محمد الضيف: كابوس إسرائيل الناجي من 7 محاولات اغتيال

قلما يتحدث محمد الضيف، القائد العسكري لحركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) وأحد واضعي خطط “طوفان الاقصى” في 7 تشرين الاول/اكتوبر الماضي، كما أنه لا يظهر أبداً في العلن مما ساعده على الإفلات من سبع محاولات إسرائيلية لاغتياله.

وقال جيش الاحتلال الإسرائيلي إن الضيف كان هدفا لضربة جوية إسرائيلية السبت على مدينة خان يونس في قطاع غزة. وفيما قال مسؤول أمني إنه لم يتضح ما إذا كان الضيف قد استشهد، نفت “حماس” تلك المزاعم بالكامل.

وعلى مدى شهور منذ هجوم 7 أكتوبر، يُعتقد أن الضيف كان يوجه العمليات العسكرية لـ”حماس” من الأنفاق والشوارع الخلفية في غزة، إلى جانب آخرين من كبار القادة، كما ذكرت وكالة “رويترز”.

وترقى الضيف في صفوف الحركة على مدى أكثر من 30 عاما، إذ طور شبكة الأنفاق وأكسب الحركة خبرة في صنع المتفجرات. ويتصدر الضيف قائمة المطلوبين لدى إسرائيل منذ عقود، ويُتَّهم بأنه وراء مقتل عشرات الإسرائيليين في تفجيرات.

وشكل الضيف واثنان آخران من قادة حماس في غزة مجلساً ثلاثياً خطط لهجوم 7 أكتوبر الذي أدى وفقا للإحصاءات الإسرائيلية إلى مقتل 1200 شخص واحتجاز أكثر من 250 شخصاً، وهو الهجوم الأكثر دموية الذي تتعرض له إسرائيل على مدى 75 منذ إعلان قيام الدولة.

وعقب الهجوم، توعدت حكومة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بالقضاء على الرجال الثلاثة، وهم يحيى السنوار رئيس حماس في غزة، والضيف، ومروان عيسى نائبه الذي أعلنت إسرائيل استشهاده في آذار/مارس الماضي.

وأعلن الضيف “طوفان الأقصى” إسماً للهجوم في تسجيل صوتي تم بثه، وأشار إلى أن الهجوم يأتي ردا على “الاقتحامات” الإسرائيلية للمسجد الأقصى.

ووفقا لمصدر مقرب من حماس فإن الضيف بدأ التخطيط للعملية بعد مداهمة تعرض لها ثالث أقدس مسجد لدى المسلمين في أيار/مايو 2021 وأثارت غضب العالم العربي والإسلامي.
وقال المصدر إن الهجوم “سببه اللقطات التي أظهرت اقتحام المسجد الأقصى خلال شهر رمضان، وضرب المصلين والاعتداء عليهم، وسحب الشيوخ والشباب إلى خارج المسجد… لقد أشعل هذا الغضب”.

غضب في الأقصى
لا تتوافر سوى ثلاث صور للضيف، إحداها وهو في العشرينات، وأخرى وهو ملثم، والثالثة لظله وهي التي تم استخدامها عندما تم بث التسجيل.

ونظراً لأنه قلما يتحدث ولا يظهر أبدا على العلن، فعندما أعلنت فضائية الأقصى التابعة حماس أنه سيلقي كلمة يوم 7 أكتوبر، أدرك الفلسطينيون أن الأمر جلل. وقال الضيف (58 عاما) في التسجيل الصوتي: “يا أحرار العالم، اليوم ينفجر غضب الأقصى وغضب شعبنا وأمتنا وأحرار العالم… مجاهدينا الأبرار هذا يومكم لتُفهموا العدو المجرم أنه قد انتهى زمنه”.

وقال المصدر المقرب من “حماس” إن قرار الإعداد للهجوم تم اتخاذه بشكل مشترك بين الضيف قائد هيئة أركان كتائب القسام، والسنوار زعيم حماس في غزة، ولكن كان من الواضح من كان مهندس الهجوم. وأضاف: “هناك عقلان، ولكن المدبر واحد”، مضيفاً أن المعلومات حول العملية لم تكن معروفة سوى لعدد قليل من قادة حماس.

وقال مصدر أمني إسرائيلي إن الضيف شارك بشكل مباشر في التخطيط والجوانب العملياتية للهجوم. وتضمنت الخطة كما تصورها الضيف جهداً طويلاً في الخداع. وجرى إيهام إسرائيل بأن حماس، لا تأبه بإشعال صراع بل تركز على التنمية الاقتصادية في غزة التي تسيطر عليها.

وكان مقاتلو الحركة يتلقون التدريب والإعداد على مرأى من الجيش الإسرائيلي في كثير من الأحيان، حسبما قال مصدر مقرب من حماس.

وطلب مكتب المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية في شهر أيار/مايو إصدار مذكرات اعتقال بحق الضيف والسنوار ومسؤول ثالث في حماس على إثر هجوم 7 أكتوبر ، كما طلب إصدار مذكرات اعتقال بحق نتنياهو ووزير الدفاع الإسرائيلي بسبب الرد الإسرائيلي.

وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي إن هدف الحملة العسكرية الإسرائيلية على قطاع غزة هو القضاء على حماس. ورفضت كل من إسرائيل وحماس اتهامات المحكمة الجنائية الدولية، واعترضتا على أسلوب إعلان طلب إصدار مذكرات الاعتقال الذي صدر في اليوم ذاته وبدا أنه يسوي بين الطرفين رغم أنهما يواجهان اتهامات مختلفة.

عشرات السنين مع حماس

ولد الضيف باسم محمد المصري عام 1965 في مخيم خان يونس للاجئين الذي أنشئ بعد الحرب العربية الإسرائيلية العام 1948، واشتهر باسم محمد الضيف بعد انضمامه إلى حماس خلال الانتفاضة الأولى، أو الانتفاضة الفلسطينية، التي بدأت عام 1987.

وقال مصدر في حماس إن إسرائيل اعتقلت الضيف عام 1989 وقضى نحو 16 شهرا في الأسر.

وحصل الضيف على شهادة في العلوم من الجامعة الإسلامية بغزة، حيث درس علوم الفيزياء والكيمياء والأحياء. وأبدى انجذابه للفنون أيضا إذ ترأس لجنة الترفيه بالجامعة وأدى أدواراً في أعمال كوميدية على خشبة المسرح.

ونجا الضيف من سبع محاولات إسرائيلية لاغتياله. وقالت مصادر في حماس إنه فقد إحدى عينيه وأصيب بجروح خطيرة في إحدى ساقيه في واحدة من تلك المحاولات. واكتسب نظرا لنجاته من محاولات الاغتيال وقيادته للجناح العسكري لحماس مكانة البطل الشعبي الفلسطيني.

كما استشهدت زوجته ووليد له كان عمره سبعة أشهر فقط وابنة في الثالثة من عمرها في غارة جوية إسرائيلية في عام 2014.

المدن

مقالات ذات صلة