إسرائيل وقعت في فخين… على جبهتين!
وقعت إسرائيل في فخين وهي غير قادرة على العودة بالزمن لتجنب ما تواجهه حالياً في غزة ولبنان، وفقاً لقراءة للكاتب والمحلل المتخصص في شؤون الشرق الأوسط مارك لافي. وحسب التحليل، “لا يمكن لإسرائيل إخراج نفسها من هذه الفوضى إلا بتغيير القيادة حيث لا يمكنها الفوز في أي مكان، خصوصاً بعد الهجوم على قرية مجدل شمس في مرتفعات الجولان والذي يستدعي منها التوصل الى رد قوي من دون إشعال حرب شاملة”. ونقل في هذا السياق عن “غارة اسرائيلية، استهدفت الثلاثاء مبنى في الضاحية الجنوبية لبيروت”.
لافي شدد على أنه “لم يفترض بالحرب أن تصل إلى هذه النقطة. وهذا يشير إلى المشكلة الحقيقية: لا يزال القادة الاسرائيليون السياسيون والعسكريون، الذين فشلوا في وقف حماس في 7 أكتوبر 2023، في السلطة. وبدلاً من إيجاد مخرج، يستمر رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بالضغط ورفض الاعتراف بأن جنود الاحتياط غير مهيئين لخوض الحروب لفترة طويلة، ناهيك عن خوض حروب على جبهتين. ومن جهة أخرى، تدرك حماس وحزب الله وإيران ذلك. وما تحتاج إليه إسرائيل هو خطة لإنهاء الصراع في غزة في غضون أسبوعين أو ثلاثة أسابيع”.
وتساءل لافي: “هل يعني ذلك تدمير حماس والقضاء عليها؟ بالطبع لا. ففي الأصل، لم يكن هدف نتنياهو المتمثل في تحقيق النصر الكامل قابلاً للتحقيق. ومع ذلك، تمسك أكثر بهذا الهدف في حديثه الحماسي أمام الكونغرس الأميركي في واشنطن. كما حاصرت عبارة النصر الكامل إسرائيل في صراع مفتوح ضد حركة فازت بالفعل بهجومها في السابع من أكتوبر”.
أما عن الجبهة اللبنانية، فشدد المحلل على أن “هذه الحرب حقيقية وتسببت في تهجير عشرات الآلاف من الجانبين. كما أن استعداد إسرائيل للانجراف إلى صراع قد يستمر شهوراً سمح للجماعات المؤيدة لحماس في مختلف أنحاء العالم بتصعيد احتجاجاتها، الأمر الذي أدى الى تحويل الرأي العام نحو الفلسطينيين المحاصرين”.
ما الذي سيحصل تالياً؟
“هناك سبل للخروج من هذا المأزق، حسب الكاتب، ولكن ليس مع القيادة الاسرائيلية الحالية. ذلك أن نتنياهو مقيد سياسياً بأكثر شركائه تطرفاً في الائتلاف الحاكم، والذين يطالبون بحرب شاملة في كل من غزة ولبنان. ولا شك في أن الحرب الشاملة ستتسبب في خسائر باهظة. وينصح البعض بتوقيع اتفاقية تبادل الأسرى مع حماس وسحب القوات الاسرائيلية من غزة، ولو مؤقتاً، ثم التعامل مع تهديد حزب الله. قد يكون من الممكن الحصول على بعض الدعم الدولي، ولكن حتى في هذه الحالة، لن تختفي المشكلات على الجبهتين. الا أن الحرب إذا ما خفتت من دون تدخل دولي، فستصبح الصراعات المستقبلية حتمية. ومهما تغيرت السيناريوهات، لن يحدث تغيير على الأرض طالما أن القيادة السياسية والعسكرية لاسرائيل هي نفسها التي أوقعتها في فخين على الجبهتين”.
وبينما تبحث إسرائيل عن مخرج، أفادت مصادر إسرائيلية “بتفويض نتنياهو ووزير الدفاع يوآف غالانت اتخاذ قرار الرد على هجوم مجدل شمس. أما في غزة، فتستمر المجازر الاسرائيلية التي ارتفع معها إجمالي عدد الضحايا إلى أكثر من 39 ألفاً بالاضافة إلى أكثر من 90 ألف جريح”.
لبنان الكبير