هل يكون “عزيز” الشرارة التي تشعل الحرب…أم لا زلنا ضمن قواعد الاشتباك!؟

الاغتيالات ضمن قواعد الاشتباك… الواقع الميداني والديبلوماسية يمنعان الحرب

كل مواطن لبناني، إن كان مؤيداً للممانعة أو معارضاً لها، يعيش هاجس الجبهة الجنوبية، ويسأل إن كانت ستندلع الحرب أم لا؟ وذلك على وقع تهديدات مرتفعة النبرة من مسؤولين ايرانيين و”حزب الله” من جهة، ومسؤولين اسرائيليين من جهة أخرى، فيما يشتعل الميدان بوتيرة كبيرة حيناً ويعود إلى روتينه أحياناً أخرى. وقد شهد الجنوب أمس تصعيداً كبيراً، عقب اغتيال اسرائيل القيادي في “حزب الله” مسؤول وحدة “عزيز”، “أبو نعمة”، وهو القيادي الثالث منذ بداية الحرب الذي ينعاه الحزب برتبة “الشهيد القائد”، فهل يكون اغتياله الشرارة التي تشعل الحرب؟

لا يبدو أن الحرب ستتوسع إلى لبنان، هذا ما يقوله قريبون من المقاومة لموقع “لبنان الكبير”، معتبرين أن “الاسرائيلي ينفذ عمليات اغتيال كي يقول انه لا يريد حرباً، فلو أراد الحرب لما كان اغتال ميدانيين وهو يقول إلى الآن أنا ما زلت ضمن السياق القديم، لا أريد الحرب. عدا عن ذلك لا توحي تحركات جيشه في الشمال الفلسطيني المحتل بأنه في وضعية شن هجوم على لبنان، بل هو في موقع دفاعي، وتقوم المقاومة باستهداف تجمعات الجنود في عمق الجليل لتقول للاسرائيلي إن عينيها عشرة عشرة، وتراقب كل شيء، وتحذره من أن يقدم على أي تحرك يشبه الاعداد لهجوم على لبنان، وإلا سيكون الثمن مرتفعاً جداً”.

إلى ذلك، تشير أوساط ديبلوماسية إلى أن الوسطاء الدوليين وبعد محادثاتهم مع المسؤولين الاسرائيليين يخرجون بوحي أن “القيادة في تل أبيب ترى الوضع على الجبهة الشمالية كما هو مناسباً جداً لها، لأنها ليست مضطرة الى الدفع بجنود اسرائيليين ليقعوا فريسة لمقاتلي حزب الله، بل هي تشن حرباً على الحزب بخسائر تعتبرها مقبولة، إلا أن الأمر ليس مثالياً، فهناك مشكلة عودة سكان المستوطنات الشمالية المهجرين بسبب التصعيد على الحدود، وتدرس تل أبيب كيف يمكنها الموازاة بين حرب المسيّرات وأمن المستوطنات”.

وبعد أن وصلت التهديدات الاسرائيلية إلى درجة التهديد بتدمير لبنان وإعادته إلى العصر الحجري، يلاحظ تراجع كبير في سقف هذه التهديدات، التي بدأت تترافق مع التعويل على الحل الديبلوماسي، وتأكيدات من المسؤولين الاسرائيليين أنهم يفضلون المفاوضات، حتى أن وزير الدفاع الاسرائيلي يوآف غالانت أشار في آخر تهديداته للبنان إلى “أننا نفضل التوصل الى اتفاق عبر التفاوض، لكن إذا تطلب الأمر فنحن نعرف كيف نقاتل”، مؤكداً “سنبلغ حالة الجاهزية التامة لأي تحرك مطلوب في لبنان”.

وهذا الأمر لاحظه “حزب الله”، فاعتبر عضو المجلس المركزي في “الحزب” الشيخ نبيل قاووق أن “العدو دخل مرحلة التراجع في التصريحات وفي الميدان، وبدأ يتحدث عن عجزه عن إعادة المستوطنين إلى مستوطناتهم إلا بحل سياسي، ولا حل سياسياً إلا بإيقاف الحرب على غزة”.

ولطالما نُقل عن الحزب تفضيله الحل الديبلوماسي، وهو يتجاوب مع الموفدين الدوليين الذين يلتقي بهم، وآخرهم وفق المعلومات، نائب مدير المخابرات الألمانية أولي ديال، الذي التقى نائب الأمين العام لـ “حزب الله” الشيخ نعيم قاسم، وأفيد أن أجواء الجلسة إيجابيّة، وعرض الطرفان وجهتي نظرهما من الأحداث والمعركة في غزة وجنوب لبنان. والجدير بالذكر أن المانيا كانت أكثر الدول نجاحاً في التفاوض مع “حزب الله” في السابق.

على وقع كل هذه المعطيات يمكن الاستنتاج أن احتمالات اندلاع الحرب ضئيلة، فالديبلوماسية تتدخل بقوة، والوقائع الميدانية لدى اسرائيل لا تسمح بالحرب، بل تفضّل اغتيالات المسيّرات، والحزب متعقل ويحسب كل خطواته، وليس في وارد إشعال الحرب بنفسه، أما اغتيال القيادات الميدانية فهو ضمن إطار قواعد الاشتباك، التي لن تتغير إلا في حال استهدفت اسرائيل تجمعات مدنية والضاحية الجنوبية!

محمد شمس الدين- لبنان الكبير

مقالات ذات صلة