رد ايران يحدد مصير الحرب الشاملة…

على إثر اغتيال زعيم حركة حماس إسماعيل هنية في طهران، والقائد العسكري لـ”حزب الله” فؤاد شكر في الضاحية الجنوبية لبيروت، نشرت الولايات المتحدة الأميركية ما لا يقل عن 12 سفينة حربية في الشرق الأوسط، بما في ذلك حاملة الطائرات “يو إس إس تيودور روزفلت”، وفرق هجوم برمائية وأكثر من 4000 من مشاة البحرية والبحارة.

وفي حين أكد عضو كتلة “الوفاء للمقاومة” النائب علي عمار ان “المقاومة ستختار الوقت المناسب للرد على العدوان”، توعّد الزعيم الإيراني الأعلى علي خامنئي بأن الثأر لدماء هنية “واجب على طهران” لأنه وقع في العاصمة الإيرانية. كذلك، أعلنت اسرائيل انها تستعد لرد محتمل مشترك بين حزب الله والحرس الثوري الإيراني، وان منظومات الدفاع الجوي الإسرائيلية على جهوزية عالية لاعتراض أي تهديد من لبنان فيما تحلّق مقاتلات من سلاح الجو في أجواء البلاد. فهل تُقرَع طبول حرب واسعة وشاملة في لبنان بشكل خاص والمنطقة بشكل عام؟

العميد المتقاعد ناجي ملاعب يؤكد لـ”المركزية” ان “السؤال حول مسار تطور الأحداث مشروع، لكن منذ عشرة اشهر حتى اليوم، كانت الايام والساعات الهادئة من دون إطلاق قذائف وصواريخ على لبنان معدودة. نحن في حالة حرب، لكن حرب رسم حدودها حزب الله بأنها حرب إسناد وعلى طريقة “توسِّعون.. نوسِّع”. هذا الاسلوب يشير إلى ان عندما يحاول العدو الاسرائيلي توسعة أهدافه، فإن “الحزب” أيضاً سيوسّع في المدى او النوع او الكمية. ما استجد حاليا، ان بعد زيارة رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو الى الولايات المتحدة الاميركية والدعم الذي كسبه من قبل كل من قابله في واشنطن، جاء بمرحلة جديدة من نوعية الاغتيال. كان نتنياهو يغتال قادة كانوا في طريقهم الى المحور او موجودين في الجنوب او في مكان آخر، لكن ان يذهب في المدى الى قلب الضاحية، فهذا تطور خطير، بالطبع سيواجَه بردٍ عليه”.

ويضيف: “أشهد لحزب الله أنه عندما ألزَم العدو الاسرائيلي بعدم استهداف مدنيين كونه هو لا يستهدف مدنيين، يعني ان الميدان بقي مفتوحاً في جنوب الليطاني وصولا ربما الى عدلون وصور وهذه المنطقة، لكنه لم يتجاوز الوضع هناك. لكن اليوم عندما يستهدف الضاحية وبطريقة ملتوية، بعد تأكيد الموفد الاميركي آموس هوكشتاين لوزير الخارجية عبدالله بوحبيب ان الضاحية وبيروت والمطار خط أحمر، هذا الوضع يدل على ان حزب الله سيرد، لكن الرد اعتقد سيكون منضبطا وعلى مراكز عسكرية فقط رغم استشهاد وسقوط جرحى مدنيين في الضاحية. لأن “حزب الله” منذ البداية، لم تكن لديه نية الحرب. هو قادر عليها، وجهز نفسه لصمود ولحرب طويلة، لكنه لم يعلن ان هذه حربه ولم يعلن أهدافه أكثر من إسناد لغزة. وعندما يوقَف إطلاق النار في غزة سيوقف من لبنان. هي ليست حرب لتحقيق انتصار أكثر مما هي مشاغلة فقط للعدو الاسرائيلي ولغزة. لذلك، حتى طهران التي تقود هذا المحور، هي من وضعت هذا الهدف، ومن الممكن ان يكون الرد من طهران، كما في المرة السابقة، ويستوعَب هذا الرد، أي رد واستيعاب رد أكثر منه حرب”.

ويتابع ملاعب: “لا ننسى ان العدو الاسرائيلي يعاني ازمات داخلية كبيرة. صحيح انه يتفوق في المجال السيبراني والأمن ويحظى بمعلومات من الـIM6 البريطاني والاميركي والالماني، والجميع تحت تصرفه لإعطائه المعلومات، لكن لديه صعوبة في خوض حرب، لأنه اعترف بأنه يعاني من نقص كبير في الدبابات والذخائر وليس باستطاعته الدخول في حرب برية او غيره. يقوم بالتدمير لأنه يملك قدرات تدميرية لكن الطريقة التي عمل بها حزب الله حتى الآن أثبتت انه قادر ان يجول في سماء اسرائيل وفوق مدنها وسيُدفعه الثمن مؤلماً إذا ما قام بأي عملية تدميرية، لذلك اعتقد ان ما يفعله في غزة لا يستطيع فعله في لبنان. صحيح ان الجيوش تقاس بالقوة الجوية لها، لكن قوة حزب الله بتهديم الدفاعات الجوية الاسرائيلية ومراكز الاستخبار والاستطلاع وإرسال طيران مسير مع صواريخ الى أهدافها وبدقة وتهديده ببنك أهداف كبير في الداخل في العمق الاسرائيلي، هذا ما يردعه، ودائما ما نقول هذا الكلام، بأن يُطوِّر باتجاه حرب أكبر”.

ويعتبر ملاعب “ان وجود البوارج الاميركية في المتوسط ومعها بواخر البحرية الملكية البريطانية، هو رسالة مفادها غربية يقولون فيها ان “اسرائيل ليست وحدها، وهذا ليس مجرد كلام بل نعني ما نقول ونحن داعمون لاسرائيل لدرجة أننا شركاء في هذه الحرب”.\

المركزية

مقالات ذات صلة