كلمتان باللغة الفارسية “دم وخنزير”: ماذا لو كانت إيران خلف محاولة اغتيال ترامب؟

بعد محاولة الاغتيال الفاشلة للرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب، وفي ذروة المعركة الانتخابية الرئاسية في الولايات المتحدة، لم تستبعد واشنطن أي احتمال، فالعملية لو نجحت، لكان هناك احتمال أن تُدخل الولايات المتحدة في حرب أهلية أو اضطرابات لا تُحمد عقباها، لذلك تعكف أجهزة الاستخبارات الأميركية والمؤسسات الأمنية على تحقيقات دقيقة حول ارتباطات منفّذ العملية توماس ماثيو كروكس الذي قُتِلَ فوراً خلالها.

لا شك في أن مروحة أعداء ترامب كبيرة وواسعة، تبدأ من الداخل ولا تنتهي في الخارج، لكن ثمة من طرح إمكان تورّط إيران في ذلك، نتيجة تلقّي الأجهزة الأميركية معلومات وإشارات حول عملية إيرانية قيد التحضير لاغتيال الرئيس السابق إنتقاماً لاغتيال قائد “فيلق القدس” قاسم سليماني عام 2020.

لكنّ صحافياً لبنانياً مقيماً في واشنطن استبعد ذلك، معتمداً على معلومات من مصادر أمنية أميركية بأن محاولة الاغتيال التي جرت منذ أيام في بنسلفانيا منفصلة عن هذا السياق بل لا صلة لها بتهديدات ايران وما كانت تخطط له.

ويعتبر أن التهديدات الايرانية بالإنتقام لا تشمل ترامب وحده بل بعض المسؤولين السابقين في إدارته أيضاً، لذلك كان هناك تتبع أميركي لهذه التهديدات منذ فترة طويلة، وقد نُشرت تقارير أميركية حتى في الـ”سي أن أن” وصحيفتي “واشنطن بوست” و”نيويورك تايمز”، تقارب عملية الاغتيال من زاوية إيران، إلا أن الأخيرة سخرت من هذه الاتهامات واعتبرتها مغرضة وخبيثة، وقد جاء النفي من البعثة الايرانية في الأمم المتحدة، لافتة إلى أن ترامب مجرم يجب محاكمته ومعاقبته أمام محكمة لأنه أمر باغتيال الجنرال سليماني. وقد اختارت إيران المسار القانوني لتقديمه إلى العدالة، علماً أن قائد الطيران في الحرس الثوري الايراني أمير علي حاجي زاده هدّد علناً للتلفزيون الرسمي في شباط 2023، بـ”إننا نتطلع إلى قتل ترامب!”.

ونشرت وسيلة اعلامية مقرّبة من الحرس الثوري الايراني مجموعة من الصور لترامب مضرجاً بالدماء مع عنوان رئيسي من كلمتين باللغة الفارسية: “دم وخنزير”.

وأوضح الصحافي اللبناني في واشنطن وهو خبير في الشؤون الايرانية أن غالبية وسائل الاعلام الايرانية الرسمية مُنِعَت من نشر صور ترامب الجريح، ومعظم المطبوعات عزا محاولة الاغتيال إلى الانقسام السياسي الأميركي، معتبراً أن نظامها الديموقراطي يعاني من التشقق ونسجت سيناريوات عديدة في هذا المجال، وبعضها الآخر اعتمد نظرية المؤامرة متهماً ترامب نفسه بإفتعال عملية الاغتيال حتى يكسب تعاطف الرأي العام الأميركي المتردد.

ويذهب الصحافي إلى أبعد من ذلك، كاشفاً أن لدى المسؤولين في النظام الايراني خشية من استغلال محاولة اغتيال ترامب ونسج سيناريوات استخباراتية لإلصاق التهمة بإيران للنيل من نظامها كما حصل مع نظام صدام حسين في العراق و”القاعدة” و”طالبان” في أفغانستان إثر عملية 11 أيلول.

ولم تكن تصريحات مستشار الأمن القومي الأميركي جيك سوليفان بعيدة عن هذا الموضوع قبل محاولة الاغتيال، محذّراً ايران من تنفيذ عمليات إرهابية داخل الولايات المتحدة وأماكن أخرى حول العالم، ومتوعّداً لها بـ”عواقب وخيمة”.

وأكّد الصحافي اللبناني أن الادارة الأميركية الحالية الموشكة على الرحيل لن تُقدم على شيء، “إلا أن ترامب إذا فاز في الانتخابات، فقد يستخدم محاولة اغتياله لتحقيق هذا الهدف والاقتصاص من النظام الايراني، مستفيداً من التعاطف الدولي معه، هذا ما حصل سابقاً مع رؤساء أميركيين سابقين لتغيير أنظمة معيّنة”.

مع ذلك، قلّل الصحافي من إمكان حصول ذلك، لأن المعلومات التي توافرت للأجهزة الأمنية الأميركية عن التهديدات الايرانية لاغتيال ترامب منفصلة عن محاولة الاغتيال الأخيرة، بحيث تشير الخيوط إلى أن إيران لا علاقة لها بالحادثة لا من قريب ولا من بعيد.

من جهة أخرى، هناك جهات سياسية أخرى، لا تزال تسير في هذه الاحتمالية، مؤكّدة أن أي عملية اغتيال لترامب تقوم بها إيران انتقاماً لسليماني ستكون مموّهة كما حصل السبت الفائت، وبالتالي هي تعلم لو كشفت نفسها بأنها خلف هذه المحاولة وهي التي خطّطت لها، فستؤدي إلى تصعيد كبير يقودها إلى خطر الحرب، لذلك ينهمك المسؤولون الأميركيون في تحديد ما إذا كان الأمر مجرد طموح إيراني أم أن هناك خطة ملموسة.

جورج حايك- لبنان الكبير

مقالات ذات صلة