تحذير لا تهديد: التصعيد خطير جداً وقد يؤدي إلى توسع الحرب

زيارة جديدة لمستشار الرئيس الأميركي آموس هوكشتاين إلى بيروت، حاملاً معه ملف الحدود الجنوبية بهدف تجنب الحرب الموسعة بين “حزب الله” واسرائيل، جال خلالها على قيادة الجيش ورئيسي مجلس النواب والحكومة، وعنوانها الرئيسي الحرب استمرت بما يكفي وحان الوقت لانهائها.

وهذه الزيارة هي الرابعة لهوكشتاين منذ بدء الحرب، وكانت حركته جمّدت عقب الزيارة الأخيرة بعدما لمس عدم تجاوب مع طروحه، إلا أن قرب انتهاء العمليات في رفح ومقترح رئيسه جو بايدن، يبدو أنهما حرّكا المياه الراكدة للتسوية الحدودية.

وعلى الرغم مما نقل من أجواء تشاؤمية عن زيارة الديبلوماسي الأميركي، والحديث عن نقله رسالة تهديد اسرائيلية، قالت مصادر مطلعة على جو الزيارة لـ “لبنان الكبير” إن هوكشتاين “استطلع التزام لبنان بوقف إطلاق النار في حال تم التوصل اليه في غزة، وأتاه الجواب من رئيس مجلس النواب نبيه بري كما في السابق، أي وقف لاطلاق النار في غزة يوقف إطلاق النار في لبنان، بينما تمنى الديبلوماسي تخفيف التصعيد حتى ابرام اتفاق”.

واعتبرت المصادر أن الزيارة تؤكد عدم رغبة اسرائيل في حرب كبيرة مع لبنان، ولذلك طلب هوكشتاين من بري أن “يطلب من حزب الله التوسط مع حماس للقبول بمقترح بايدن، ولكن رئيس المجلس رد عن الحزب بأن الفلسطينيين يقررون بأنفسهم”.

وأوضحت المصادر أن الزيارة هدفها الأساس “تأكيد التزام لبنان باتفاق وقف إطلاق النار بالتزامن مع وقف الحرب في غزة، ومن هذا المنطلق وإذا لم يطرأ أي تغيير يمكن أن تكون هذه الزيارة الأخيرة قبل وقف الحرب”.

أما عن المعلومات التي تم تداولها بأن هوكشتاين حمل معه رسالة تهديدية من تل أبيب، فأكدت المصادر أنه “لم يتحدث بأي لهجة تهديدية بل كان يحذر من أن التصعيد خطير جداً وقد يؤدي إلى توسع الحرب، لا سيما مع قرب انتهاء العمليات في رفح والاصرار الاسرائيلي على إعادة الأمن في الشمال، إلا أن الولايات المتحدة تبذل جهوداً كبيرة لتجنب التصعيد إلى هذه الدرجة ولبلورة حل سياسي يستند إلى الخطة التي أعلن عنها الرئيس بايدن، وعلى أية حال فإن المقاومة ردت حتى على تداول معلومات عن تهديد، وكشفت عن الهدهد وهذا من شأنه أن يدفع اسرائيل الى التفكير قبل إشعال حرب مفتوحة مع لبنان، وسيدفع أميركا إلى بذل جهد أكبر لمنع اندلاع حرب كهذه”.

ورأت المصادر أن نشر المقاومة لهذا المقطع المصور تزامناً مع زيارة المبعوث الأميركي يمكن قراءته أيضاً من منطلق تحسين “شروط التفاوض”، أي بمعنى أن التفاوض مع لبنان لا يحصل من منطلق اعتبار أنه الطرف الضعيف، بل الجبهة اللبنانية قوية ومتماسكة، وتحقق انجازات وتكشف عن تطور ولا يستطيع هوكشتاين ولا غيره فرض إملاءاته عليها.

محمد شمس الدين- لبنان الكبير

مقالات ذات صلة