لا حرب على لبنان قبل 24 تموز!
يزور المبعوث الرئاسي الأميركي آموس هوكشتاين العاصمة الفرنسية يوم الأربعاء المقبل، لوضع الجانب الفرنسي في صورة الاتصالات التي أجراها في إسرائيل ولبنان من أجل منع توسيع حرب غزة إلى الجبهة الشمالية.
وفي التحليل الفرنسي، قبل وصول المبعوث الأميركي، أن من المستبعد أن يشن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو حرباً واسعة على لبنان قبل توجهه إلى واشنطن وإلقاء خطابه أمام الكونغرس في 24 تموز (يوليو)، لأنه لن يزور واشنطن وهو يشن حرباً ثانية خلال الحملة الانتخابية الأميركية، خصوصاً أن واشنطن، وبلساني الرئيس جو بايدن ووزير خارجيته أنطوني بلينكن، حذرت إسرائيل من التصعيد وشن حرب أخرى.
لكن رغم ذلك كان هوكشتاين قد أكد للبنان خطورة الوضع وضرورة تهدئة جبهة الجنوب، ناقلاً هذا التحذير إلى رئيس البرلمان اللبناني نبيه بري لينقل الرسالة إلى “حزب الله”.
وتفيد القراءة الفرنسية للموقف الإسرائيلي بأن نتنياهو سيلقي خطاباً تصعيدياً في الكونغرس ضد “حماس” و”حزب الله” وإيران، وبأنه قد يقوم بعملية واسعة في لبنان بعد زيارته واشنطن. وبحسب التحليل الفرنسي، فما دام “حزب الله” يربط لبنان بالحرب الإسرائيلية على غزة، فإنه يعطي نتنياهو المبرر لتوسيع نطاق الحرب إلى لبنان. وتشير التحليلات الفرنسية إلى أن نتنياهو لن يكتفي بطوق وقائي عسكري إسرائيلي في الجنوب اللبناني، بل قد يوسع الحرب إلى كل لبنان، وهذا أمر مقلق جداً للمسؤولين الفرنسيين.
إن إعلانات الدول الأجنبية، من ألمانيا إلى كندا وغيرهما، منع مواطنيها من التوجه إلى لبنان تدخل في إطار الضغوط التحذيرية التي تقوم بها هذه الدول من أجل دعوة الجانب اللبناني إلى التوقف عن تصعيد القصف والمواجهة مع إسرائيل.
وفي سياق مواز، تفيد القراءة الفرنسية للوضع الحالي الداخلي في لبنان بأن من المستبعد أن تنجح المساعي لانتخاب رئيس للجمهورية ما دام “حزب الله” لا يتزحزح عن موقفه الرابط بين انتهاء الحرب الإسرائيلية على غزة وانتخاب رئيس.
وعلم “النهار العربي” أن فرنسا تسعى إلى مساعدة اللبنانيين على حل مشكلة اللاجئين السوريين فيه عبر الاتصالات مع الهيئة العليا للاجئين، كي تقيم الهيئة حواراً مع النظام السوري لعودتهم إلى بلدهم، علماً أن “حزب الله” يستعمل هذا الملف كوسيلة لمساعدة النظام السوري على إخراجه من عزلته لدى الأسرة الدولية. لكنّ عدداً من القيادات العربية أعربت لأوروبا عن عدم التزام النظام السوري بوعوده بالنسبة لمكافحة إنتاج وتصدير الكبتاغون وأيضاً بالنسبة لعودة اللاجئين السوريين إلى بلدهم” و”حزب الله” يستعين بملف اللاجئين في مسعى لمساعدة النظام السوري.
رندة تقي الدين- النهار العربي