتظار، متى يدوي أول صاروخ؟ وأين؟ وكم سيدمر ويقتل؟ وهل تبتلع اسرائيل الضربة أم تصعد أكثر فأكثر؟ وماذا يخبئ المستقبل للبنان والمنطقة؟

محمد شمس الدين- الاخبار

مقالات ذات صلة