التحرك اليمني نقل الحرب الى مرحلة جديدة: إسقاط معادلة “أمن” تل أبيب يحرّك واشنطن!!
كما كان متوقعاً، يعمد رئيس حكومة العدو بنيامين نتانياهو الى محاولة تمرير الوقت امام المفاوضات الى حين سفره الى الولايات المتحدة الاميركية، فهو لا يُريد لا الموافقة ولا الرفض قبل ذلك، ويترك له هامش التحرك بعد الزيارة ونتائجها التي باتت منتظرة في المنطقة ككل.
من هنا كان نتانياهو يسعى الى التصعيد العسكري في غزة لمحاولة تحقيق بعض الاهداف العسكرية التي يحملها معه الى أميركا، وذلك كان المحور يعتمد نفس السياسة إنما لاجل الضغط على اسرائيل لوقف الحرب، ومن هنا كان التصعيد على أشده في الأيام الماضية الى حدّ وصوله لكسر معادلة تل أبيب من الجبهة اليمنية.
منذ أسبوعين تقريباً ومع بدء الحديث عن التفاوض بين الاسرائيليين وحركة المقاومة الفلسطينية حماس قرر محور المقاومة زيادة الضغط العسكري على تل أبيب، ولذلك تم تفعيل العمل العسكري في العراق، بحدوده الدنيا بحسب مصادر متابعة لمسار الحرب، وتم الاتفاق على تنفيذ عملية يمنية كبرى تطال تل أبيب وهو ما حصل، أما في لبنان فكان القرار باستمرار الوضع على ما هو عليه والإبقاء على معادلة الرد على التصعيد بالتصعيد، وعدم اتخاذ أي إجراءات مبادرة، فكانت معادلة استهداف مستوطنات جديدة رداً على استمرار ضرب المدنيين.
إذ تؤكد المصادر أنه على خلاف ما ينقله البعض في اسرائيل وخارجها، فإن التصعيد اليمني كان بقرار مشترك من قادة محور المقاومة، لأن البعض ذهب بالتحليل الى حدّ القول أن اليمنيين تصرفوا بمعزل عن موافقة البقية، وهو ما ليس صحيحاً على الإطلاق، لأن العمل العسكري الوحيد الذي حصل دون تنسيق عسكري كامل بين قوى المحور كان عملية طوفان الأقصى في 7 تشرين الأول من العام الماضي.
تكشف المصادر أن الضربة اليمنية لاسرائيل جعلت التحرك الاسرائيلي المباشر متوقعاً بالنسبة للمحور، مشيرة الى أن اليمنيين عندما استهدفوا تل أبيب كانوا يدركون أن الرد سيكون من اسرائيل لأنها مجبرة على فعل ذلك لمحاولة استعادة ردعها، بعد أن كانت طيلة السنوات السابقة هي التي تبادر والقوى الاخرى تبحث عن وسائل الردع، وتؤكد المصادر أن الضربة حرّكت الأميركيين، فأرسلوا رسائل عبر وسطاء الى طهران تتحدث عن ضرورة خفض الصراع، مشيرة الى أن الإجابات كانت بأن اسرائيل هي الأولى بالضغوط الأميركية، فقرار الحرب بيدها، كما قرار وقف الحرب.
منذ ساعات اعلن وزير الطاقة الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، عن “تقدم ملموس نحو إبرام صفقة ونحن الآن في أسبوعين مصيريين”، وهذا الكلام بالنسبة للمصادر يتعلق بزيارة نتانياهو الى اميركا، فعندما يعود منها هناك ثلاثة سيناريوهات، الأول هو اتفاق نتانياهو مع الاميركيين على المضي بالصفقة وبالتالي بدء النهاية بالنسبة للحرب، والثاني هو عودة رئيس حكومة العدو بمزيد من التشدد والمضي نحو التصعيد واستمرار الحرب وعندها ستكون كل الخيارات مفتوحة بعد وصول الى التصعيد الى حد استهداف تل أبيب والرد الاسرائيلي المباشر على اليمن وهو ما لن يكون بالإمكان العودة الى ما قبله، والثالث هو استمرار نتانياهو بحال المراوحة بانتظار الانتخابات الاميركية، وهنا تُشير المصادر الى أن السيناريو الثالث سيكون بالنسبة للمحور مشابهاً للثاني، لأن استمرار الحرب على غزة سيكون له تداعيات كبيرة.
إذا بحسب المصادر فإن التحرك اليمني نقل الحرب الى مرحلة جديدة، والكرة اليوم في ملعب نتانياهو والأميركيين، علماً ان انسحاب بايدن من السباق الرئاسي، يعني اقتراب جدي من دخول أميركا في زمن الانتخابات، وهنا نكون أمام أسابيع حاسمة في المنطقة.
محمد علوش- الديار