“عروبة” جنبلاط جرس إنذار: لا تقدم في غزة والجنوب… والحرب مستمرة

مؤشران أساسيان يدلان على أن الهدنة في غزة غير سالكة؛ والحرب مستمرة على جبهتي القطاع الفلسطيني والجنوب اللبناني.

أولاً، استمرار الموفد الأميركي آموس هوكشتاين في قضاء فرصته السنوية ورحلته العائلية من جهة، وعدم حضور الموفد القطري جاسم آل ثاني “أبو فهد” الى بيروت من جهة أخرى.

أما المؤشر الثاني، فهو استشعار رئيس الحزب “الاشتراكي” السابق وليد جنبلاط بمخاطر المرحلة وحراكه غير المنقطع لتحصين الوحدة الوطنية وحماية البيت الدرزي الداخلي من أي تداعيات تأتيه من داخل فلسطين المحتلة، إذ انه في لحظة مصيرية كحرب غزة، وحّد الصف الدرزي بالتكافل والتضامن مع رئيس الحزب “الديموقراطي” طلال ارسلان في بيصور باتجاه القضية الفلسطينية، وظهّر عمق الموقف الدرزي المتوارث الداعم والمناضل والمقاوم في سبيل فلسطين. ولم يتوانَ جنبلاط عن إضفاء الطابع السياسي وتظهير الإجماع الدرزي على نبذ التقسيم والانعزال، وتعبيد الطريق نحو العروبة وترسيخ المقاومة بوجه العدو الاسرائيلي.

ونقلت مصادر الثنائي الشيعي عبر موقع “لبنان الكبير” ارتياح حركة “أمل” و”حزب الله” لهذا الموقف الدرزي الوطني العروبي، النابع من قناعة وتاريخ وإيمان بالقضية.

وبالعودة الى الحراك الخارجي، تقول مصادر ذات صلة بالموفد القطري أبو فهد لموقع “لبنان الكبير”: إن عودته الى بيروت مرتبطة بالتسوية في غزة، إذ فور سريان الهدنة ومع انعكاسها الحكمي على جبهة الجنوب، يجب أن يتبع الحراك ديناميكية جديدة لترسيخ الاتفاق الحدودي اللبناني، ولوضع برنامج للحل يجب اتباعه لوقف الأعمال العسكرية وعدم تجددها، الا أنه حالياً من غير المتوقع أن تهدأ الجبهتين نتيجة عراقيل (بنيامين) نتنياهو وتقطيعه للوقت، الى حين كلمته في الكونغرس المحددة في الرابع والعشرين من الجاري، ليحصد بذلك مكاسب سياسية مقابل توقيع الاتفاق وضمان حياته السياسية.

وتقول مصادر مطلعة على موقف الرئيس نبيه بري لموقع “لبنان الكبير”: إن لبنان لم يلتزم بأي اتفاق لا مع هوكشتاين ولا مع أبو فهد، ولا اتفاق منجزاً وحاضراً للتنفيذ فور وقف الحرب على غزة، إنما طُرحت أفكار وتجاوب لبنان مع نقاشها بإيجابية فور وقف إطلاق النار، ولكنها تنطلق من التزام القرار الأممي ١٧٠١ بكامل مندرجاته، وتنفيذه من الجانبين اللبناني والاسرائيلي، ووقف الخروق الجوية والبرية والبحرية، واسترداد الأراضي اللبنانية المحتلة من مزارع شبعا وتلال كفرشوبا والغجر والنقاط الخلافية بدءاً من نقطة الـ B1، مع التشدد في رفض المنطقة العازلة وإبقاء السلاح غير ظاهر، والبقاء على مهام قوات “اليونيفيل” كما يجدد لها منذ العام ٢٠٠٦.

أما الرئاسة فلا كلام فيها ولا مشاورات ولا مبادرات منتجة، والتوازنات النيابية لا تزال غير قادرة على تأمين النصاب ولا توفير أكثرية الخمسة والستين لأي مرشح. وتقول مصادر نيابية رفيعة المستوى لموقع “لبنان الكبير”: إن أياً من الوفود الخارجية لم يذكر أسماء يزكيها للرئاسة ولا يضع أي فيتو على أي اسم. أما الميل القطري الى المدير العام بالانابة الياس البيسري فليس جديداً، ولكن القطريين لم يعاودوا ذكر اسمه في المرحلة الأخيرة لأن الأولوية عندهم لجبهتي غزة والجنوب، تماماً كما الأميركيين والفرنسيين والمصريين وغيرهم.

أما من جانب “الثنائي الشيعي” فتقطع مصادره عبر موقع “لبنان الكبير” الطريق على كل الكلام حول مقايضات وخيارات رئاسية ثانية بدأت ببحثها، وتقول إن “أمل” و”حزب الله” ملتزمان برئيس تيار “المردة” سليمان فرنجية، وليس من خيار آخر، وخصوصاً أن أي نقاش بالبدائل سيخضع لرأي فرنجية وقراره في حينه.

رواند بو ضرغم- لبنان الكبير

مقالات ذات صلة