ماذا بعد الضاحية الجنوبية: هل سيمتص“حزب الله” الضربة؟

بعدما ضربت إسرائيل مساء اليوم، مبنى في الضاحية الجنوبية لبيروت بالقرب من مستشفى بهمن، غير مؤكد انه مبنى سكني، وبعد الأنباء غير المؤكدة عن إغتيال مدير مشروع دقة الصواريخ في “حزب الله” فؤاد شكر، كثرت التساؤلات حول ردّ “حزب الله”على هذه الضربة، فهل سيشعل الحرب الشاملة، ام سيضرب تل أبيب تحت قاعدة مدينة مقابل أخرى؟

صخر: إسرائيل تُحضر للأكبر
وفي هذا السياق، قال العميد المتقاعد يعرب صخر لـ”لبنان الكبير”: “ان إيران أمّ حزب الله طالبته باستيعاب الصدمة مهما كانت، لأن هناك ضغوطاً دولية لعدم توسعة الجبهات، ولن تقتصر الأمور عند هذا الحد فاسرائيل تُحضرّ لأكبر من هذا ولكنها تدرس الأجواء الاقليمية والدولية”.

ورأى أن “ضربة الضاحية الجنوبية طالت هدفاً من الصف الأول، وقتل أم لم يقتل هذا موضوع آخر، ومن الممكن أن تكون الرسالة الاسرائيلية للحزب بأنهم يدركون جيداً أين هو موجود في كل ساعة وفي آنٍ وحين”.

ولفت الى أن “رد فعل الحزب دائماً يقول مدينة مقابل مدينة، أي تل أبيب مقابل الضاحية، واليوم اسرائيل ضربت الضاحية وعلينا أن نميز ما بين لبنان الرسمي ولبنان غير الشرعي، والضاحية وحارة حريك المركز القيادي لحزب الله والحصن الحصين له، موجود في لبنان غير الشرعي واسرائيل طالته، وبالتالي هل سيرد الحزب على تل أبيب أو حيفا؟”.

واعتبر صخر أن “ضربة اسرائيل بمثابة تحدٍ للحزب لكي يرد واذا لم ينجح هذا الاغتيال فسيرد الحزب على مناطق فارغة مثل كريات شمونة والمطلة والمنارة”.

جابر: “حزب الله” سيمتص الضربة
ومن جهته، قال رئيس “مركز الشرق الأوسط للدراسات” العميد الركن هشام جابر لـ“لبنان الكبير”: “إسرائيل ضربت ضربة محدودة ولم تدمر مربعاً سكنياً والا تشتعل الحرب، واذا كانت محدودة فسيمتصها حزب الله وسينتهي الموضوع عند هذا الحد، خصوصاً أن الحزب لا يريد فتح الجبهة وليست هناك أي ضربة ثانية”.

أبو فخر: رسالة الى الحزب
أما الكاتب الفلسطيني صقر أبو فخر رأى عبر “لبنان الكبير” أن “ضرب قلب الضاحية الجنوبية رسالة الى كل قادة حزب الله بانهم مكشوفون استخبارياً”.

وقال: “اذا فشلت العملية الاسرائيلية في اغتيال فؤاد شكر فستنتهي الأمور عند هذا الحد وبالتالي نعود الى القصف عبر الحدود الجنوبية، اما اذا نجحت العملية وهذا الأمر ضعيف، وتمكنت اسرائيل من اغتيال شكر فسيكون الرد من حزب الله كبيراً”.

الأمين: خرق للضاحية
وفي المقابل، قال المحلل السياسي علي الأمين لـ“لبنان الكبير”: “الحديث عن شخصية مستهدفة هي مدير مشروع دقة الصواريخ في حزب الله فؤاد شكر، وهو قيادي من المؤسسين في الحزب ومستشار الأمين العام للحزب السيد حسن نصر الله والموجود في المجلس الجهادي، ومن الشخصيات العسكرية الأساسية وأبرزها التي تم اغتيالها”.

وأضاف: “ما حدث هو خرق واستهداف للضاحية الجنوبية، اما الحديث عن اغتيال مسؤول عسكري فهو ليس بخروج عن قواعد الإشتباك، والخروج عنها في ضرب الضاحية”.

وتابع الأمين: “حجم الضربة ليس قليلا ومن الصعب أن لا يرد الحزب وهذا غير واضح، هل سيكون خارج المألوف؟ وأعتقد أن الحزب سيكون محرجاً لأن هذا الرد غير سهل واسرائيل من الممكن أن تعتبره من ضمن قواعد الاشتباك بينما الحزب لن يعتبره هكذا وهذا ما سيخلق الجدل”.

أبو فاضل: واقع جديد لن يمر بسهولة
أما المحلل السياسي سيمون أبو فاضل، اشارالى انه “لننتظر حزب الله كيف سيتعامل مع هذه الضربة واذا لم يقع قتيل كبير، الحزب من الممكن أن يقرر عدم فتح المعركة، ولكن اذا تم قتل قيادات فسنكون أمام واقع جديد لن يمر بسهولة”.

وأضاف أبو فاضل عبر “لبنان الكبير”: “في ضوء النتيجة سيرّد حزب الله، فاذا تأكد مقتل مسؤول الحزب سيحدد حجم الرّد، ولكن في الأساس الضربة في قلب الضاحية الجنوبية تشكل تحدياً كبيراً للحزب وتأكيداً من اسرائيل أنها غير ملتزمة بأي قواعد اشتباك أو ضوابط، ونتوقع من الحزب أن يقوم بحسابات لأن اسرائيل تقول انها تريد تكبير المعركة وهذا يؤدي في مفهومها الى ادخال أميركا اليها، فهل هذا هو التوقيت مناسب؟”.

اذاً، يبدو من الواضح، أن الضربة الثانية التي تعرضت لها الضاحية هذه المرة لن تمر مرور الكرام في حال تم تأكيد مقتل شكر خاصةً وان هذه الضربة إستهدفت عمق الحزب، ولم تكن موجهة كالمرة السابقة الى حركة “حماس” عندما إغتالت نائب سابق لرئيس المكتب السياسي لحماس صالح العاروري.

لبنان الكبير

مقالات ذات صلة