قائد فيلق القدس قاآني تفقّد الجبهات المساندة: مصادر دبلوماسيّة تحذّر والتصعيد مستمرّ لما بعد 24 تمّوز!
مصادر “المحور” تتوقّع تصعيداً في لبنان وعلى كلّ الجبهات بعد جولة قاآني
لماذا زار قائد فيلق القدس اللواء إسماعيل قاآني لبنان واليمن والعراق؟ وما هو الهدف من هذه الزيارة؟ وهل وصل إلى جبهة جنوب لبنان على خطوط القتال مع إسرائيل؟ وما علاقة هذا بالحديث عن احتمال توسّع الحرب؟
كشفت مصادر مطّلعة في قوى المقاومة لـ”أساس” أنّ قائد فيلق القدس اللواء إسماعيل قاآني قام بجولة تفقّدية في كلّ جبهات المساندة في المنطقة. وذلك في إطار مواجهة التصعيد الإسرائيلي واستعداداً لمواجهة أيّة تطوّرات خطيرة قد تحصل في المرحلة المقبلة، ولا سيما بعد زيارة رئيس الحكومة الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لأميركا.
لفتت المصادر إلى أنّ المواقف التي أطلقها الأمين العام للحزب في يوم العاشر من محرّم حول الردّ على أيّ تصعيد إسرائيلي بتصعيد مضادّ تؤكّد استعداد قوى المقاومة لكلّ الاحتمالات في ظلّ فشل المفاوضات حول وقف إطلاق النار في غزة، وأنّ قيام أنصار الله في اليمن بإطلاق طائرة مسيّرة فوق تل أبيب يشكّل نموذجاً لأحد ردود المقاومة على التصعيد الإسرائيلي، الذي كان آخره قبل ساعات قصفاً استهدف مدنيين في الجميجمة أسقط أكثر من 20 بين قتيل وجريح.
ما هو رأي واشنطن؟
في المقابل تحدّثت مصادر مطّلعة على ما يدور في واشنطن عن المعطيات الآتية:
– الزيارة الأخيرة لوزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت لأميركا أدّت إلى حصول إسرائيل على مساعدات عسكرية أميركية كبيرة، ومنها 1,500 قنبلة خارقة للسواتر والأنفاق على عمق 50 متراً.
– هذه القنابل قد يكون هدفها قيادات حماس في غزة وقيادات الحزب في لبنان.
– تمّ فتح مخازن الأسلحة الأميركية النوعية للجيش الإسرائيلي دون قيود.
– هناك فريق أميركي مهمّ داخل الإدارة الأميركية يدعم العمليات العسكرية الإسرائيلية في غزة للقضاء على حركة حماس، وهذا يتناقض مع كلّ المواقف الأميركية التي تدعو إلى وقف إطلاق النار والوصول إلى اتفاق مع حركة حماس.
– الفريق يضمّ شخصيات فاعلة في وزارة الخارجية ووزارة الدفاع والبيت الأبيض، وهو صاحب القرار حالياً بشأن الشرق الأوسط.
تصعيد على كلّ الجبهات
في ضوء هذه المعطيات توقّعت المصادر الأميركية الآتي:
– أن نشهد المزيد من التصعيد على كلّ الجبهات دون أن تصل التطوّرات إلى حرب واسعة.
– أن تتركّز العمليات على الاغتيالات والاستهداف الموضعيّ لبعض المناطق، سواء في غزة أو لبنان.
– لا تستبعد هذه المصادر أن يكون الهدف جرّ الحزب والمقاومة إلى ردود فعل كبيرة قد تبرّر قيام الجيش الإسرائيلي بتدمير واسع للبنى التحتية في لبنان من دون القيام بعملية برّية.
في ضوء كلّ هذه الأجواء جاءت مواقف الأمين العامّ للحزب في يوم العاشر من محرّم، وكذلك مواقف القائم بأعمال وزارة الخارجية الإيرانية علي باقري كني التي حذّرت إسرائيل من القيام بعملية عسكرية ضدّ لبنان لأنّ ذلك سيؤدّي إلى تدخّل دول المنطقة وليس فقط قوى المقاومة.
مصادر دبلوماسيّة تحذّر
هذه المعطيات تؤكّدها العديد من المصادر الدبلوماسية في بيروت التي تحذّر من زيادة التصعيد الميداني على كلّ الجبهات، وخصوصاً جبهة الجنوب. ويعمد العديد من الدبلوماسيين الأجانب في بيروت إلى رصد التطوّرات الميدانية وتأثير ذلك على الأوضاع اللبنانية الداخلية، وخصوصاً على البيئة القريبة من الحزب. كما يعمد هؤلاء الدبلوماسيون إلى إجراء عمليّات استطلاع غير مباشرة حول الأوضاع الميدانية والتطوّرات الشعبية ومدى قدرة البيئة الجنوبية على تحمّل المزيد من التصعيد. وكذلك يستطلعون أفق العلاقات بين الحزب والجماعة الإسلامية وحركة حماس، والأوضاع داخل البيئة الشيعية بعد عشرة أشهر من الحرب.
بانتظار نتائج زيارة رئيس الحكومة الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لواشنطن ومعرفة أفق الأوضاع السياسية والميدانية يبقى خيار التصعيد هو الأقوى، إلا إذا حصلت مفاجأة معيّنة للوصول إلى اتّفاق لوقف إطلاق النار في غزة، وهو ما قد يغيّر كلّ المعطيات السياسية والميدانية.
قاسم قصير- اساس