معركة باسيل انتقلت الى أروقة “التيار”: اُعذِر مَن أنذر!!
على الرغم من معاركه السياسية شبه اليومية والتي لا يوفر فيها احداً، فتارة يطلق سهامه في اتجاه الخصوم وما أكثرهم، وطوراً في اتجاه الحلفاء وما اقلهم، لذا ينشط رئيس “التيار الوطني الحر” جبران باسيل، في إعلان المواقف الفجائية التي تبقيه على مدى ايام نجم الساحة السياسية. لكن وقبل ايام انتقلت معاركه الى داخل أروقة “التيار” الامر الذي فاجأ الجميع، اذ كان دائماً يحاول إبعاد هذا الملف عن الاضواء، كذلك نوابه الذين بدورهم كانوا يتحاشون سرد ما يجري من خلافات داخل جدران التيار البرتقالي، وينكرون ما يقال في وسائل الاعلام، معتبرين أنّ الخلافات الداخلية تجري دائماً داخل الاحزاب والتيارات السياسية، لكنها تبقى ضمن عنوان غيمة صيف عابرة، فيما هذه المرة ومع إطلاق المواقف الحادّة من قبل النائب باسيل، خلال عشاء هيئة قضاء المتن في “التيار الوطني الحر” الذي اقيم قبل ايام قليلة، انقلب الوضع راساً على عقب، حيث أطلق باسيل سلسلة رسائل و “لطشات” الى النواب المنتفضين وغير الملتزمين بمواقفه وآرائه، وكأنه أراد ان يوضح أنّ قراراً سيتخذ قريباً بشأن بعض النواب العونيين المختلفين سياسياً معه.
في هذا الاطار علمت “الديار” بأنّ الاخير سيتخذ قرارات هامة مرتقبة في هذا الشأن، لكنه ما زال يعطي بعض الفرص للنواب المنتفضين عليه والذين باتوا معروفين وعددهم لا يتجاوز الاربعة ، على الرغم من تلقيه نصائح من بعض النواب في تكتل “لبنان القوي” ومن بعض المقرّبين بعدم الإقدام على هذه الخطوة، لانها ستؤثر سلباً في “التيار” من كل النواحي، وبالتالي فالتوقيت اليوم غير ملائم، لذا اراد باسيل إطلاق هذه المواقف في العلن بعد اشهر عديدة من الصمت، علّها تهدي معارضيه بحسب ما يعتبر، مع الإشارة الى انه تلقى الضوء الاخضر من رئيس الجمهورية السابق ميشال عون، باتخاذ القرار الذي يراه مناسباً وهو سيؤيده بذلك.
الى ذلك، اختار باسيل عشاء “التيار” ليقول المستور، فشنّ حملة عنيفة على منتقديه في تكتل “لبنان القويّ” في حضور الرئيس السابق ميشال عون، وكأنه أراد التمهيد لما سيقوم به ضمن شعار” اُعذر من أنذر” اي رسالة اخيرة لهم كي يعودوا برأيه الى قواعده سالمين، فتحدث بنبرة قوية يسودها العتاب على “الرفاق” قائلاً: “انّ الديموقراطية الزائدة في تيارنا تسبّبت بالفوضى، لقد شبعنا خيانة والأمور تخطّت الحدود، النظام نلتزم فيه ونعدّله حسب الأصول. وكان يجب علينا أن نعدّله فاختيار النواب لا يخضع فقط لاستطلاع الرأي، إنّما ايضاً لتقييم الشخص إذا كان ملتزماً أو لا”، مضيفاً: “تابعتم انتخابات فرنسا الأخيرة ورأيتم كيف على الهواء وبدقيقة تم طرد نواب من أحزاب بسبب عدم الالتزام، نحنا صار إلنا أكثر من سنتين عم نطوّل بالنا، يصل نائب بأصوات التيار لكن لا نستطيع أن نضمن التزامه بكتلتنا لأننا لا نعرف إذا كان سيلتزم معنا أو سيكون ضدنا، تخيّلوا ان يحدث هذا الأمر في حزب ثان في لبنان أو في خارجه”.
النائب باسيل أكد رفضه لأي تمايز من النواب عن مواقف “التيار”، وبدا وكأنه اتخذ القرار بعدم إبقاء اي نائب معارض لمواقفه من الان فصاعداً، على الرغم من كل التداعيات السلبية التي ستظهر، وكأنه اراد القول: “الكيل طفح وانظروا الى باقي الاحزاب التي تسارع الى طرد اي نائب او مسؤول أخلّ بقرارات رئيسه”، وهذا يعني الدفاع عن نفسه مسبقاً لانّ كل الاحزاب تفعل ما سيقوم به قريباً.
في السياق يعتبر مسؤول سابق في “التيار” تم طرده منذ سنوات من قبل النائب باسيل، أن ما يجري اليوم يؤكد أنّ الآتي أعظم، وأن الخسارة تتوالى وسيضعف “التيار” اكثر مما هو ضعيف سياسياً اليوم، بسبب السياسة الخاطئة التي يتخذها باسيل من كل النواحي، ورأى أنّ النواب المعارضين له هم من خيرة النواب، كذلك المسؤولون السابقون الذين طردوا هم من ابرز المؤسسين والمناضلين في “التيار الوطني الحر” وبشهادة الجميع.
صونيا رزق- الديار