لماذا لم “يَسكر” جعجع بكلمات فرنجية… وكيف تعاملت معراب مع الموضوع؟

يُخيّل للبعض أنه بمجرد اعلان رئيس تيار “المردة” سليمان فرنجية أن رئيس “القوات اللبنانية” سمير جعجع مرشح طبيعي لرئاسة الجمهورية، عليه أن يحزم قراره ويترشّح للرئاسة لمنازلة فرنجية في جلسة مفتوحة بدورات متتالية في المجلس النيابي.

لكن كلام فرنجية الايجابي حيال جعجع يتضمّن جوانب عديدة تعاملت معها معراب بعقلانيّة ومن دون “شطحات”، وقد تمعّنت قيادة “القوات” بأبعاده جيداً، وردّت بإقتضاب: شكراً فرنجية لأنك تكلّمت بالحقائق، ونطالبك بأن تُقنع حليفك الثنائي الشيعي بالإقلاع عن سياسة التعطيل.

أما فرنجية فكان هدفه من هذا الاعتراف الجريء أن يقول لجعجع “بما أنك الأكثر تمثيلاً، إقنع رئيس التيار جبران باسيل حتى يؤيد ترشيحك”، بما فيه من إحراج للأخير. ويؤكّد فرنجية لأنه مدعوم من الفريق الآخر: “فلننزل إلى المجلس ونتنافس”.

من الواضح أن “القوات” تعرف حقيقة المشكلة وعمقها وجوهرها ولا يمكن أن تنزلق ببضع كلمات من فرنجية، وتفيد المعطيات من مصدر قواتي مسؤول “شكرنا فرنجية لأن كلامه كان سبّاقاً وخصوصاً أنه باح به من موقع الخصم وفي مناسبة مهيبة، وهذا الأمر مطلوب في زمن تجهيل الوقائع والحقائق، ولا سيما أن باسيل لا يزال حتى اليوم يعتبر نفسه الأكثر تمثيلاً عكس كل الوقائع والحقائق، متناسياً الأصوات التفضيلية والأرقام التي تجعل القوات بعيدة عنه بمسافات في مسألة التمثيل المسيحي، علماً أن نصف نواب تكتله أتى بهم حزب الله بإعتراف الأخير، لذلك يستحق فرنجية الشكر”.

أكثر من ذلك، بنى باسيل معاركه السياسية بين 2007 و2016 على قاعدة أنه الأكثر تمثيلاً، وفق المصدر القواتي، ولكن عندما أصبح خصمه الأكثر تمثيلاً انقلب على هذه القاعدة، وهنا أيضاً يستحق فرنجية الشكر لاعترافه بهذا الموضوع.

أما عن الجانب الثاني من كلام فرنجية المتعلّق بمنازلته جعجع في جلسة انتخابية في المجلس النيابي، فيلفت المصدر القواتي إلى أن “فرنجية يحصر مشكلة الانتخابات الرئاسية بأن يقبل باسيل بانتخاب جعجع، وهنا الخطأ، لأن من يعطّل الانتخابات هم حلفاء فرنجية أي الثنائي الشيعي، فيما تقاطعنا مع باسيل في الموضوع الرئاسي”.

ويشير المصدر إلى أن “الثنائي الشيعي يُطبّق قاعدة الأكثر تمثيلاً في المجلس النيابي، وبالتالي هو اتفق على أن يكون ممثله الرئيس بري، لكن لا يسمح هذا الثنائي بتطبيق هذه القاعدة لدى الطوائف الأخرى، فهل سأل فرنجية حليفه إذا كان سيفتح أبواب المجلس لتطبيق هذه القاعدة؟ فالثنائي الشيعي وصل به الأمر الى أن يفرض فرنجية على باسيل، على الرغم من تمثيل فرنجية الضعيف!”.

تعرف “القوات” موازين القوى في البلد، ويوضح المصدر أن “المطلوب من فرنجية أن يقول للثنائي أن يفتح البرلمان لننتخب رئيساً، وليتنافس فرنجية وجهاد أزعور، إلا أن ما يفعله هو عملية الهاء بدلاً من التركيز على انتخاب رئيس، يأخذنا فرنجية وحلفاؤه الى نقاشات أخرى: مرة يطرح فكرة انتخاب رئيس من الشعب، ومرة أخرى يقترح ترشيح الأربعة الأقوياء، ثم يطرح فكرة التنافس مع جعجع… كل ذلك يهدف الى حرف النقاش عن الأمر الأساسي، فيما المطلوب فتح أبواب البرلمان والاحتكام إلى الدستور واللعبة الديموقراطية فقط”.

جورج حايك- لبنان الكبير

مقالات ذات صلة