«ملكة جمال لبنان» تعوم على بحر من… الكليشيهات: «إنها البطلة الجديدة في الدراما الرمضانية المنتظرة»
«إنها البطلة الجديدة في الدراما الرمضانية المنتظرة». تعليق برز ساخراً على صفحات السوشال ميديا، بعد إعلان تتويج ندى كوسا (26 عاماً) على عرش جمال لبنان في سهرة أقيمت على «واجهة بيروت البحرية» ونقلت مباشرة على قناة lbci. الحدث الذي طغت عليه الفوضى في التنظيم، تزامن مع تسارع الأحداث السياسية في المنطقة بعد إعلان سقوط صاروخ على بلدة مجدل شمس في الجولان السوري المحتلّ. كان المشاهد منشغلاً بقراءة الأخبار العاجلة عن التهديدات الإسرائيلية لضرب لبنان، ويشتّت ذهنه بنظرة سريعة على مرور المتسابقات على المسرح. يأتي انتخاب كوسا ابنة منطقة رحبة في قضاء عكار (شمالي بيروت) بدورتها الحالية، بعد غياب عامين على تجميد المسابقة بسبب الأوضاع السياسيّة الراهنة في البلاد.
رغم الوقت الطويل الذي كان متاحاً أمام منظّمي السهرة لتقديمها بتأنٍّ ونجاح، لكنّ الحفلة جاءت مخيّبة للآمال. كان المسرح صغيراً والإضاءة باهتة، ناهيك بلجنة التحكيم التي تألفت من مجموعة نساء بعدما حملت المسابقة شعار «تمكين المرأة»! في مقابل الحضور الجميل لجورجينا رزق «ملكة جمال الكون» عام 1971، جلست الفاشيونيستا نور عريضة على صفحات السوشال ميديا على كرسي التحكيم، وقد بدا وكأنها أسقطت بالمظلّة على المسابقة. لكن المفاجأة في اللجنة كانت في حضور ميراي حايك صاحبة سلسلة مطاعم «إم شريف» اللبنانية. مع العلم أن حايك لم تسلم قبل أشهر، من حملة انتقادات واسعة بعدما أدلت بتصريحات كشفت فيها عن طريقة تعاملها السيئة مع موظفيها. هذه الخلطة في اللجنة جعلتها ضعيفة، كأنّه تم تركيبها بناء على وساطة أو مقابل دفع مبالغ مالية وسط غياب الحضور الثقافي البارز في اللجنة.
على الضفة نفسها، تسابقت على لقب «ملكة جمال لبنان» 15 شابة من مختلف المناطق اللبنانية، وكان الجامع بينهن ثقافتهن الضحلة وأجوبتهن المليئة بالكليشيهات. صفة باتت ملازمة للمسابقة، إذ تخرج الشابات بأجوبة متسرّعة تدلّ على مدى تراجع الوعي الثقافي أمام الاهتمام بالشكل الخارجي. إذ يأخذ المظهر الخارجي حيّزاً كبيراً من شروط التقدّم إلى المسابقة، مع العلم أنّ لمسة عمليات التجميل كانت حاضرة على وجوه المتسابقات، رغم أنهن في ريعان الشباب.
زكية الديراني- الاخبار