“تعطلّت لغة الكلام” بين القوات والثنائي… وهل تبنّى جعجع كلام بو عاصي عن آل جنبلاط؟
الاوضاع الداخلية عاصفة بالتباينات العميقة والخطابات التحريضية التي تجاوزت الخطوط الحمراء في مفاصل عديدة بين الحزب التقدمي الاشتراكي والقوات اللبنانية على اثر التسريب الصوتي للنائب القواتي بيار ابي عاصي وما حمله من كلام سبق أن قيل مثله في عملية التخاطب السياسي بين القوى الداخلية اللبنانية. هذا واعتبر النائب بيار ابو عاصي ان آل جنبلاط غير لبنانيين ولا ينتمون الى الطائفة الدرزية وانهم اكراد، هذا الكلام استدعى ردا عنيفا من النائب وائل ابو فاعور داعيا ابي عاصي الى اجراء استفتاء ليرى مدى ولاء الدروز بكل اطيافهم لوليد جنبلاط ولآل جنبلاط، رغم ان المعارضة تضع كلام ابي عاصي في خانة الرد على بعض المواقف الاشتراكية الاخيرة، وعادت وذكرت بكلام وليد جنبلاط في جلسة مع كبار مشايخ الدروز منذ سنوات، عندما وصف الموارنة “بالجنس العاطل” ولم تقم القيامة.
وفي المعلومات، ان الاشتراكي ارسل الشريط المسجل الى الدكتور جعجع طالبا توضيحا واعتذارا على هذا الكلام وحتى الان، الجواب لم يأت. فهل هذا يعني تبنيا من جعجع لكلام بيار ابو عاصي عن آل جنبلاط؟ وسيكون للامر تداعيات على مستقبل العلاقة بين الطرفين في الجبل اذا لم يتم توضيح الامور.
اما المشكلة الثانية التي تعصف بالبلد، فتتعلق بالجيش اللبناني والخلافات داخل المؤسسة الضامنة للسلم الاهلي ووحدة اللبنانيين والاصرار على تشويه صورتها وصولا الى هز السلم الاهلي، وبعد أن كانت هذه المؤسسة المثل والمثال لخلاص اللبنانيين بدات التسريبات تلفحها، ولايمر يوم، الا واخبار المؤسسة تتصدر عناوين الصحف عن امتحانات المدرسة الحربية ومنع فلان وعلان من دخول وزارة الدفاع، والتلاعب بالفواتير و “بونات” المحروقات وصولا الى ازمة رئيس الأركان وعدم تسلمه لمسؤولياته حتى الان، رغم اتصالات جنبلاط في هذا الشأن، وعلم ان قيادات الطائفة الدرزية ابدت استياءها الشديد من عدم شمول تسوية الحربية رئاسة الأركان وكان الأحرى بالوزير عباس الحلبي تطيير النصاب والخروج من الجلسة، خصوصا ان الوزير الدرزي الثاني عصام شرف الدين كان غائبا، وعلم ان رئيس تيار التوحيد العربي وئام وهاب زار الرئيس ميشال عون وشرح له موضوع رئاسة الأركان متمنيا عليه التدخل مع وزير الدفاع لحل الملف، ووعد عون خيرا…
اما المشكلة الثالثة فتتعلق بانقطاع لغة التخاطب بين الثنائي الشيعي والقوات اللبنانية ونواب المعارضة، واللقاء الذي كان مقررا الجمعة بين المعارضة وكتلة التنمية والتحرير طار، والغت حركة امل الموعد الى اجل غير مسمى، فيما اللقاء الذي كان مقررا اليوم بين نواب المعارضة وحزب الله طار ايضا ولم يحدد اي موعد جديد والالغاء جاء من حزب الله، وسئل الرئيس بري، عن قول المعارضة وجعجع “بالا يمكن للمجلس ان يفتح أبوابه لانتخاب رئيس من دون حوار” فرد رئيس المجلس بالقول “المجلس مفتوح واذا هو ما بدو يجي شو بعملو”.
التطورات الإقليمية
التطورات الداخلية المقلقة تتزامن مع ظروف صعبة في منطقة ترقص على حافة الهاوية، وعندما يصف حزب الله في بيانه المتعلق بادانة الهجوم الجوي الاسرائيلي على اليمن ان “الخطوة الحمقاء التي اقدم عليها العدو الصهيوني هي ايذان بمرحلة جديدة وخطرة من المواجهة بالغة الاهمية على مستوى المنطقة برمتها” مما يؤشر الى خطورة الاسابيع المقبلة جراء اصرار نتنياهو على الهروب الى الامام والدفع الى مواجهة شاملة وتحديدا اميركية ـ ايرانية بمساعدة فريق الصقور داخل الولايات المتحدة مستفيدا من عجز بايدن والانقسامات داخل ادارته حول الامر، مما ادى الى ظهور الولايات المتحدة باسوأ صورة لها منذ قيامها، وانها غيرة جديرة بقيادة العالم الذي بات من دون رأس او مرجعية، مما يعطي حرية الحركة لنتنياهو لتنفيذ ما يريد ودفع الامور الاقليمية الى المواجهات.
هذه التطورات تفرض حسب مصادر عليمة من كل القوى السياسية التعامل بواقعية مع التطورات السياسية الداخلية والاستنفار على كل المستويات والاسراع في انتخاب رئيس للجمهورية، لان الفرصة قد تكون سانحة للبننة الاستحقاق نتيجة غرق الكبار بمشاكلهم الداخلية. وكشفت معلومات ان سفراء الخماسية ابلغوا المسؤولين تراجع اهتمام بلدانهم بالملف الرئاسي بعد سحبه من التداول، وانه غير مطروح مطلقا على الطاولة، ويتلاقى هذا الكلام مع التسريبات عن اللقاء الاخير بين هوكشتاين ولودريان وابلاغ الموفد الاميركي نظيره الفرنسي بان بلاده وضعت الملف الر ئاسي جانبا في ظل تحكم حزب الله فيه وعدم القدره على تجاوزه في الاتصالات الجارية، ولا بد من انتظار ظروف افضل للمفاوضات، مع العلم ان تسريبات يتم التداول فيها عن اقصاء هوكشتاين عن الملف اللبناني الداخلي وضمه الى الفريق المسؤول عن الحملة الرئاسية الديموقرطية، هذه التسريبات جاءت من فاعليات لبنانية في ميشغان على تواصل دائم مع المبعوث الاميركي، ويلتقي التوجه الاميركي مع الموقف السعودي بتأجيل الملف، كما ان مسؤول المخابرات القطرية اللواء فهد اجل زيارته الى بيروت فيما السفير المصري لا يملك الا “الدعوات الصادقة”.
رضوان الذيب- الديار