خلق الفتن: تقليب الرأي العام المسيحي على المقاومة… ومحاولة الدخول داخل البيئة الشيعية!

اتخذت اسرائيل ومعها القوى الدولية المتحالفة معها قرار محاولة تفتيت محور المقاومة من الداخل عبر خلق صراعات طائفية ومذهبية ومحاولة تقليب اطراف المحور بعضهم على بعض، وهذه المحاولات تطال الجميع من لبنان الى سوريا مروراً بالعراق وصولاً الى إيران.

بحسب مصادر متابعة فإن حادثة مجدل شمس في الجولان لم تكن المحاولة الاسرائيلية الاولى لخلق النزاعات المذهبية، فالمشهد الاسلامي شبه الموحد يُزعج اسرائيل ويهدم كل ما كانت تعمل عليه خلال العشرين سنة الاخيرة، لذلك كان لا بد من التحرك، والبداية كانت من العراق، حيث تكشف المصادر أن الدعاية الغربية، المدعومة بجهد استخباري غربي، حاولت تجييش الرأي العام العراقي السني للانقلاب على الحشد الشعبي، حيث شددت على أن الحشد الشيعي يضر بالعراق ومصالحه، وأخذ العراق رهينة بيد الإيرانيين، وذلك منذ حوالي الخمسة أشهر.

استمرت المحاولات من البوابة السورية في الجولان، حيث كانت حادثة مجدل شمس مناسبة لفتنة درزية – شيعية، أرادوا منها أن تنسحب على لبنان، فتم اتهام الحزب بضربة مجدل شمس وقتل الدروز وتبني هذه الرواية من جهات دولية على رأسها الولايات المتحدة الأميركية، وهو ما احيا الحلم الاسرائيلي القديم بخلق كيان درزي مستقل يتبع لاسرائيل، لذلك كان هناك بحسب المصادر اتصالات تحت الطاولة في لبنان أثمرت بعد مواقف شجاعة لرئيس الحزب التقدمي الاشتراكي السابق وليد جنبلاط، وتُشير المصادر الى أن مواقف جنبلاط أقفلت الباب أمام هذه الفتنة، ولو أن بعض المسؤولين الفاعلين من دروز الجولان لا يزالون على خطتهم المشتركة مع اسرائيل.

لم تنته المحاولات هنا، إذ استمر الاعلام الغربي بلعب الدور الذي لعبه منذ بداية طوفان الأقصى في 7 تشرين الاول الماضي، فقامت صحيفة “نيويورك تايمز” بنشر خبر يقول أن اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس اسماعيل هنية تم بواسطة عبوة ناسفة جرى تهريبها ووضعها داخل مضافة الحرس الثوري الإيراني، وأن العبوة تم وضعها منذ شهرين، ملمحين الى دور الحرس الثوري بالإغتيال، وهو ما دفع الاعلام الايراني الرسمي لإعلان أن اغتيال هنية تم بمقذوف أطلق على مكان سكنه.

وتُشير المصادر الى أن هذه الصحيفة التي يفترض أنها مرموقة، تنشر هذه الأكاذيب لمحاولة خلق شرخ بين حماس وإيران، وهي التي تبنت رواية قتل الأطفال وقطع رؤوسهم في عملية طوفان الأقصى، مشددة على أن المشكلة الكبرى تكمن بتبني بعض الجهات العربية لكل ما يصدر عن الصحيفة كونها صحيفة عالمية شهيرة، متناسين كيف حاول الاعلام العالمي التلاعب بقضية اغتيال رئيس حكومة لبنان السابق رفيق الحريري.

لن تنتهي محاولات خلق الفتن هنا، فالمشهد الذي أظهرته الحرب على غزة وطوفانها لا يناسب خطط تفتيت المنطقة، وتؤكد المصادر أن لبنان يشهد أيضاً محاولات شبيهة من خلال محاولة تقليب الرأي العام المسيحي على المقاومة، ومحاولة الدخول أيضاً داخل البيئة الشيعية للمقاومة، مشيرة الى ان هذه المحاولات ستستمر وتتصاعد مع استمرار الحرب، ويبدو بحسب المصادر أن المتيقظين لهذه المسألة هم قلة من المسؤولين.

محمد علوش- الديار

مقالات ذات صلة