هل قرار مهاجمة لبنان على صعيد واسع…اتُخذ في تل ابيب؟
ترتفع تدريجيا نبرة القيادات العسكرية الاسرائيلية تجاه لبنان. ففي وقت تستعجل هذه القيادات الصفقة ووقف النار في غزة، فإنها في المقابل، لا تنفكّ تهدد بأنها باتت جاهزة للحرب على الحدود الشمالية للكيان العبري، لـ”التخلّص” من وجود حزب الله في هذه المنطقة، في معطًى مُقلق، بحسب ما تقول مصادر سياسية مراقبة لـ”المركزية”.
في الساعات الماضية وبالتزامن مع وجود رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو في واشنطن حيث يجري محادثات تتعلق في جزء واسع منها، بالاوضاع على الحدود الجنوبية اللبنانية، ازدادت وتيرة الوعيد العسكري العبري. امس مثلا، توجه قائد القيادة الشمالية في الجيش الإسرائيلي إلى مقاتلي لواء جولاني بالقول “عندما يحين الوقت ونبدأ الهجوم على لبنان، سيكون هجوماً حاسماً وقاطعاً”، مؤكدًا “أننا ملتزمون بتغيير الواقع الأمني في الشمال، ليتمكن جميع سكان المطلة وكل سكان الشمال من العودة إلى منازلهم”. وأعلن القضاء على أكثر من 500 شخص في لبنان، معظمهم من حزب الله، وتدمير آلاف البنى التحتية الارهابية على حد قوله.
اما الخميس، فقال قائد سلاح الجو الإسرائيلي مِن الحدود مع لبنان، ومِن قاعدة رامات الجوية تحديدا، والتي صوّرها “هدهد” حزب الله الاربعاء: نحن مستعدون للحرب وسنواجه “العدو”، وستكون هناك مفاجآت.
فهل تدل هذه النبرة على ان قرار مهاجمة لبنان على صعيد واسع، اتُخذ في تل ابيب؟ الامر وارد بقوة، تجيب المصادر. وهنا لا بد من التوقف عند اجواء إعلامية يتم تعميمها في الكيان العبري، تقول ان الحرب ستحصل سواء وافق البيت الابيض ام لم يوافق. فقد نقلت صحيفة “تايمز أوف إسرائيل” عن مسؤول إسرائيلي معلومات تُفيد بأنّ “إسرائيل لن تنتظر الضوء الأخضر من الولايات المتحدة للقيام بأيّ نشاط عسكري من أجل دفع “الحزب” بعيداً من الحدود”. بينما نقلت “القناة 12 الإسرائيلية” عن ضابط مخابرات في احتياط حرس الحدود الإسرائيلي امس قوله “نتنياهو اكتسب الشرعية الكاملة في الولايات المتحدة للحرب في لبنان”، مشيراً إلى أنّه “خلال يوم هبوطه في إسرائيل، سيذهب إلى مقرّ قيادة عمليات الجيش ومن هناك سيبدأ الحرب على لبنان”.
فهل الغاية مِن كل هذه المواقف والمعلومات والمعطيات، الضغط على حزب الله من اجل السير بالحل الدبلوماسي من دون مزيد من التأخير؟ ام ان المهلة المعطاة للدبلوماسية انتهت وبات كل شيء جاهزا في اسرائيل لشن الحرب على لبنان برضى واشنطن او مِن دونه؟! الخشية كبيرة مِن ان يكون الخيار الثاني بات الاكثر ترجيحا في ظل رفض الحزب التراجع الى شمالي الليطاني، تختم المصادر.
المركزية