“تقرير المطار”… اتهام للمعارضة بالتحريض وتذكير بـ 7 أيار… ولكن الحزب أصبح مكشوفاً!
بعد تقرير الصحيفة البريطانية “ديلي تلغراف” الذي نقل تصريحات لعاملين في مطار رفيق الحريري الدولي، تزعم بأن “حزب الله” ينقل أسلحة ومعدات عبر المطار من ايران، دعا وزير الأشغال العامة والنقل في حكومة تصريف الأعمال علي حمية السفراء ووسائل الاعلام الى جولة ميدانية في المطار، وهذا ما قام بتنظيمه فعلاً جهاز الأمن فيه، واستهلت جولة الاعلاميين من صالون الشرف، وشملت مركز الشحن، وعنبر تخزين البضائع، ثم انتقل الجميع إلى مركز الشحن الجوّي، واختتم الحدث بجولة حول المطار، حيث عاين الاعلاميون الاجراءات المتبعة داخل السور بكل تفاصيلها، وسمح لهم بالتقاط الصور ومقاطع تصويرية للسور الذي يبلغ طوله ما يقارب 17 كيلومتراً من داخل الآليات التي تقلهم، ولم يتبين وجود أي شيء يثير الريبة خلال الجولة، فيما أعلن حمية أن لبنان سيرفع دعوى ضد الصحيفة البريطانية.
وهذه ليست المرة الأولى التي توجه السهام الى “حزب الله” من ناحية المطار، اذ كثرت التقارير في السنوات الأخيرة عن استعمال الحزب له لتمرير أسلحة من إيران، إلا أنها المرة الأولى التي يكون فيها التقرير من وسيلة إعلامية معروفة كـ “التلغراف”، ولكن هذا لا يعني أن الصحيفة مرموقة، فهي ليست “الغارديان” أو “فاينانشال تايمز” اللتان ما كانتا لتنشرا هذا التقرير اعتماداً على كلام أشخاص فقط، وفق ما يقول زملاء يعملون في مجال الاعلام في بريطانيا لموقع “لبنان الكبير”، لافتين الى أنه “على الرغم من اعتبار بعض الصحف ناطقاً باسم اسرائيل في لندن، إلا أنه سيرفض على الأرجح نشر معلومات لا يمكن التأكد منها بدليل، وما نشرته التلغراف غريب جداً، فهي مع أنها ليست من الصحف المرموقة في بريطانيا، لكنها أيضاً ليست صحافة صفراء، ومن الغريب وقوعها في فخ تقرير كهذا، الذي بغض النظر عن صحة ما ورد فيه أم لا، يفتقر الى منهجية تقصي الادعاءات التي تحدث عنها الأشخاص الذين صرحوا للصحيفة، لا سيما مع معرفة غالبية من يتحدثون في الشأن اللبناني في الصحافة العالمية بالانقسامات التي يعيشها البلد”.
أما على الصعيد السياسي، فقد وضعت مصادر قريبة من “حزب الله” التقرير في إطار تشعبين، مشيرة في حديثها لـ “لبنان الكبير” إلى أن “السياق الأول للتقرير هو الصراع والتهديدات المتبادلة بين اسرائيل والمقاومة، والخوف الاسرائيلي الجدي من أن تستهدف المقاومة مطار بن غوريون بعد آخر فيديو نشره الاعلام الحربي وإحدى الاحداثيات التي هددها هي المطار، وبالتالي قد يكون التقرير ضمن سياق التهديد المتبادل. أما السياق الثاني فهو لعب فرقاء لبنانيين، لا سيما القوات اللبنانية، لعدة أسباب، منها خلق بلبلة في وقت الحرب وإعادة فتح ملف مطار القليعات مجدداً، وهذا ليس غريباً عن هؤلاء، بل إنهم يتمنون الحرب أكثر من الاسرائيلي علّه يفرض على المقاومة التنازل في السياسة الداخلية، علماً أنها لا تربط الأمرين”.
واعتبرت المصادر أن “حجم التحريض من هؤلاء تجاوز حدود الخصومة السياسية، إذ انهم أصبحوا أداة أساسية للترويج لحملة ستساهم في تدمير أهم مرفأ لبناني متبقي بعد انفجار مرفأ بيروت”.
وقالت مصادر “القوات” لـ “لبنان الكبير”: “صحيح أنه وردت تقارير عدة عن المطار، تعتبر القوات أنه لم يتم التأكد من صحتها حتى الآن، لأن الجولات الفولكلورية الرسمية فوق الأرض أو في أماكن محددة ومتفق عليها سلفاً ليست إثباتاً ولا تجيب عن الأسئلة الكثيرة، علماً أن القوات لم تتبنَّ أي من هذه التقارير، ولا تؤكد وجود صواريخ للحزب ولا تنفي، ولكنها تعتبر أن الريبة في خصوص المطار وكل المرافق اللبنانية، تأتي بسبب أن السيادة اللبنانية مستباحة برّاً وجوّاً وبحراً، وشاحنة الكحالة المحمّلة بالسلاح التي اكتشفت صدفة بسبب تعطّلها هي واحدة من آلاف الشاحنات التي عبرت وتعبر الحدود من دون حسيب أو رقيب، أو بحجة أنّها تابعة لما يسمى المقاومة التي حولّت لبنان إلى مخزن كبير للسلاح الايراني”.
أضافت المصادر: “ما تستطيع القوات تأكيده، بمعزل عن صحة خبر صحيفة التلغراف أو عدم صحته، أنّ حزب الله يسيطر على المطار والمرافئ والحدود، وبالتالي كلّ المداخل إلى لبنان، البرية والجوية والبحرية، تحت سيطرته”.
وذكرت المصادر بأن “الدولة عندما حاولت منع شبكة اتصالات الحزب ووضع المطار تحت الرعاية الرسمية الجدية لا الشكلية، خرج الحزب مهدّداً ومتوعِّداً ومستخدماً سلاحه ضدّ صدور اللبنانيين وسط العاصمة وفي الجبل ورافعاً شعار السلاح دفاعاً عن السلاح حتى تراجعت الحكومة في أقل من أسبوع عن قرارها”.
ولفتت المصادر إلى أن نواب “القوات” لم يتقدموا “بطلب تحقيق في مسألة نقل السلاح والصواريخ عبر مطار بيروت لأنها تعلم أن الحزب قادر على الضغط على المسؤولين لعرقلة التحقيق نظراً إلى سيطرته على المؤسسات، وأكبر دليل هو أن المطالبات والمؤتمرات والمذكّرات بضرورة إقفال المعابر غير الشرعية وضبط المعابر الشرعية بقيت كالأصوات في البرية، لأن الحزب يعتبر الحدود اللبنانية الجسر الحيوي الذي يربط طهران ببيروت، فضلاً عن أنه غير مؤمن بحدود وسيادة ويعمل ضمن وحدة ساحات لا تعترف بدول ولا كيانات ولا دساتير”.
وأشارت المصادر الى أن “الحزب يرفض تطبيق القرارات الدولية ١٧٠١ و١٥٥٩ و١٦٨٠، وهذا يعزز الشكوك أكثر ويطرح علامات استفهام عديدة. ولو طبّقت هذه القرارات لجنّبنا لبنان حروباً ودماراً وموتاً وفقراً، ولكنا استطعنا أن نقيم دولة فعلية، بينما الحالية تحولت إلى شاهد زور وغطاء رسمي لدويلة دمّرت لبنان وتواصل تدميره، وبالتالي بعد هذه الصورة كلّها وغيرها الكثير من الوقائع تصبح صحّة خبر التلغراف أو عدمه مجرّد تفصيل”.
وشددت على أن “القوات لا تشن حملات على أحد وكل هذه الاتهامات لها هي لذر الرماد في العيون لأن الحزب أصبح مكشوفاً، علماً أن لا طموح لديها في مسألة فتح مطار في حالات أو غيرها، وهناك حاجة بل ضرورة لإنشاء مطار آخر في لبنان وهذا مطلب وطني من جميع اللبنانيين، اما فبركة الأخبار فهي عادة درجت عليها الممانعة بواسطة الوسائل الاعلامية التابعة لها، وبالتالي هذا الكلام مردود إليها”.
محمد شمس الدين- لبنان الكبير